السابق 10 طوابع جديدة بعنوان “وجهات من الحج المسيحي في الأردن”
رابط المقال: https://milhilard.org/0zk9
تاريخ النشر: يناير 19, 2025 12:34 م
رابط المقال: https://milhilard.org/0zk9
خاصّ- ملح الأرض
أبدت جمعيّات مُعنيّة بالتّراث والسّياحة في محافظة المفرق استياءها من عدم تخصيص مجلس محافظة المفرق أي مبالغ ماليّة لبند “السّياحة والآثار” في موازنة عام 2025، ممّا يعني توقُّف المشاريع التّنمويّة والسّياحيّة الّتي بدأت منذ سنوات لاكتشاف وترميم الكنائس الأثريّة في منطقة رحاب في المحافظة وترويجها دينيًّا وسياحيًّا. حيث تضمُّ المنطقة 37 كنيسة قديمة تعود إلى آلاف السّنين تمَّ اكتشاف وترميم 10 فقط والباقي لا يزال مدفون تحت الأتربة وفي باطن الأرض.
وتُعتبر محافظة المفرق من أغنى المحافظات الأردنيّة بالمواقع الأثريّة، إذ تحتوي على 37 كنيسة أثريّة تعود لمراحل تاريخيّة مختلفة. إلّا أنَّ ما تمَّ اكتشافه وترميمه من هذه الكنائس لا يتجاوز 10 كنائس، في حين أنَّ الباقي ما زال مدفونًا تحت الأرض، متسائلين حول استمرار جهود وزارة السّياحة ودائرة الآثار العامّة في الحفاظ على هذا الإرث التّاريخيّ الفريد.
وفي الوقت الّذي يمكن أنْ تُحدث فيه هذه المواقع نقلة نوعيّة في السّياحة الدّينيّة بالأردن، عامّة وفي المفرق خاصّةً، استغربَتْ وبشدّة رئيسة جمعيّة ود للتّنمية السّياحيّة هبة شديفات أن تكون مُخصّصات دعم السّياحة في موازنة مجلس المحافظة هي “صفر”، بعد أنْ وصلت إلى أكثر من نصف مليون دينار العام السّابق.
10 كنائس مُكتشفة من أصل 37 في رحاب- المفرق
وقالت شديفات في حديثٍ خاصٍّ لـ ملح الأرض: “إنَّ المواقع العشرة المكتشفة غير مُروَّج لها سياحيًّا، وعليها حراسة وسياج ويمنع دخول السُّيّاح إليها بدون تنسيق مُسبق مع وزارة السّياحة، فبالرّغم من الأهمّيّة الدّينيّة الكبيرة لهذه الكنائس إلّا أنّها لا تزال مهملة إعلاميًّا ولا يُروَّج إليها بالشكل المطلوب في مسارات السّياحة الدّينيّة المسيحيّة”.
وتُتابع شديفات “لا يوجد اهتمام كافي بالكنائس المُكتشفة وغير المُكتشفة بحُجّة عدم وجود موارد ماليّة لدى الوزارة والمُحافظة لإجراء عمليّات التّنقيب. الفسيفساء مدفونة في التُّراب لا يوجد رعاية كافية لها غير مُهيّئة لاستقبال الزُّوّار ولا يوجد فيها خدمات لهم”.
وتؤكِّد شديفات أنّه توجد في رحاب “الكنيسة الكهفيّة” وهي من أقدم كنائس العالم. “حيث نطالب الوزارة ومجلس محافظة المفرق بتعزيز وترويج السّياحة والتّرويج لهذه المناطق لما لها من الأثر الكبير على المنطقة في إحداث تنمية محلّيّة وتشغيل الأيدي العاملة وخصوصًا نساء المنطقة”.
مديريّة آثار محافظة المفرق :لا يوجد ما يمنع من زيارة الكنائس المُكتشفة
مدير آثار محافظة المفرق عماد عبيدات قال لـ ملح الأرض: “رحاب لها أهمّيّة كبيرة بالنّسبة لمديريّة آثار المفرق وتشتهر بكنائس مهمّة ومميّزة، حسب المسوحات الأثريّة هناك لغاية الآن 33 كنيسة منها لها أرضيّات فسيفسائيّة ومنها تمَّ بناء البيوت عليها وأُخرى لم تُكتشف حتّى الآن. ونحن نعمل حاليًّا على تأهيل الـ 10 كنائس الّتي تمَّ اكتشافها. يفضَّل أنْ نعمل على استدامة وتأهيل المُكتشف وما تبقّى سيبقى للأجيال القادمة لاكتشافها وتأهيلها”.
وتابع لـ ملح الأرض “كل الكنائس المُكتشفة مسموح زيارتها ولكن بتنسيق مُسبق مع المديريّة وأحيانا نُغلقها خوفًا من العبث والخراب، لأنّه لا توجد حركة سياحيّة، وللأسف لا يوجد زوّار لهذه الكنائس. نحن دورنا استدامة وصيانة وتوثيق وإشراف، لكن هناك ظروف عالميّة وإقليميّة تمنع من وجود سياحة دينيّة كما نريد ونأمل”.
دائرة الآثار خلال السّنوات الماضية عملت على إيجاد مسار سياحيّ يربط ما بين هذه الآثار السّياحيّة، بالإضافة إلى أنّه من خلال الشركاء مع البلديات والمنظمات تمَّ ترميم البيوت التّراثيّة وقال “سنعمل خلال العام الحالي لتأهيلها لاستقبال الزُّوّار ووجود أماكن لمبيت السُّيّاح والتّعاون مع المجتمع المحلّيّ من أجل تقديم الخدمات للسُّيّاح من خلال 9 بيوت تحتوي على 18 غرفة”.
وقال عبيدات “سيتمُّ استبدال اللّوحات التّفسيريّة عند الكنائس حسب النّموذج المُعتمد لدائرة الآثار لإضافة معلومات حول هذه المواقع الأثريّة”.
مجلس محافظة المفرق: موازنة السّياحة والآثار في 2025 = صفر والسّبب !!
بدوره قال رئيس اللّجنة الماليّة لمجلس محافظة المفرق ومقرِّر لجنة السّياحة والآثار المحامي نمر الخزاعلة لـ ملح الأرض “في عام 2022 كانت الموازنة المُخصّصة لدعم السّياحة في رحاب والمفرق 150 ألف دينار، وارتفعت في 2023 إلى 290 ألف دينار، ووصلت في العام الماضي إلى 583 ألف دينار كانت مُخصّصة لإظهار الكنائس بشكلٍ عام وأجور اليد العاملة في مشاريع اكتشاف المناطق الأثريّة. ولكن موازنة 2025 نتيجة انخفاض موازنة محافظة المفرق لأكثر من النّصف اضطررنا إلى إعادة توزيع المبالغ المُخصّصة على قطاعات التّعليم والصّحّة والأشغال العامّة على حِساب بند السّياحة والآثار على أن تكون لها حصّة كبيرة في عام 2026 “.
وتابع الخزاعلة أنَّهم يعملون على تجهيز البيوت والمطاعم والمطابخ الإنتاجيّة في قضاء رحاب وبنسبة 75% لغاية الآن ونعمل على استكمال الباقي بالتّعاون والتّشارك مع وزارة السّياحة والبلديّات والجمعيّات والمجتمع المحلّيّ في المنطقة متأمّلين أن تنتهي الأعمال الباقية في العام المُقبل.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.