
السابق بيانٌ مشتركٌ صادرٌ عن بطريركيّة الرُّوم الأرثوذكس وبطريركيّة اللّاتين في القدس: حان الوقت لإنهاء دوامة العنف هذه، وإنهاء الحرب، وإعطاء الأولويّة للصّالح العامّ للشَّعب
بقلم داود كُتّاب – ملح الأرض
من عمّان إلى بريسبان، حملَتْ ربى ريحاني عباسي صوت المرأة العربيّة إلى منصّةٍ عالميّةٍ، بعد أنْ انتُخبت نائبةً أولى لرئيسة اتّحاد النِّساء المعمدانيّات العالميّ. إنّه اعترافٌ بمسيرةٍ امتدَّتْ أكثر من 25 عامًا في خدمة وتمكين النِّساء على المستويين الرّوحيّ والمُجتمعيّ، وخطوةٌ تاريخيّةٌ تُبرِزُ الحضور العربيّ في القيادة المعمدانيّة الدوليّة.
جاءت أقوال عباسي في مقابلةٍ حصريةٍ مع موقع ملح الأرض بعد عودتها من أستراليا، حيثُ عُيِّنَتْ ربى ريحاني عباسي، نائبةً أولى لرئيسة رابطة نساء التَّحالف المعمدانيّ العالميّ (BWA Women / BWAW). وتمّ إقرار تعيينها رسميًّا في ٨ يوليو/تمّوز خلال قمّة النِّساء المعمدانيّات لعام 2025 في بريسبان، أستراليا.
وقد اجتمعَتْ أكثر من 700 قائدة من سبع قارّات ومن أكثر من 60 دولةً في العالم للاحتفال بتنصيب القيادة الجديدة، مُقترنًا بأنشطةٍ مُتعدّدةٍ بهدف التَّشجيع والتَّركيز على بناء وتمكين الأجيال القادمة. وتنضمُّ عباسي، وهي مؤسِّسةُ مركز “المرأة العربيّة اليوم” (AWT) منذ أكثر من خمسةٍ وعشرون عامًا كخدمةٍ رديفةٍ ومُساندةٍ للكنيسة المعمدانيّة، إلى الرّئيسة كارلين إدواردز-واريك، في لحظةٍ تاريخيّةٍ لتمثيل المرأة العربيّة في القيادة المعمدانيّة العالميّة.
كما كرّم مؤتمر المرأة في جمعيّة المعمدانيّين الإنجيليّين (BWA) القيادات المُنتهية ولايتها، حيث أدلَتْ كارين ويلسون، الّتي قادت المُنظّمة من عام ٢٠٢٠ إلى عام ٢٠٢٥، بالدُّعاء لعباسي وإدواردز-واريك خلال تنصيبهما. وأبرزت ويلسون قدرة عباسي على الجمع بين الخبرة والنّزاهة والرّؤية الثّاقبة: “تُضفي رُبى عباسي حكمةً وخبرةً واسعةً على دورها. ستثري العائلة المعمدانيّة العالميّة”.
يساهم دورها كنائبةٍ أولى لرئيسة الاتّحاد المعمدانيّ النّسائيّ BWAW في تمثيل BWAW كسفيرٍ حول العالم، خاصّةً مع الاتّحادات والمُنظّمات والخدمات الأعضاء في BWAW، وتقديم الإرشاد والحكمة من خلال الخدمة في مجموعاتٍ مُختلفةٍ بما في ذلك المجلس التنفيذيّ لـ BWAW، ومجلس القيادة لـ BWA، والمجلس العالميّ لـ BWA كقائدةٍ عالميّةٍ حكيمةٍ وموثوقةٍ، تسعى لتعزيز خدمة العائلة المعمدانيّة العالميّة.
كرَّسَتْ عباسي أكثر من عقدين من الزمن لتعزيز تمكين المرأة في الشَّرق الأوسط. منذ تأسيسها لـ AWT عام ١٩٩٩، استطاعَتِ الوصول إلى ملايين النِّساء العربيّات عبر الإذاعة والتّلفزيون والمنصّات الرّقميّة، مُلهمةً إيّاهن بالقيادة والنموّ الشخصيّ والعيش بكرامة.
وفي حديثها لموقع ملح الأرض، أوضحَتْ عباسي رؤيتها لتعزيز القيادة النّسائيّة في المنطقة: “مهمّتنا هي ضمانُ سماع أصواتِ النّساء، وتمكينهنَّ من القيادة بنزاهةٍ، وفاعلية وتأهيلهنَّ لتوجيه الجيل القادم من القادة”.
وأكَّدت على اتّباع نهجٍ شاملٍ لتنمية القيادة، يجمع بين النضج الرّوحيّ والنفسي والعاطفي وشحذ المهارات الإداريّة والمُشاركة المدنيّة. ويشمل عمل عباسي أيضًا التَّدريب والتَّوجيه والاستشارات، وتزويد النِّساء بالأدوات اللّازمة للقيام بأدوارٍ فعّالة في برامج الكنيسة والمجتمع.
إحياء اتحاد تحالف المعمدنيّات في الأردن
ستركز عباسي بشكلٍ رئيسيٍّ ومن خلال التشاور والتعاون مع القيادات النسائية المعمدانية على إحياء الاتّحاد النسائيّ المعمدانيّ الأردنيّ، إذ تُخطِّطُ لتطوير عدة برامج وخدمات لتشمل كافة الكنائس المعمدانية، ستضم البرامج تدريبات على القيادة والإرشاد وفُرصًا للنّساء للمُشاركة بفعاليّةٍ في الكنيسة والمبادرات المحلية.
وأكَّدت عباسي أنَّ تمكين المرأة لا يقتصر على المهارات الإداريّة فحسب، بل يشمل أيضًا تعزيز النّموِّ الرّوحيّ والتّفكير الاستراتيجيّ. كما تركّز على بناء جسور وربط المبادرات المحلية بالمنصات الدولية من خلال التشبيك الفعّال، بما في ذلك التّعاون مع الاتّحاد المعمدانيّ الأوروبيّ، لتزويد النّساء العربيّات بفرص التدريب والانفتاح الدوليّ.
وقالت عباسي: “نحن بحاجةٍ إلى جهودٍ مُتواصلةٍ لزيادة تمثيل المرأة في هيئات صنع القرار على المستويين الوطنيّ والإقليميّ، حتّى تتمكَّن المرأة من المساهمة في تفعيل دورها في الكنيسة وتنمية المُجتمع”.
المنصّات والمُبادرات العالميّة
يتزامن تعيين عباسي مع مشاركتها النَّشطة في مُبادراتٍ مثل اليوم العالميّ للصَّلاة من أجل النِّساء المعمدانيّات، الّذي يحشد المشاركين للصَّلاة من أجل السَّلام والأمن والنموّ الرّوحيّ في جميع أنحاء العالم. وترى عباسي أنَّ هذه البرامج أدواتٌ أساسيّةٌ لتعزيز التّضامن العالميّ والقيادة بين النِّساء.
كسر الحواجز أمام القيادات النسائيّة
تحدَّثَتْ عباسي بشفافيّةٍ عن التحدّيات الّتي تواجه المرأة في المنطقة، بما في ذلك الحواجز المُجتمعيّة ومحدوديّة فرص الحصول على التّدريب المُنظَّم. ولا تقتصر قيادتها على الإرشاد والتّدريب فحسب، بل تُركِّز أيضًا على الدّعوة إلى إشراك المرأة في الأدوار القياديّة داخل الكنيسة والمؤسَّسات المدنيّة.
من خلال عملها، تربط عباسي البرامج المحلّيّة بالشَّبكات المعمدانيّة العالميّة، ممّا يُتيح للقيادات النّسائيّة العربيّة النّاشئة فرصة الحصول على الإرشاد والتّدريب وفرص التّعاون الدّوليّ.
رؤيةٌ للمُستقبل
بصفتها النّائبة الأولى لرئيسة اتحاد المعمدانيّات العالمي، تستعدُّ ربى عباسي لإحداث نقلةٍ نوعيّةٍ في خدمة المرأة في العالم العربيّ، وتحفيز المؤسسات التي تعنى بالمرأة، وتوسيع نطاق الوصول إلى برامج القيادة، وتأهيل النّساء للمُساهمة بفعاليّةٍ في مجتمعاتهنّ. يمثّل تعيينها خطوةً تاريخيّةً للمرأة العربيّة في القيادة المعمدانيّة العالميّة، إذ يوفِّر الإلهام والتّوجيه، ويشكِّلُ منصّةً للتّأثير التحويليّ.
وصرَّحَتْ عباسي: “هدفنا هو تمكين المرأة من القيادة بثقة وإيمانٍ ورؤية، مع إعداد الجيل القادم لتولّي أدوارٍ قياديّةٍ فعّالةٍ في الكنيسة والمُجتمع”.
بتركيزها المُتكامل على تنمية المهارات القياديّة، والمُشاركة المدنيّة، تستعدُّ ربى عباسي لتعميق تأثير رابطة النساء المعمدانيّات في الشّرق الأوسط وخارجه، ممّا يُبشِّر بعهدٍ جديدٍ من التّمكين والتّواصل العالميّ للمرأة العربيّة.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!