السابق مشاركة دار الكتاب المقدّس في معرض الكتاب: قناة مباشرة للتّواصل مع الجمهور وإبراز الهويّة المسيحيّة الأردنيّة.
رابط المقال: https://milhilard.org/2hkf
تاريخ النشر: أكتوبر 23, 2024 6:42 م
القس ديفيد ريحاني Rev David Rihani
رابط المقال: https://milhilard.org/2hkf
ترجمة غير رسميّة عن مجلّة Evangelical Focus
جوناتان سوريانو
مع استمرار تصعيد الصّراع في الشّرق الأوسط مع القتال بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، خلف قطّاع غزّة، أجرت الأردن انتخابات لتشكيل برلمانها الجديد.
وقد بلغ عدد النّاخبين الّذين أدلوا بأصواتهم في التّصويت، الّذي جرى في سبتمبر/أيلول، 36% فقط من النّاخبين، وساعد الإسلاميّين على اكتساب النّفوذ.
لقد فازت جبهة العمل الإسلاميّ، وهي الذّراع السياسيّة لجماعة الإخوان المسلمين في البلاد، بوضوح بـ 31 مقعداً. وهو النّصر الّذي هزّ بسرعة المشهد السياسيّ الأكثر اعتدالاً في الأردن، وأدّى إلى استقالة رئيس الوزراء بشر الخصاونة.
لقد عيَّن الملك الأردنيّ عبد الله الثّاني رئيس ديوانه السّابق الدكتور جعفر حسن رئيساً جديداً للوزراء وكلَّفه بتشكيل حكومة جديدة.
في الوقت الحالي، تمَّ استبعاد جبهة العمل الإسلاميّ من الحكومة، على الرّغم من كونها الحزب الأكثر تصويتاً.
انتخابات تميَّزت بغزّة
من أجل فهم النّتائج في الأردن، من المهم أن نفهم ما يحدث في الغرب، في غزّة، مع القتال بين إسرائيل وحماس. وقد امتدَّ هذا الصّراع إلى لبنان.
“لقد خاض الإسلاميّون حملتهم على القضيّة الفلسطينيّة، واستخدموا اسم هجوم السّابع من أكتوبر الأقصى كوسيلة لإظهار أنَّهم يدافعون عن ثالث أقدس مسجد في الإسلام”، أوضح القسّ والرّئيس السّابق والمتحدِّث باسم المجلس الإنجيليّ في الأردن، ديفيد ريحاني، لموقع Sapanish الإخباريّ Protestante Digital.
وفقاً للريحاني، فإنَّ: “غزّة والخبرة الّتي اكتسبوها كانتا العنصرين الرّئيسيّين في انتصار الإسلاميّين في الانتخابات”.
“وعلاوةً على ذلك، ساعد انخفاض نسبة المشاركة (31٪) الإسلاميّين الأكثر تنظيماً وأضرَّ بالقوميّين الوسطيّين واليساريّين. لم يتجاوز الأخيرون العتبة وكلّ الأصوات الّتي حصلوا عليها ضاعت لأنَّهم لم يكونوا موحَّدين”, يضيف.
“في الأردن، المسيحيّون غير راضين للغاية عن الوضع في غزّة”
يقول الرّيحاني إنَّ النتائج “جرس إنذار” نظراً لأنَّ “الإسلاميّين حزب ذو خبرة وبقيّة الأحزاب، وخاصّةً الأحزاب القوميّة الوسطيّة الجديدة، لديها طريق طويل لتقطعه”.
“فشلت العديد من الأحزاب في تجاوز العتبة 2.5٪، مما يعني أنَّ مئات الآلاف من الأصوات ضاعت. ومع ذلك، فإنَّ فوز جبهة العمل الإسلاميّ، بـ 31 مقعداً من أصل 138، يمثِّل اختراقاً كبيراً”، يؤكِّد القسّ والمتحدِّث باسم المجلس الإنجيليّ في الأردن.
إنَّ حقيقة أنَّ رئيس الوزراء الجديد جعفر حسان لم يمنح الإسلاميّين أيّ مقاعد وزاريّة تُظهِر أنَّهم في الوقت الحالي “سيكونون حزباً معارضاً، على الرّغم من أنَّ السّياسة في الأردن لها غرائبها الخاصّة”.
مسيحيّون بين الإسلاميّين
لقد تركت الانتخابات مشهداً برلمانيّاً متنوِّعاً، مع أحزاب وسطيّة ويساريّة وإسلاميّة ومقاعد تعتمد على حصّة المسيحيّين.
ويشير الرّيحاني إلى أنَّ نفس الانتخابات الّتي فازت فيها جبهة العمل الإسلاميّ بأكبر عدد من المقاعد هي أيضاً الانتخابات الّتي “نجح فيها مسيحيّ واحد بشكل جيّد بالانضمام إلى جبهة العمل الإسلاميّ وفاز بإضافة مقعد إضافي للمسيحيّين ليحقّق رقماً قياسيّاً قدره 10 مقاعد، على الرّغم من أنَّ 9 مقاعد كانت تعتمد على حصّة”.
ويقول الرّيحاني: “إنَّ المفارقة هي أنَّ أحّد النوّاب المسيحيّين العشرة الجّدد ترشَّح كجزء من القائمة الإسلاميّة المحلّيّة في العاصمة عمّان، وفاز بالمقعد على مُرشّح مسيحيّ أكثر شعبيّة بكثير، وذلك بفضل الدّعم الهائل الّذي حصل عليه من الإسلاميّين”.
ويُضيف: “لقد خاب أمل المسيحيّين بنتيجة انتخاب نائب من قبل الإسلاميّين لتمثيل الطّائفة المسيحيّة الأكثر نفوذاً في العاصمة”.
إدانة الحرب
مع تصاعد الصّراع بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، فإنَّ المسيحيّين في الأردن “غير راضين للغاية عن الوضع في غزّة، وخاصَّةً بعد مقتل العديد من المسيحيّين الفلسطينيّين وتدمير الكنيسة المعمدانيّة في غزّة”، يؤكِّد الرّيحاني.
في الأردن، الّذي يستضيف بالفعل آلاف اللّاجئين من صراعات أخرى مثل أفغانستان، يستعدّ النّاس لعواقب الحرب بين إسرائيل وحماس وحزب الله، لكنَّهم يدعون إلى تحقيق السّلام في أقرب وقت ممكن.
“بشكل عام، كان الصّراع في غزّة قضيّة موحَّدة لجميع الأردنيّين والعرب. نحن جميعاً متّحدون بشأن شيء واحد: وقف إطلاق النّار الفوريّ والحلّ السلميّ للصّراع”، يختتم الرّيحاني.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.