ملح الأرض – ليث حبش

شَهِدَ دور المرأة في الكنيسة تطوّرًا ملحوظًا عبر العصور، حيث أصبحَتْ جزءًا لا يتجزّأ من البناء الرّوحيّ والاجتماعيّ للمجتمعات المسيحيّة من الرّاهبات اللّواتي يُكرِّسن حياتهنَّ للصّلاة والخدمة، إلى زوجات الكهنة اللّواتي يساهمن في تعزيز العمل الكنسيّ، تنوّعَتْ أدوار النّساء لتعكس مدى أهمّيّتهنَّ في الحياة الكنسيّة.

في أحد أركان دير عريق، تحدّثَتْ إحدى الرّاهبات لـ “ملح الأرض” عن رحلتها في الخدمة، موضّحةً “اختياري للحياة الرّهبانيّة كان نابعًا من رغبٍة صادقةٍ في خدمة الله والنّاس هنا في الدّير، نعمل على دعم الفقراء، وتعليم الأطفال، ومساعدة النّساء اللّواتي يواجهن صعوبات حياتيّة”.

وأوضحَتِ الأخت كيف تتنوَّع أدوار الرّاهبات بين التّعليم، التّمريض، وحتّى تقديم المشورة الرّوحيّة وأضافَتْ في حديثها لـ “ملح الأرض“نحن نسعى لنكون مصدر أملٍ وإلهامٍ، فالكنيسة ليست فقط مكانًا للصّلاة، بل هي أيضًا ملاذٌ للمحتاجين”.

كما أشارت إلى أنَّ التّحدي الأكبر يتمثَّل في القدرة على موازنة مُتطلّبات الخدمة مع الحفاظ على الحياة الرّوحيّة “لكن الإيمان يمنحني القوّة للاستمرار”.

على الجانب الآخر، تحدَّثَتْ إحدى السّيّدات، وهي زوجة كاهن يخدم في إحدى الكنائس المحلّيّة، مُفضِّلةً عدم الإفصاح عن اسمها، استهلَّتْ حديثها لـ “ملح الأرض” بالقول: “دوري كزوجة كاهن ليس مُجرَّد دور اجتماعيّ، بل هو شراكة في رسالة روحيّة تهدف إلى تعزيز التّواصل بين الكنيسة وأفراد المجتمع”.

وأوضحَتْ كيف تُسهم في تنظيم الفعاليّات الكنسيّة، ودعم العائلات، ومساعدة زوجها في تقديم الإرشاد الرّوحيّ مبيّنةً: “أعتبر نفسي حلقة وصلٍ بين الكنيسة والمجتمع، حيث أعمل على تعزيز روح المحبّة والتّآزر بين النّاس، كما أنّني أشارك في العديد من الأنشطة، مثل تنظيم لقاءات الشّباب وإدارة برامج الدّعم للأُسر المحتاجة”.

وأعربَتْ عن شعورها بالمسؤوليّة الكبيرة الّتي تُرافق دورها كزوجة كاهن، قائلةً لـ “ملح الأرض: “كوني زوجة كاهن يعني أنّني دائمًا تحت أنظار الجميع، وهذا يُحمِّلُني مسؤوليّةً كبيرةً ومع ذلك، أرى في هذا الدّور نعمةً وفرصةً لخدمة الله والمجتمع”.

تكشف هذه المقابلات عن مدى تنوّع أدوار المرأة وأهمّيّتها داخل الكنيسة. فبينما تُكرِّسُ الرّاهبات حياتهنَّ للعبادة والخدمة الاجتماعيّة، تُسهم زوجات الكهنة في دعم العمل الكنسيّ وتعزيز الرّوابط مع المجتمع.

يظلّ دور المرأة في الكنيسة عنصرًا حيويًّا يعكس قيم المحبّة والعطاء، ويؤكِّدُ أنَّ الكنيسة هي بيتٌ لجميع أفراد المجتمع، رجالًا ونساءً، يعملون معًا لتحقيق رسالة السّلام والخير.