Skip to content
Skip to content

دعوات لتحويل قرار تعطيل الامتحانات في “أحد الشعانين” و”أحد القيامة” إلى تشريع دائم

تاريخ النشر: أبريل 9, 2025 1:54 م
WhatsApp Image 2025-04-06 at 1.22.16 PM

ملح الأرض – ليث حبش

لا يزال الجدل قائمًا في الأوساط الأكاديمية والمجتمعية بشأن غياب قرار ثابت ودائم يضمن احترام يومي “أحد الشعانين” و”أحد القيامة”، باعتبارهما من أهم الأعياد الدينية لدى المسيحيين في الأردن، وذلك على الرغم من التكرار السنوي لإصدار كتب رسمية من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تنص على وقف الامتحانات الجامعية في هذين اليومين.

وعلى مدار السنوات الماضية، دأبت الوزارة على إصدار تعميمات رسمية تقضي بتعطيل الامتحانات الجامعية التي قد تتزامن مع هذين الموعدين، في خطوة يراها كثيرون إيجابية وتعكس احترامًا للتنوع الديني إلا أن غياب تشريع واضح وثابت ما يزال يثير تساؤلات الطلبة وأولياء الأمور وبعض الأكاديميين، خصوصًا في ظل ما يعتبره البعض اجتهادًا من بعض الكليات والجامعات التي قد لا تلتزم دائمًا بهذه التوجيهات.

اقرأ أيضا: وزارة التعليم العالي توجّه الجامعات بعدم عقد امتحانات خلال عيد الفصح وأحد الشعانين وترحيب طلابي بالقرار

نصرواين: توجه إيجابي يستحق الإشادة

وفي تصريح خاص لـ “ملح الأرض“، قال الدكتور ليث نصرواين، أستاذ القانون الدستوري وعميد كلية الحقوق في جامعة الزيتونة الأردنية، إن وزارة التعليم العالي “تسير في توجه إيجابي جدًا” من خلال اعتماد قرار سنوي بوقف الامتحانات في أحد الشعانين وأحد القيامة.

وأضاف أن هذه هي السنة الثانية على التوالي التي يصدر فيها قرار رسمي بتعطيل الامتحانات في هذين اليومين، وهو ما يمثل خطوة متقدمة مقارنةً بالسابق، حين كان يُسمح للطلبة المسيحيين بتقديم امتحاناتهم في وقت لاحق عبر جلسات تكميلية “ما نشهده الآن هو احترام مباشر وصريح لحق الطالب في ممارسة شعائره الدينية بعيدًا عن أي ضغوط أكاديمية”.

الدكتور ليث نصراوين

وأشار إلى أن التحول من قرار مؤقت إلى تشريع دائم يتطلب إرادة قانونية واضحة، مؤكدًا أن المسألة ليست مستحيلة ولا معقدة لكنه لفت إلى أن بعض المؤسسات التعليمية ما تزال تتردد في تطبيق القرار بشكل صريح، مما يُحمّل الطلبة عبء المتابعة والمطالبة بحقوقهم.

وفي السياق ذاته، شدّد نصرواين على ضرورة لجوء الطلبة إلى الجهات المعنية داخل جامعاتهم – سواء كان رئيس القسم أو عميد الكلية أو حتى رئاسة الجامعة – وفي حال لم يتم التجاوب، بإمكانهم التقدم بشكوى رسمية إلى وزارة التعليم العالي.

سمعان: هذا حق دستوري لا يجب ربطه بمزاج الوزير

وفي لقاء حصري لـ “ملح الأرض“، أكدت الأستاذة باسمة سمعان، مديرة محطة “نورسات” في الأردن والأراضي المقدسة، أن غياب قرار تشريعي دائم يضمن احترام أحد الشعانين وأحد القيامة كمناسبتين دينيتين معتمدتين، يعيدنا إلى نفس النقاش سنويًا، معتبرةً أن التعامل مع هذا الحق لا يجب أن يُترك لاجتهادات فردية أو قرارات مؤقتة.

وأضافت “من غير المنطقي أن ننتظر كل عام لتأكيد حق واضح ومشروع نحن لا نطلب فضلًا أو استثناءً، بل نطالب بحق مكفول لنا بموجب الدستور الأردني لا يجوز أن يكون الأمر متعلقًا بمزاج وزير أو رأي إداري يتغير من سنة لأخرى”.

وتساءلت سمعان عن سبب عدم إدراج هذا الحق ضمن نظام موحد ومبرمج في الجامعات والمدارس، بحيث يُدرج تلقائيًا في الجداول الأكاديمية دون الحاجة لإصدار تعميم جديد كل عام.

باسمة سمعان

كما أشارت إلى أن صيغة الكتب الرسمية الصادرة مؤخرًا عن وزارة التعليم العالي شهدت تطورًا إيجابيًا خلال العامين الماضيين، حيث نصت صراحةً على توقيف كافة الامتحانات في أحد الشعانين وأحد القيامة، وليس فقط للطلبة المسيحيين، على عكس ما كان يحدث في السنوات السابقة حين كانت الامتحانات تُعقد مع إتاحة خيار الامتحان التكميلي فقط للطلبة المسيحيين.

وختمت سمعان حديثها قائلة “ما نطالب به هو قرار واضح، ثابت، وعادل لا نريد العودة إلى الوراء إذا جاء وزير جديد له رأي مختلف هذه ليست قضية رأي، بل قضية حق دستوري يجب احترامه من جميع الجهات الأكاديمية والرسمية”.

جدلية الاستمرارية وتحدي المأسسة

ورغم التقدم الملحوظ في التعامل مع هذه المناسبات الدينية، يرى مهتمون أن ترسيخ ثقافة احترام الأعياد الدينية في الجامعات والمعاهد يتطلب شراكة فعلية بين الجهات الرسمية والمؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني، إضافة إلى العمل على صياغة تشريعات عادلة تضمن المساواة والاحترام لجميع فئات المجتمع دون الحاجة إلى تكرار المطالبة سنويًا.

ومع وجود بوادر إيجابية من وزارة التعليم العالي، تبقى المطالبة مستمرة نحو ترسيخ هذا التوجه ضمن إطار قانوني دائم، يضع حدًا للاجتهادات الشخصية، ويمنح الطلبة شعورًا بالعدالة والانتماء ضمن منظومة تعليمية تحترم التعددية وتُكرّس المساواة.

اقرأ أيضا: وديع أبو نصار يشيد بسياسة التسامح الديني في الأردن

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment