السابق إثر استقالة كبير الأساقفة الأنغلكاني: مطران القدس حسام ناعوم يتعهّد بحماية الضعفاء
رابط المقال: https://milhilard.org/95za
تاريخ النشر: نوفمبر 17, 2024 10:01 ص
رابط المقال: https://milhilard.org/95za
عقد مركز بلسان التّابع لجمعيّة الكتاب المُقدّس وعلى مدار يومين، ٥-٦ نوفمبر، اجتماعاً ضمّ 50 ميسراً للشفاء من الصّدمات من الأردن ولبنان وسوريا والعراق والسودان، وذلك في فندق اللاندمارك.
وأفاد المشاركون بالقيمة الاستثنائيّة للّقاء مؤكّدين أنَّ الاجتماع الّذي عُقِدَ تحت شعار “هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الإخوة.” ترك أثراً كبيراً على الجميع. وقد شمل الاجتماع لقاءات التّواصل، والتّشارك، وتبادل الخبرات، والصّلاة من أجل بعضهم البعض، والنّمو الروحيّ معاً.
تناول اليوم الأوّل من الاجتماع “الصّدمة المتوارثة بين الأجيال” حيث تمَّ التعمُّق في فهم كيفية انتقال آثار الصّدمة عبر الأجيال، وكيف تؤثِّر على حياة وعلاقات وطريقة التّعامل مع الألم. وقد كان لنور الكتاب المُقدَّس مصدراً للتأمُّل في إمكانيّات الشّفاء من خلال مواجهة هذه الصّدمات ووقف تناقلها من جيلٍ إلى آخر بمعونةٍ إلهيّةٍ.
وفي اليوم الثّاني، تطرَّق اللّقاء إلى “الخدمة في وسط الأزمات”. تمَّ مناقشة دور خادم المسيح كنور ورجاء للمتألّمين في خضمِّ التحدّيات، وكيف يمكن لدعمنا العمليّ والروحيّ أنْ يُحدِثَ فرقاً حقيقيّاً في حياة المتألّمين. وكما ورد في الكتاب المُقدَّس: “اللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا. (المزامير ٤٦: ١)”.
قدَّم المتكلّمون من معهد الشّفاء من الصّدمات في أمريكا ومدرسة بترا للمشورة، محتوى قيِّم عمليّ و كتابيّ للمواضيع. كما رفع المشاركون الصّلاة من أجل السّلام، طالبين من الله أن ينعم بالأمن على الدول الّتي تعاني من الصّراع والحروب، وأن يحفظ الله الأردن بلداً آمناً ومضيافاً، داعماً لكلِّ من يُعاني.
يُذكر أنَّ هذا اللّقاء كان الأوّل من نوعه في المنطقة، وأنَّ دار الكتاب المُقدَّس كانَتْ من أوائل المؤسّسات الّتي أسّسَتْ برنامج الشّفاء من الصّدمات في المنطقة، لتكونَ رائدةً في دعم النّفوس واستعادة السّلام الداخليّ، رغم الأزمات والتحدّيات الكبيرة.
وقالت هيا خوري مشرفة المشروع إنَّ حضور مجموعة متنوّعة من المشاركين القادمين من مناطق تعاني أشدّ أنواع عدم الاستقرار والأزمات، والاستماع إلى تجاربهم وتحدّياتهم وآلامهم، كان له تأثيرٌ كبيرٌ وقيمةٌ استثنائيّةٌ. “فمع اجتماع الحضور على هدفٍ مشتركٍ، وهو خدمة المتألِّمين من حولهم، أسهمَتْ هذه اللّقاءات في إثراء خبرات الجّميع، من خلال تبادل التّجارب والأحلام، وتوسيع مداركهم عبر الشّعور بأنَّهم جزء من مجتمع كبير يخدم هذا الهدف”.
أشار أحّد المشاركين قائلاً: “كانَتْ مشاركة الخبرات من دول مختلفة في المنطقة من أكثر الجوانب تأثيراً، إذ أضافَتْ بُعداً واقعيّاً للنقاشات وساعدتنا على فهم ألم المجتمعات المتضرّرة من الحروب وتأثير الصّدمات المتوارثة، ممّا جعل التّدريب أكثر عُمقاً وشُمولاً.”
وأضاف آخر: “كان اليوم الأوّل مؤثِّراً للغاية، حيث أدركنا أنَّ الصّدمات متوارثة عبر الأجيال ولها تأثير عميق على الأجيال اللّاحقة حتّى وإنْ لم يكونوا واعين بما حدث، إذ قد تظهر عليهم أعراض الصّدمة بشكل غير مباشر.”
واعتبرَتْ خوري أنَّ اللّقاء كذلك أتاح فرصة التعلُّم المشترك حول مواضيع هامّة وأساسيّة في مجال الشّفاء من الصّدمات. “وجود مركز كبلسان ليس رفاهيّة، بل هو ضرورة لخدمة المجتمع الأردنيّ والكنسيّ. إنَّ الصّحّة النفسيّة لا تقلّ أهمّيّة عن الصّحّة الجسديّة، ويجب علينا إدراك ذلك ومنح الأولويّة لبناء مجتمع صحيّ ومرن”.
وتوقَّعَتْ خوري أنَّ اللّقاء لن يكون الأخير حيث أدرك الجّميع أهمّيّة تجمُّع الخبرات المتنوّعة وتوسيع شبكة المتخصّصين في خدمة المتألِّمين، “نحن ملتزمون بمواصلة هذا التّعاون الإقليميّ لتمكين أكبر عددٍ ممكنٍ من الأفراد والمجموعات عبر خدمات المركز.”
واختُتِمَ التّدريب بشكرٍ وامتنانٍ كبير لله لما يحظى به الأردن من أمان واستقرار وسلام و قيادة حكيمة، الّتي تُمكّنه من دعم واحتضان وخدمة إخوتنا من البلدان المجاورة. نُصلّي أنْ تدوم هذه النّعمة وتظلّ مستمرّة إلى الأبد”
الجدير بالذِّكر أنَّ دار الكتاب المُقدَّس تأسَّسَتْ في سبعينيّات القرن الماضي، بتمثيلٍ من جميع العائلات الكنسيّة في الأردن وتقدِّم الخدمات الروحيّة لأبناء الكنيسة والخدمات الإنسانيّة و الثقافيّة لكافّة أبناء المجتمع دون تفرقة أو تميّيز.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.