Skip to content

خلاف هادئ في المجمع الإنجيليّ الأردنيّ حول رسامة المرأة

رابط المقال: https://milhilard.org/8gga
تاريخ النشر: نوفمبر 19, 2024 3:27 م
مجمع انجيلي لوجو
رابط المقال: https://milhilard.org/8gga

داود كُتّاب-ملح الأرض

يجري خلاف هادئ داخل المجمع الإنجيليّ الأردنيّ حول موضوع رسامة المرأة بعد أنْ صدر قرار برسامة امرأة لدى كنيسة النّاصري العضو في المجمع. وكانَتِ الهيئة العامّة لطّائفة الكنيسة المعمدانيّة في الأردن قرّرَتْ تقليص نشاطها في المجمع، (اقرأ رسالة في نهاية المقال) مع “الاستمرار في التّعاون والتّنسيق في الأمور الرسميّة”. وكانت كنيسة النّاصري قامَتْ بخدمة سيامة الدّكتورة ابتسام قعوار في خدمة التّعليم وليس الرّعاية وذلك في 14 تشرين الأوّل الماضي.

يقوم رئيس المجمع اللّواء المتقاعد عماد معايعة بجولات مكوكيّة مكثّفة للتغلُّب على الأشكال من خلال لقاءات مع عدد من المسؤولين المعمدانيّين منهم القسّ جريس أبوغزاله والدّكتور القسّ عماد شحادة وذلك بسبب غياب رئيس الطّائفة المعمدانيّة القسّ نبيه عبّاسي والّذي عاد للبلاد، الخميس، ومن المتوقّع أن تستمرّ اللّقاءات المكوكيّة بمشاركة رئيس الطّائفة العائد لغاية التوصُّل الى اتفاق ينهي الخلاف الحالي، ويعيد الطّائفة المعمدانيّة للمشاركة الواسعة في المجمع. وقد لوحِظ مشاركة اللّواء في العديد من نشاطات الكنيسة المعمدانيّة ومنها في الزرقاء كما شارك رئيس الطّائفة المعمدانيّة القسّ نبيه عبّاسي بعدد من النّشاطات الرسميّة للمجمع الإنجيليّ ومنها لقاء خاصّ في منزل رئيس الطّائفة الأسقفيّة العربيّة المطران حسام نعوم في عمان. ويفيد مصدر مطلع في الطّائفة المعمدانيّة أنّه في حال التوصُّل إلى اتفاق رسميّ مع الدّولة الأردنيّة يضمن دخول كنائس المجمع الإنحيليّ في سينود خاصّ للكنيسة الأسقفيّة فإنَّ الخلاف الحالي سيتمُّ تجاوزه. ويقترح النّشطاء في الكنيسة المعمدانيّة قيام مجمع واسع لكافّة الكنائس البروتستانتية ومنها اللّوثريّة والأسقفيّة كما هو الحال في مصر وفي سوريا ولبنان حيث يوجد مجمع واحد لعشرات الكنائس الإنجيليّة ومنها المعمدانيّة والمشيخية والناصري والاتحاد والأسقفيّة واللّوثريّة وغيرهم.

ملح الأرض عرضَتْ على رئيس المجمع الإنجيليّ الأردنيّ التّعليق إلّا أنّه فضل عدم التّعليق أو النّشر مُعتبِراً أنَّ الموضوع داخلي وسيتمُّ حلّه بهدوء، في حين أكَّد القسّ نبيه عبّاسي رئيس الطّائفة المعمدانيّة الأردنيّة لـ ملح الأرض على أهمّيّة التّواصل والعلاقات الاجتماعيّة وأنَّ المحبّة الأخويّة ستستمرّ مع الجّميع. “خلافنا هو لإجراء وليس ضد أشخاص”.

وعلمت ملح الأرض أنَّ القسّ وليد مدانات رئيس كنيسة النّاصري في الأردن قد استغرب من الموضوع قائلاً لمقرّبيه وناشراً على موقع المجمع في واتساب أنَّ كنيسة النّاصري كانت قد أعلمَتِ المجمع الإنجيليّ قبل الانضمام إليه أنَّ عقيدتها لا تعارض رسامة المرأة وأنَّ أوّل امرأة تمَّ رسامتها في كنيسة النّاصري في الولايات المتّحدة كان في عام 1908 وقد تمَّ قبول ذلك من قبل المجمع ولذلك استغرب القسّ وليد من الموقف المعمدانيّ الآن.

الجدير ذكره أنَّ عدد من الكنائس الإنجيليّة العالميّة ومنهم كنيسة جماعة الله وكنيسة الاتّحاد المسيحيّ لا تُعارض رسامة المرأة من النّاحية العقائديّة رغم أنَّه لم يتمّْ رسامة أي امرأة في الأردن. في حين يردّ المعمدانيّون في ورقة مرفقة لكتاب تقليص المشاركة في أعمال المجمع الإنجيليّ أنَّهم على دراية في الوضع العالميّ، ولكن في الأردن التزمَتِ الكنائس الإنجيليّة الخمسة عدم رسامة المرأة منذ أكثر من مئة عام.

رئيس المجمع الإنجيليّ الأردنيّ اللّواء المتقاعد عماد المعايعة أكّد لمقرّبيه أنَّ الخلاف الداخلي لم يصلْ إلى مرحلة الانسحاب الكليّ وهناك محاولات حثيثة لتقريب وجهات النّظر وإيجاد معادلة مقبولة لكلّ الأطراف. وقد عبَّر لأحّدهم رغم أنَّه يعارض عقائديّاً على رسامة المرأة إلّا أنَّ النّظام الداخلي للمجمع وفي بنده الأوّل يمنعه كرئيس للمجمع منعاً باتاً أن يتدخَّل المجمع في الأمور العقائديّة لأيٍّ من الكنائس الأعضاء في المجمع.

وكان القسّ الدّكتور سهيل مدانات الرّئيس الأسبق للطّائفة المعمدانيّة قد عبَّر بقوّة خلال الاجتماع العامّ للمجمع عن المعارضة الشّديدة للطّائفة المعمدانيّة وأنّه إن لم يتمّ حلّ المشكلة ستقوم الطّائفة باتخاذ خطوات تقليل من حضورها في المجمع. ويتخوَّف المعمدانيّون وهم من التيّار المحافظ من أنْ يؤدّي التّساهل مع موضوع رسامة المرأة إلى الانفتاح في مواضيع لاهوتيّة أخرى.

وقد وجَّه رسالة رئيس المجمع الإنجيليّ عماد المعايعة ردّاً هادئاً على رسالة الطّائفة المعمدانيّة، المنشورة أدناه، يحثهم على تغليب المصلحة العامّة للإنجيليّين في الأردن على موضوع محدد خلافي مؤكّداً أنّ ما يجمعنا أنّه أكثر بكثير مما نختلف عليه.

تأسّس المجمع الإنجيليّ الأردنيّ عام 2006، ويشمل طائفة الكنيسة المعمدانيّة الأردنيّة، كنيسة جماعات الله الأردنيّة، الكنيسة الإنجيليّة الحرّة، طائفة كنيسة النّاصري الإنجيليّة، كنيسة الاتّحاد المسيحيّ الإنجيليّة. يدار المجمع من قبل هيئة إداريّة منتخبة ويرأسه في الدّورة الحاليّة اللّواء المتقاعد عماد معايعة. وتخدم مؤسّسات تابعة للكنائس الإنجيليّة المجتمع المحليّ في مجالات عديدة منها التّعليم والصّحّة والإغاثة واللّاجئين وخدمة السّجون وكبار السّن. يتشكّل المجمع من حوالي سبعين خدمة كنسيّة موزّعة في كافّة أنحاء الأردن. تتمتّع كنائس المجمع باستقلال ماليّ وإداريّ عن أيّ طرف خارجيّ رغم التّقارب العقائديّ مع كنائس مماثلة في الخارج ويعتبر المجمع الأردنيّ عضو في اتّحاد المجامع العالميّ World Evangelical Alliance الّذي يضمّ زهاد عن 600 مليون إنجيليّ حول العالم.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content