Skip to content

حواريّة “طلعنا على الضو” لتسليط الضّوء على قضيّة الأسرى

رابط المقال: https://milhilard.org/5h2d
تاريخ النشر: ديسمبر 11, 2024 12:47 م
WhatsApp Image 2024-12-11 at 12.09.17 PM
رابط المقال: https://milhilard.org/5h2d

عقدت مبادرة مهد المشرق حواريّة بعنوان: “طلعنا على الضو”، بحضور رئيس هيئة شؤون الأسرى والمُحرَّرين، قدورة فارس حيث استضافَتْ فيها القسّ الدّكتور منذر اسحق، راعي كنيسة الميلاد الإنجيليّة اللّوثريّة في بيت لحم وبيت ساحور، وتناولَتْ فيها شهادات لأسرى وأسيرات.

وتأتي الحواريّة مع اقتراب عيد الميلاد المجيد، الّذي يأتي في السّنة الثّانية إبّان حرب الإبادة على قطاع غزّة، والّذي سيقتصر على الشّعائر الدّينيّة لِما تمرّ به البلاد من حزن وشدّة، حيث سلّطَتِ الحواريّة الضّوء على قضيّة الأسرى في سجون الاحتلال، والّذي يتجاوز عددهم 10 آلاف أسير/ة، بينهم حولي 3500 أمر اعتقال إداريّ، وأكثر من 270 طفلًا، ونحو 90 امرأة، إضافة للمختطفين الغزّيّين في معسكرات الاعتقال السّرّية، وما يواجهونه من تعذيب مُمنهج، خاصّين بالذِّكر أيضًا الأسرى المسيحيّين في السّجون الإسرائيليّة، وذلك في خِضمِّ التّحضير لزمن المجيء الكنسيّ المُبشِّر بميلاد السّيّد المسيح، مطالبين بالحرّيّة لهم جميعًا، ولمّ شملهم مع عائلاتهم وأحبّتهم من جديد.

وأكَّد القسّ اسحق أنَّ قصّة الميلاد هي فلسطينيّة بامتياز، مُشيراً أنَّ السّيّد المسيح قد نجا من إبادةٍ عندما همّ هيرودس بقتل أطفال بيت لحم، وبمقاربة مع واقع الحال، كان يعيش أيضًا تحت احتلال الإمبراطوريّة الرّومانيّة، ما اضطرّه للنّزوح قسراً إلى مصر، كما حصل مع آلاف الغزّيّين في القطاع. واستنكر القسّ اسحق كيف أنَّ إبادة تحصل على المباشر وعلى مرأى العالم، لم تصل حتّى اليوم إلى وقفٍ دائمٍ لإطلاق النّار، مُكرّرًا أنَّ “غزّة أصبحَتْ هي البوصلة الأخلاقيّة للعالم اليوم”.

واستهجن القسّ اسحق بدوره صمت بعض الكنائس والمؤسّسات الغربيّة، الّتي تتشرّب سرديّة المسيحيّة الصهيونيّة، موضِّحًا أنَّ الصّمت في حضرة الإبادة يُعتَبر تواطؤاً، مُشيرًا في الوقت ذاته لشجاعة العديد من الكنائس الّتي استجابَتْ وأنصتَتْ لرواية الفلسطينيّين، وغيّرَتْ وجهتها بالفعل، واقفةً مع مظلوميّة الشّعب الفلسطينيّ، ومُناصِرةً لحقِّه، وقد قامَتْ عليه بسحب استثماراتها من “إسرائيل”، ومعاقبة الأخيرة عمّا ترتكبه من إبادة جماعيّة، وجرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانيّة في قطاع غزّة. وأوضح القسّ أنَّه ماضٍ من خلال كتاباته المستندة على لاهوت التّحرير، ولقاءاته مع الكنائس العالميّة، وعمله أيضاً في المبادرة المسيحيّة الفلسطينيّة – كايروس فلسطين على دحض الادعاءات الصّهيونيّة، مُطالباً العالم بالاستماع أكثر إلى صوت الفلسطينيّين المسيحيّين، الّذين يعيشون تحت الاحتلال في ذات المكان الّذي وُلِدَ وقام فيه السّيّد المسيح.

وركَّزَتِ المبادرة في رسالتها على الصّمود مع أهمّيّة الوجود المسيحيّ، كونه “شوكة في حلق الصّهيونيّة”، وهو من يُفشل ادعاء الاحتلال وماكينته الإعلاميّة بأنَّ “الصّراع دينيّ”، مؤكِّدةً أنَّ الفلسطينيّين – المسلمون والمسيحيّون- يعيشون تحت احتلالٍ، يستهدفهم جميعًا بناءً على الهويّة.

وتناولَتِ الحواريّة شهادات من الأسر لأسرى وأسيرات مُحرَّرين/ات، تحدّثوا فيها عن السّياسات القمعيّة والمُمنهجة الّتي ينتهجها الاحتلال بقصديّة داخل الأسر للنّيل من صمودهم، من تجويع، وضرب، وقمعات، وتفتيش عارٍ، واستباحة لأجسادهم، وشحّ في الملابس والغيارات ومواد التّنظيف، وانتشار الأمراض والإهمال الطّبّي المُتعمّد، ناهيك عن وضع الأسيرات الخصوصيّ أثناء الدّورة الشّهريّة، والتّقييدات على استخدام الحمّامات، وتدوير الغرف باستمرار لخلق حالة من عدم الاستقرار لدى الأسرى والأسيرات، وكيفيّة مواجهة الأسرى والأسيرات السّجّان بصمودهم وتكاتفهم سويًّا.

والجدير ذكره أنَّ مبادرة مهد المشرق، مبادرة عربيّة فلسطينيّة مسيحيّة، تؤكِّد على الهويّة العروبيّة الفلسطينيّة الوطنيّة والنّضاليّة لمسيحيّي المشرق، كمُكوّن عضويّ مُتجذِّر وأصيل من نسيج وهويّة العالم العربيّ، وعمقه الحضاريّ المسيحيّ – الإسلاميّ.

تهدف المبادرة إلى المساهمة في تعميق وعي مجتمعيّ مُشترك حول الدّور التّاريخيّ والمُعاصر للفلسطينيّين المسيحيّين ضمن حركة التّحرُّر الوطنيّة الفلسطينيّة، واستنهاض الشّباب الفلسطينيّ المسيحيّ وتحفيزه للقيام بدوره ومسؤوليّاته لتلبية حاجات المجتمع الفلسطينيّ المتنوِّعة، والمُساهمة بفضح سرديّة المسيحيّة المُتصهينة من خلال إعلاء الصّوت المسيحيّ الأصلاني المناهض للاستعمار الإحلاليّ والمناصر للقضيّة الفلسطينيّة.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content