السابق تخريج الفوج الرابع للدراسات اللاهوتية لجامعة بيت لحم في الأردن- فيديو وصور
رابط المقال: https://milhilard.org/w7jl
تاريخ النشر: أكتوبر 12, 2022 3:51 م
رابط المقال: https://milhilard.org/w7jl
جريس بصير-ملح الأرض-بيت لحم
بطاقة تعريفية: من هو جورج ابو الدنين؟
باحث ومحاضر جامعي فلسطيني من مواليد مدينة القدس، سكان مدينة بيت لحم، عام 1985م، مؤسس مكتبة بغداد الثقافية (2019) والديوان التلحمي للنشر والتوزيع (2022) ومشروع منبر الفلسطينيين المسيحيين (2020). دكتوراه في علم اللغة الاجتماعي، وتخصص لاحق في علم الدلالة، وماجستير في مجال اللغويات في جامعة هايدلبرغ – ألمانيا، وماجستير في تحليل الخطاب الاجتماعي في جامعة الخليل، ودبلوم عالي في التأهيل التربوي والإرشاد النفسي، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها في جامعة بيت لحم.
أنجز الموسوعة المسيحية للأعلام الوطنية – المسيحيون الفاعلون في القرن العشرين (2021)، وكتاب بعنوان “الدكتور حنا عيسى فكر وقلم” (2022)، وبعمل على كتاب يسجل التاريخ الشفوي اسمه (بيت لحم- هكذا كانت). وأعدّ مجموعة من الدراسات في تحليل الخطاب وعلوم اللغويات، وأتخصص حاليا في اللغة المرويّة في التراث العربي الإسلامي.
إنبثاق فكرة الموسوعة
يوضح جورج لـ ملح الأرض أن الفكرة كانت في البداية مبنيةً على أساس بناء مشروع يوثق التاريخ الشفوي المسيحي في فلسطين، لوجود الكثير من المسنّين المسيحيين الذين عاصروا فترات النضال الفلسطيني، ولا بدّ من كسب شهاداتهم ومعلوماتهم وتوثيقها وتدوينها وحفظها لأنها كنز يجب ألا يضيع. إضافة إلى الهجرة الكبيرة للمواطن المسيحي إلى خارج فلسطين، وضرورة بناء مرجعية وطنية مسيحية للأجيال المهاجرة عبر التاريخ الحديث ليرتبطوا بهذه الأرض ويعرفوا ما ضحّى به وما قدّمه أجدادهم.
ويتابع ” انتشرت في ذلك الوقت دعاية قويّة إعلامياً يمارسها الإعلام الإسرائيلي عن طريق القناة الثانية، تتمثل فكرتها في أنّ المسيحيين يريدون زوال السلطة الفلسطينية، ويتمنّون عودة الحكم الإسرائيلي المباشر، وقد بثّوا مجموعة من الحلقات فيها أفراد مخفيّو الوجه يتحدثون عن ذلك؛ ما يعني بناء فكرة شامل للعالم أولاً ثم للداخل الفلسطيني ثانيا، أن المسيحي يتنصّل من فلسطينيته، وأنّه داعم للاحتلال في أرضه، ويتخلى عن كلّ تضحيات شعبه التاريخية”.
“شعرنا بالخطر الشديد اتّجاه هذا المشروع، وعقدنا أكثر من اجتماع، ثمّ قرّرنا أن يحاول كل عضو في المشروع بناء فكرة يمكن أن تساهم في مواجهة هذه الدعاية، فجاءت فكرة الموسوعة بشكل أوّلي، إلّا أنّها ترسّخت بعد استشارة مجموعة من الأكاديميين والمهتمين بالشأن الفلسطيني والمسيحي، وبدأ تشكيل فريق العمل ووضع الخطة بناء على ذلك”.
امتياز إلى المجموعة
أكد أبو الدنين لـ ملح الأرض أنّ الموسوعة لم تخلُ من أخطاء، وهذا من ميزاتها، لأنّها عمل شبابي بالكامل، يشمل مجموعة كبيرة من المتطوعين الذين استمروا في العمل مدة سنتين، في ظل ابتعاد الأكاديميين عن العمل فيها لغياب مردود مالي، وبذلك سيكون من الطبيعي وجود بعض الأخطاء في ترتيبات الصور، وبعض المعلومات عن الشخصيات، وبعض الأخطاء الطباعيّة.
أما الميزات الأخرى للموسوعة؛ فهي تتميّز بالدرجة الأولى أنّ 40% من الشخصيّات المذكورة فيها هي شخصيّات غير مذكورة في أي مرجع أو كتاب أو مقال، شخصيات مناضلة قدمت الكثير إلا أنّها اختفت عن الساحة، وبلغ عددها ما يقرب من مئتي شخصيّة، كما تميزت بأنّها راعت كلّ شخصية بحجمها وحجم إنجازاتها إذ لم تخفِ أي معلومة لتوازن بين الأسماء الكبيرة والأسماء المتوسطة، إضافة إلى اعتمادها الحياد والموضوعية دون تحيّز أو مديح إضافي أو توظيف كلمات المديح وعباراته، واعتمدت على مجموعة كبيرة من المعايير، كما اشتملت الموسوعة على مغتربين قضوا حياتهم في خدمة القضية الفلسطينية ولا بدّ للفلسطيني أن يعرف عنهم.
ويرى في حديثه لـ ملح الأرض أن ما يميزها الموسوعة مواجهة الرواية الإسرائيلية العالمية بأنّ الوجود المسيحي مجرد وجود مارق ينتهي مع الزمن، متهمين المسيحيين بعدم الاكتراث إلى الوطن، والانسحاب من الشراكة في العمل الوطني الفلسطيني.
أيضا بناء الجسور بين المواطنين الفلسطينيين في جيلين؛ الأجداد بما فعلوه وقدموه والأبناء بما يحتاجون إليه من الأمثلة والنماذج الحيّة ليتعلموا منها في بناء المستقبل.
إنشاء الروابط وإثباتها وتوفير الأدلّة عليها بين المواطن الفلسطيني في داخل فلسطين والمواطن الفلسطيني في الخارج(المغترب)؛ فيكون بين يديه مرجع ثقة وشامل يحفظ له الإرث والكنوز الفكرية والإنسانية والاجتماعية في أرض فلسطين التاريخية المحتلّة.
وتوثيق جزء مهم من تاريخ العمل الوطني الفلسطيني، وهو الجزء المتعلق بالمواطنين المسيحيين الذين نتفق على أنّ معظم تاريخهم الوطني غير مدوّن (شفوي)، والمدوّن منه عشوائي.
كذلك تشهد هذه الموسوعة أنّ المجتمع الفلسطيني كان قد قبل التعددية في سبيل خير الوطن ومصلحته؛ فيضع المسيحيّ كفّه في كفّ المسلم؛ يبنيان ويناضلان ويقاتلان ويخططان ويدرسان ويكتبان ويطبعان.
و تسهم هذه الموسوعة في جسر فجوة كبيرة بشكل جزئي تتعلق بانقطاع تدوين الكثير من التاريخ النضالي الفلسطيني والفعالية الفلسطينية على اختلاف مجالاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والأدبية، حيث بقي جزء كبير منها شفوياً في ذاكرة المعمّرين إلى اليوم؛ وستضيع هذه الكنوز الفكرية والتاريخية –مع ما ضاع منها- من بين أيدينا بوفاتهم، وقد ضاعت معلومات كثيرة بسبب عدم تحرك ممثلي البحث والثقافة في مجتمعاتنا نحو التدوين في هذا المجال.
الموسوعة اقتصرت على الشخصيات المسيحية
النجاح في أي عمل مبني على التخصص والحصر، ولا يمكن للموسوعة أن تشمل الجميع أو أن تحقق النجاح المطلوب منها علميا دون أن تتخصص في فئة محددة، ولأهداف معينة، وبما أن الموسوعات التي تتحدث عن المواطنين الفلسطينيين على اختلاف فئاتهم ومجالاتهم كثيرة، ومتعددة، وتغطي الكثير من الأسماء، فإنّ التخصيص يجب أن يكون للفئة المهمشة والمهملة التي لا يوجد عنها أي عمل أو تأليف أو موسوعة.
نزيد على ذلك أن عمل موسوعة تشمل كل المواطنين الفلسطينيين الذين خدموا فلسطين يعني تشكيل موسوعة بحاجة إلى عدد ورق يفوق عشرات الآلاف ولن يُنجز دفعة واحدة، الأمر علميًا وبحثياً ومنطقياً غير ممكن.
أجزاء للموسوعة مستقبلية
من المتوقع أن يبدأ العمل على الجزء الثاني بداية من صيف 2023، بأسلوب جديد وفريق أكبر، يتكون من متطوعين قدامى وجدد، وذلك بعد تشكيل لجنة مختصة في تقييم الموسوعة الأولى وتحديد الطريقة التي ستكون عليها الموسوعة الثانية.
مخططات المستقبلية لخدمة المجتمع الفلسطيني
بدأ العمل فعلياً على إعداد مجموعة من الكتب غير الكبيرة، أشبه ما تكون بنمط الروايات، توثق الروايات الشفوية عن حياة الناس في المدن الرئيسة وبعض القرى، تحت إطار “هكذا كانت”، ويشمل المشروع حفظ شهادات كبار السنّ قدر الإمكان حتى تشكّل مادة خصبة عن الحياة الفلسطينية التي لم توثق كما يجب.
كما بدأ العمل على رعاية مجموعة من المواهب في مجالات الكتابة الإبداعية وإنتاج الدراسات، وبلغ عدد المواهب المتبناة حاليا تحت إطار مكتبة بغداد الثافية 48 موهبةً، والعدد مرشح للارتفاع يوميًا.
من هيي الشخصيات التي ركزت عليها الموسوعة و تم انتقائها؟
حاولت الموسوعة أن تسير في اتجاهين؛ الأول هو الشخصيات المشهورة، بتصحيح الكثير من المعلومات المغلوطة المعروفة عنها والمنشورة في مواقع الإنترنت وغيرها، أما الثاني فهو التاريخ غير المدون، والشخصيات غير المعروفة، التي تشكل قيمة حقيقية في الموسوعة، لأن كتابة المكتوب وتكراره لا يقدم أي شيء إضافي فعليا.
أما بخصوص المعايير؛ فيتم اعتماد الاسم والموافقة عليه لوضعه في الموسوعة إذا تحققت فيه واحدة أو مجموعة من النقاط الآتية:
- أن يكون مناضلاً قدم عملاً وطنياً واضحاً.
- أن يكون من الفاعلين الاجتماعيين الذين ساندوا المجتمعات في الأزمات والأحداث الصعبة.
- أن يكون أسيراً أو أسيراً سابقاً.
- أن يكون شهيداً قضى نحبه بفعل قوات الاحتلال.
- أن يكون من الفاعلين والناشطين في المجال السياسي المجتمعي.
- أن يكون من -الذين وظفوا أدبهم في خدمة القضية الفلسطينية والفلسطينيين.
- أن يكون من الذين قدموا لفلسطين والفلسطينيين تبرعات أو مساعدات أو مساهمات في بناء الفكر والثقافة والمجتمع والتعليم.
- أن يكون فعالاً في المجالات الأكاديمية التي ترفع اسم فلسطين.
- أن يكون صاحب منصب مهمّ يؤثر في الواقع الفلسطيني، بحيث يكون أثره إيجابيا.
- أن يكون فلسطيني الجنسية.
يُستثنى من المعيار رقم 6 الأسماء التي عاشت ردحاً من الزمن في فلسطين وقدمت لفلسطين أشياء كثيرة بمستويات كبيرة لا يمكن إنكارها، مثل الأب كابوجي والشاعر وديع البستاني.
ويؤكد أن وجود هذه المعايير لا يعني أننا قد وضعنا الاسم مباشرة في الموسوعة، بل تخضع الأسماء بعد ذلك للتحقق والتأكد بحيث وجدنا مجموعة من الأسماء التي ينظر المجتمع إليها على أنها قامات وطنية، أو اجتماعية مهمة لها وزن، لكننا اكتشفنا بعد التدقيق الشديد والإجراءات البحثية الحازمة أنّ ما يشاع عنها من الإنجازات والإبداعات لا يعدو يكون إشاعات أو معلومات شائعة مغلوطة، وقد مررنا بحالات كثيرة كهذه، تم اقصاؤها وتسجيلها في أرشيف خاص بها تحتفظ به لجنة الموسوعة للإبانة والإظهار ولمواجهة أيّ طلبات قد لا تتناسب وأهداف الموسوعة الوطنية ودقتها العلمية. –
وهنالك نقطة لا بد من الحديث عنها وهي العلماء الفلسطينيون الذين برعوا في المجالات الاقتصادية أو العلمية المختلفة كالاقتصاد والإدارة والفيزياء والأحياء وعلوم الفضاء وغيرهم؛ فتلك الفئة نفتخر بها ونقدم لها كل احترام وتقدير، لكننا في الوقت نفسه لم نضعها في الموسوعة لأنّ هذا يتعارض وأهداف الموسوعة ومقاصدها، والأسس التي بنيت عليها، والفكرة التي قامت من أجلها فيما يتعلق بالجانبين السياسي والاجتماعي، أي الوطني.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.