
السابق انطلاق مشروع توسعة كنيسة دبّين المعمدانيّة واستعادة التُّراث الرّوحيّ والتَّعليميّ للقرية
تستضيف العاصمة الأردنيّة عمّان يوم الخميس 25 أيلول 2025 حدثًا عالميًّا استثنائيًّا يُعقد لأوّل مرّةٍ في دولةٍ عربيّةٍ، بمناسبة الاحتفال بالذّكرى الخامسة والسَّبعين لتأسيس الاتّحاد المعمدانيّ الأوروبيّ، بمشاركة 45 دولةٍ من مُختلف أنحاء العالم. ويُقام هذا التَّجمُّع التّاريخيّ في فندق كراون بلازا، ويجمع قياداتٍ سياسيّةً واجتماعيّةً من كافّة مكوِّنات المُجتمع الأردنيّ، إلى جانب قادةٍ كنسيّين ودينيّين من جميع القارّات، في رسالةٍ تؤكِّد مكانة الأردن كمنصّةٍ عالميّةٍ للحوار والتّعايُش الدّينيّ المُشترك.
ويأتي الاحتفال تتويجًا لمسيرة الاتّحاد المعمدانيّ الأوروبيّ، أحد أبرز الهيئات الكنسيّة الإنجيليّة على الصَّعيد الدُّوليّ، والّذي يحرص على تعزيز القيم المسيحيّة المُشتركة ودعم التّعاون الرّوحيّ والاجتماعيّ بين الكنائس. وفي خطوةٍ تاريخيّةٍ، سيتمُّ خلال الاحتفال الإعلان عن تنصيب القسّ تشارلي قسطه من لبنان رئيسًا للاتّحاد، ليكون أوّل عربيٍّ يتبوّأ هذا المنصب منذ تأسيس الاتّحاد، ما يعكس أهمّيّة التَّمثيل العربيّ، ويُعزِّز الحضور الإقليميّ والدُّوليّ للهيئة.
وفي كلمته خلال الاحتفال، قال القس تشارلي قسطه: “نحتفل هذا المساء بالمكان: المملكة الأردنيّة الهاشميّة. تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك عبد الله الثّاني ابن الحسين، يُعدُّ الأردن واحةً للأمن والحُرّيّات المكفولة لجميع مواطنيه وساكنيه. جهود جلالته المُستمرّة لإحلال السَّلام في غزّة والمنطقة نموذجٌ يُحتذى به، قائمٌ على الكرامة والرّحمة والأمن للجميع. في خطابه الأخير أمام الجمعيّة العامّة للأُمم المُتّحدة، أكَّد جلالته: ‘في الأردن، نحن عازمون على العمل من أجل عالمٍ يشعر فيه النّاس بالأمان في بيوتهم، ويكونون أحرارًا في ممارسة عقائدهم الدّينيّة، وقادرين على العيش والازدهار بكرامة’.
لهذا نحتفل بالأردن، لنُشيد بالقيم الّتي نتشاركها للسّلام وحقوق الإنسان والازدهار للجميع، بغضِّ النَّظر عن الدّين أو العقيدة أو القوميّة. إنَّ وجودنا هُنا اللّيلة، رغم العواصف الإقليميّة، يعكس حكمة قيادته ورؤيته المُتبصِّرة، وامتناننا لجلالة الملك والحكومة والأجهزة الأمنيّة الّتي جعلَتْ هذا اللّقاء مُمكنًا وآمنًا”.
وفي سياقٍ مُتَّصلٍ، أعلن الاتّحاد المعمدانيّ العالميّ تعيّين القسّ الدُّكتور نبيه عبّاسي، رئيس الطّائفة المعمدانيّة الأردنيّة، سفيرًا للشَّرق الأوسط للاتّحاد، في خطوةٍ تُسجّل كأوّل سفيرٍ في تاريخ الاتّحاد منذ تأسيسه. وأكَّد الدُّكتور عباسي أنَّ هذا الدّور الجديد يُتيح له المُساهمة في ترسيخ صورة الأردن بقيادة جلالة الملك، وتعزيز ثقافة العيش المُشترك والوئام بين الشعوب.
وقال: “إنَّ هذا المنصب يُمثِّل فرصةً عظيمةً لخدمة منطقتنا بما يتوافق مع الرِّسالة الإنسانيّة للإيمان المسيحيّ، الّتي تتماشى تمامًا مع قيم المملكة الّتي يحملها جلالة الملك، والمُتمثِّلة في السّلام والكرامة والعدل للجميع.”
وجاء تعيّين الدُّكتور عباسي بالإجماع من لجنة الأمناء، تقديرًا لما يتمتَّع به من خبرةٍ روحيّةٍ وقياديّةٍ واسعةٍ، وما قدَّمه على مدى عقودٍ من خدمةٍ متواصلةٍ للكنيسة والمُجتمع، وإسهاماته في بناء جسور التّواصل بين الكنائس المحلّيّة والإقليميّة والمعاهد اللّاهوتيّة، إلى جانب دوره الفاعل في المبادرات الوطنيّة والدُّوليّة الّتي تُعزِّز ثقافة الحوار والتّعايُش والسّلام العادل.
ويُعدُّ هذا التعيّين محطّةً فارقةً في مسيرة الاتّحاد المعمدانيّ العالميّ، ومن المُتوقَّع أنْ يُسهم الدُّكتور عباسي من خلال موقعه الجديد في تجسيد رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، في ترسيخ قيم السَّلام، وتعزيز مكانة الأردن كنموذجٍ عالميٍّ للعيش المُشترك والوئام الإنسانيّ، ونقل رسالة الأردن الحضاريّة إلى العالم كمنارةٍ للتّسامح والاعتدال.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!