
السابق الأردنيّ د. ذيب عويس ثالثُ أهمِّ عالِمٍ في العالَمِ في مجالِ أبحاثِ المياه والزّراعة
ملح الأرض – ليث حبش
كان من المفترض أن ينتهي في بداية آذار معرض “الأردن فجر المسيحيّة” الّذي أقيم في روما الشهر الماضي ضمن الجهود المُستمرّة لتعزيز مكانة الأردن كوجهة سياحيّة دينيّة عالميّة، لكنّ المعرض شهد اهتمامًا واسعًا وأعداد زوّار كبيرة من غالبيّة الدول الأوروبيّة، ممّا أسهم في تسليط الضوء على المواقع الدينيّة في المملكة ودورها المحوريّ في التاريخ المسيحيّ وأدّى إلى تمديده لمدة ثلاثة أسابيع إضافيّة، نظرًا للطلب المتزايد على الحجز عبر الموقع الإلكترونيّ.
وحسب وزارة السياحة والآثار ، فإنَّ تاريخ الأردن طويل في الترويج للسّياحة الدّينيّة، وفي رد على استفسارات لـ ملح الأرض أكَّدَتِ الوزارة “أنَّ مكانة الأردن كوجهة سياحيّة دينيّة لم تبدأ اليوم، بل تعود لعقود طويلة، وتحديدًا منذ زيارة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني عام 2000، والّتي أسفرت عن اعتماد خمسة مواقع أردنيّة ضمن الحجّ المسيحيّ العالميّ، ومنذ ذلك الحين استمرَّ الأردن في تعزيز هذا المسار، إذ يُعدُّ البلد الوحيد في العالم الّذي زاره أربعة باباوات، بدءًا من البابا بولس السادس عام 1964، ثمّ البابا يوحنّا بولس الثاني، والبابا بينيدكتوس السادس عشر، وأخيرًا البابا فرانسيس”.
وأضافت الوزارة “لدينا في الأردن العديد من المواقع الدّيني المسيحيّة الّتي وردت في الإنجيل المُقدّس، مثل المغطس، وجبل نيبو، وقلعة مكاور، وتل مار إلياس، إلى جانب عشرات الكنائس البيزنطيّة، كما أنّنا نعمل حاليًا على تطوير دروب الحجّ المسيحيّ، مثل ربط جبل نيبو بالمغطس، والانتهاء من درب يوحنّا المعمدان الّذي يربط مغارة النبي يوحنّا المعمدان في وادي الخرار بموقع عماد السيّد المسيح في نهر الأردن”.
انعكاسات المعرض على السياحة الدينية
وحول تأثير معرض “الأردن: فجر المسيحيّة” على تعزيز السياحة الدينيّة، أوضحتِ الوزارة لـ ملح الأرض أنَّ المعرض حظي بتغطية إعلاميّة واسعة، ممّا أسهم في زيادة الوعي بأهمّيّة المواقع الدينيّة في الأردن. كما أنَّ زيارة جلالة الملكة رانيا العبدالله برفقة السيّدة الأولى الإيطاليّة ونيافة الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر الفاتيكان، أعطت زخمًا إضافيًا للحدث”.
وفيما يتعلّق بردود الفعل، قالتِ الوزارة إنَّ الإقبال الكبير على المعرض أدّى إلى تمديده لمدة ثلاثة أسابيع إضافيّة، نظرًا للطلب المتزايد على الحجز عبر الموقع الإلكتروني. وتابعت “كنا نتوقع أن يقضي الزوار نصف ساعة فقط في المعرض، لكننا فوجئنا بأنهم يمضون أكثر من ساعة بسبب اهتمامهم بقراءة السرديّات المرتبطة بكلّ قطعة أثريّة، هذه الاستجابة الإيجابيّة تعكس تعطُّش الزوّار لمعرفة المزيد عن الدور المحوريّ للأردن في التاريخ المسيحيّ”.
وأكَّدَت لـ ملح الأرض “كان المعرض فرصة لتقديم الأردن كوجهة رئيسيّة للحجاج المسيحيين، بفضل تنوُّع المعروضات وسرديتها المتميزة التي نالت إعجاب الزوار كما أنَّ توقيت المعرض في عام 2025، الّذي يتزامن مع عام اليوبيل المقدس في الفاتيكان، جذب أعدادًا كبيرة من الحجاج، لا سيما أن الكثيرين منهم لم يكونوا على دراية بأن العديد من الأحداث الإنجيلية وقعت في الأردن”.
خطط مستقبلية لتعزيز السياحة الدينية
وعن الخطوات القادمة، كشفت الوزارة في ردها على استفسارت ملح الأرض أن الوزارة بصدد توسيع نطاق المعرض ليشمل دولًا أخرى. وقالت “نعمل حاليًا على إقامة المعرض في مدن أخرى مثل باريس ولشبونة وأثينا، ومن ثم نقله إلى الولايات المتحدة وأماكن أخرى حول العالم، هدفنا هو أن يكون هذا المعرض سفيرًا للسياحة الدينية الأردنية، إلى جانب تعزيز رسالة المحبة والتسامح والتعايش المشترك التي يمثلها الأردن”.
وأشارت إلى أنها وعبر هيئة تنشيط السياحة، تواصل جهودها لتسويق السياحة الدينية إلى جانب السياحة الثقافية والعلاجية وسياحة المغامرات، مؤكداً أن الأردن ليس فقط وجهة دينية، بل أيضًا مقصد سياحي متكامل يجمع بين التاريخ والطبيعة والترفيه.
اقرأ أيضا : معرض “الأردن فجر المسيحية” في روما.. خطوة ترويجية أم جدل حول الأولويات؟
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!