
السابق ثقافة الفشل: عندما يتحوَّل النّجاح إلى مصدر للغيرة والإحباط
وصل إلى ملح الأرض وثيقتان رسميّتان مُتعلِّقتان بشؤون المكوِّن المسيحيّ في الأردن وضرورة أنْ تتمَّ كافّة المعاملات من خلال مجلس رؤساء الكنائس. وقد شملَتْ الرّسالة الأولى الصّادرة عن رئيس الوزراء جعفر حسّان والمؤرَّخة بتاريخ 29-1-2025 تؤكِّد على تعليمات سابقة لرؤساء وزراء سابقون تطلُب “اعتماد مجلس رؤساء الكنائس المرجعيّة الوحيدة بكلِّ ما يتعلّق بالشّأن المسيحيّ في المملكة”. ويختتم التّعميم بضرورة “أن يصار إلى اطلاع مكتب سمو كبير مستشاري جلالة الملك للشّؤون الدّينيّة والثّقافيّة والمبعوث الشّخصيّ بالإجراءات المُتخذة” ولكن التّعميم لا يذكر اسم الأمير المشار له والّذي من المؤكّد أنّه الأمير غازي بن محمد.
وقد أفاد عدد من المراجعين للوزارات المختلفة تطبيق التّعميم. وقد شكا البعض لـ ملح الأرض أنَّه لا يوجد لمجلس رؤساء الكنائس أيّ مكتب دائم ساعات عمل أو موظّف يتابع الأمور ولا توجد أي رسوم أو بروتوكول للعمل حيث أنَّ المجلس- حسب تعليق أحّد رؤساء الطّوائف- لم يتمّْ اعتماده رسميًّا ولم يُنشر أيّ قرار في الجريدة الرّسميّة عن تشكيلته ونظامه الدّاخليّ.
في حين أفاد مصدر قانونيّ مُطَّلع أنّه بمجرَّد أنَّ رئيس الوزراء الأسبق كان قد أصدر أوّل تعميم حول الموضوع فإنَّ تعميم رئيس الوزراء يوفِّر شرعيّة مجلس رؤساء الكنائس والنّظام الدّاخليّ الّذي يتعامل معه أعضاء المجلس في حين تفاجئ المصدر من صدور البيان عن دائرة الأحوال المدنيّة والجوازات.
حيث صدرت وثيقة عن غيث غازي الطيب مدير عام دائرة الأحوال المدنيّة والجوازات بتاريخ 6 شباط بناءً على تعميم رئيس الوزراء جعفر حسان حيث تمَّ تكرار ضرورة “اعتماد مجلس رؤساء الكنائس المرجعيّة الوحيدة بكلّ ما يتعلّق بالشّأن المسيحيّ في المملكة.”
ملح الأرض حاولت التّواصل مع مطرانيّة الأرثوذكس لمعرفة تفاصيل عن الموضوع، ولكن لم يقبلْ أيّ مسؤول التّعليق على الموضوع أو إيضاح آلية العمل وقد يكون ذلك بسبب غياب المطران خريستفورس للعلاج في الخارج. كما تمَّ التّواصل مع نوّاب البرلمان وأعيان حول الموضوع وأيضًا لم يوافِقْ أحّد على التّعليق.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!