Skip to content
Skip to content

تعليم الدّين المسيحيّ في المدارس الحكوميّة: غيابُ الإرادة أم نقصُ الموارد؟

تاريخ النشر: أكتوبر 8, 2025 7:03 م
WhatsApp Image 2025-10-08 at 4.55.47 PM

ملح الأرض – ليث حبش

في ظلّ النِّقاش المُتجدِّد حول المُساواة في التَّعليم وضمان حقِّ جميع الطَّلبة في تلقّي موادٍ دراسيّةٍ تتوافق مع مُعتقداتهم الدّينيّة، يعود ملفُّ تدريس منهاج الدّين المسيحيّ في المدارس الحكوميّة إلى الواجهة، مُثيرًا تساؤلاتٍ حول مدى إمكانيّة تطبيقه على أرض الواقع، والعقبات الّتي تعترضه، والحلول المُمكنة لتجاوزه.

هذا الملفُّ لا يقتصر على بُعده التّعليميّ، بل يمتدُّ ليحمل أبعادًا اجتماعيّةً وثقافيّةً ووطنيّةً، إذ يرى المُطالِبون به أنَّه يُمثِّلُ خُطوةً نحو ترسيخ قيم المواطنة والمساواة، بينما يُواجه في المقابل إشكاليّاتٍ تتعلَّق بالتّوزيع الجغرافيّ للطَّلبة المسيحيّين، وقلّة الكوادر التّعليميّة المُتخصِّصة، ونقص الموارد اللّوجستيّة اللّازمة للتّنفيذ.

الملفُّ اكتسب زخمًا أكبر خلال الأعوام الأخيرة بعد أنْ أقرَّ مجمع الكنائس الإنجيليّ الأردنيّ منهاجًا موحّدًا للتّعليم المسيحيّ بدأ تطبيقه في المدارس المسيحيّة، وهو ما أثار تساؤلاتٍ عن إمكانيّة إدخاله إلى المدارس الحكوميّة، لتكون مادّةً رسميّةً أُسوةً بمادّة الدّين الإسلاميّ، غير أنَّ الطّريق إلى ذلك يبدو مليئًا بالتحدّيات، وفق ما عبّر عنه مسؤولون ونوّابٌ ورجال دينٍ وممثِّلون عن مؤسَّساتٍ مدنيّةٍ في تصريحاتٍ خاصّةٍ لمجلّة “ملح الأرض”.

النّائب هايل عياش: معوّقاتٌ واقعيّةٌ تحول دون التّطبيق لـ “ملح الأرض”

من جانبه، قال النّائب الدُّكتور هايل عياش، مُمثِّلُ المقعد المسيحيّ عن مُحافظة الزرقاء، إنَّه سبق وتقدَّم بمذكَّرةٍ نيابيّةٍ رسميّةٍ إلى وزارة التّربية للمطالبة بإدراج مادّة الدّين المسيحيّ في المدارس الحكوميّة، أُسوةً بتدريس مادّة الدّين الإسلاميّ، بهدف ضمان المساواة التّعليميّة وحماية حقِّ الطَّلبة المسيحيّين.

لكنَّه أشار إلى أنَّ المُذكَّرة لم تُفعّلْ حتّى الآن، مُرجِعًا السَّبب إلى وجود معوّقاتٍ عمليّةٍ أبرزها قلّة أعداد الطَّلبة المسيحيّين في المدارس الحكوميّة، إذ أنَّ بعض المدارس لا تضمُّ أيَّ طالبٍ مسيحيٍّ، ما يجعل من الصَّعب تخصيص حصصٍ مُستقلّةٍ للمادّة. وأضاف أنَّ الأمر يتطلَّبُ كوادر تعليميّةً مُتخصِّصةً في اللّاهوت أو كهنًة مؤهَّلين، وهو ما يستدعي خُططًا تنظيميّةً ومواردَ إضافيّةً لتوظيف مُعلِّمين مؤهَّلين في مختلف المناطق.

وشدَّدَ عياش على ضرورة إجراء دراسةٍ شاملةٍ تأخذ بعين الاعتبار التوزيع الجغرافيّ للطّلبة المسيحيّين، وابتكار حلولٍ بديلةٍ، مثل التَّعليم الإلكترونيّ أو الدَّمج بين المدارس، لضمان وصول المادّة إلى مُستحقّيها.

نتائج استطلاع ملح الأرض على صفحته عبر الفيسبوك

وزارة التربية: لا مُذكَّراتٍ نيابيّةً حاليّة لـ “ملح الأرض”

صرّحَ مصدرٌ مسؤولٌ في وزارة التّربية والتّعليم للمجلّة بأنَّ الوزارة لم تتسلَّمْ، في الدّورة الحاليّة لمجلس النوّاب العشرين، أيَّ مُذكَّرةٍ نيابيّةٍ تُطالب بتدريس منهاج الدّين المسيحيّ في المدارس الحكوميّة. وأوضح أنَّه في حال ورود أيّ مُذكَّرةٍ بهذا الشّأن، فسيتمُّ تحويلها إلى الجهات المُختصّة لدراستها والرَّدِّ عليها وفق الأصول المُتّبعة.

عماد معايعة: حلولٌ بديلةٌ لتجاوز صعوبات التّنفيذ

أكَّدَ رئيس مجمع الكنائس الإنجيليّ الأردنيّ، عماد معايعة، إمكانيّة تدريس المنهاج الموحَّدِ الّذي بدأ تطبيقه في المدارس المسيحيّة وذلك داخل المدارس الحكوميّة، لكنَّه أقرَّ بوجود تحدّياتٍ تتعلَّق بانخفاض أعداد الطَّلبة المسيحيّين، حيث قد لا يتجاوز عددهم طالبًا أو طالبين في الصفِّ الواحد، أو قد لا يوجد أيُّ طالبٍ مسيحيٍّ في بعض المدارس.

واقترح معايعة آليّةً بديلةً، تقوم على تخصيص غرفةٍ داخل المدرسة تحتوي على كُتبٍ وأشرطةٍ تعليميّةٍ مسيحيّةٍ، يلجأ إليها الطَّلبة المسيحيّون أثناء حصّة الدّين الإسلاميّ، مع وجود مشرفٍ للإجابة عن أسئلتهم، مُعتبرًا أنَّ هذه الطّريقة أكثر واقعيّةً من فرض تدريس المادّة في جميع المدارس الحكوميّة في ظلِّ الظّروف الحاليّة.

الأرشمندريت بسام شحاتيت: المنهاج الموحّد يُعزِّز البعد الوطنيّ

من جانبه، شدّد الأرشمندريت بسام شحاتيت على أنَّ وجود منهاج دينٍ مسيحيٍّ مُوحَّدٍ يُساعد على صياغة خطٍّ تربويٍّ وطنيٍّ موحَّدٍ، وينعكس إيجابًا على التّعاون والعمل المُشترك، مع التّركيز على البُعد الوطنيّ للأردن باعتباره موقعًا دينيًّا مُهمًّا شهد تعميد السيّد المسيح.

وأضاف لـ ملح الأرض أنَّ من أبرز التحدّيات ضرورة مرافقة المُعلِّم والطّالب والإشراف على عمليّة التّدريس بما يُركِّز على الفهم والتّحليل و”عيش الكلمة” بدلًا من الحفظ والتّلقين، إلى جانب تطوير أساليب التّدريس عبر وسائل توضيحيّةٍ مُبتكرة.

الإعلاميّة لينا مشربش: المنهاج الموحَّد يُعزِّز السِّلم المُجتمعيّ

أمّا الإعلاميّة لينا مشربش، رئيسة رابطة مسيحيّي المشرق في الأردن، فرأتْ أنَّ وجود منهاجٍ موحّدٍ لمادّة الدّين المسيحيّ يُعزِّزُ فهم الآخر والتنوّع المُجتمعيّ، ويُساهم في ترسيخ القيم الأخلاقيّة وبناء وعيٍّ مُشتركٍ لدى الأجيال الجديدة، ممّا يدعم المواطنة والمساواة والسِّلم المُجتمعيّ.

لكنَّها لفتَتْ إلى وجود تحدّياتٍ في تطبيقه، منها تفاوت المُستوى المعرفيّ لدى المُعلّمين في التّعامل مع المنهاج الجديد، وعدم توفُّر الموارد والبرامج التّدريبيّة الكافية قبل وأثناء التّطبيق، إلى جانب الحاجة لرجال دينٍ وتربويّين ذوي رؤيةٍ منفتحةٍ على الآخر باعتباره شريكًا في الوطن.

استطلاع ملح الأرض: أكثر من نصف المشاركين يرون أنَّ المُشكلة في غياب الإرادة الرسميّة

ما زالت قضيّة إدخال منهاج الدّين المسيحيّ للطَّلبة المسيحيّين في المدارس الحكوميّة تُراوح مكانها منذ سنواتٍ، لتظلَّ موضعَ نقاشٍ وجدالٍ متواصلٍ بين الأهالي ورجال الدّين والجهات الرّسميّة، وفي محاولةٍ للاقتراب أكثر من الرّأي العام، أجرَتْ مجلّة “ملح الأرض” استطلاعًا للرّأي الكترونيًّا غير علميٍّ عبر صفحتها على “فيسبوك”، شارك فيه 139 شخصًا، حول الأسباب الّتي تقفُ وراء عدم اتخاذ هذا القرار حتّى اليوم.

نتائج استطلاع صفحة العشائر المسيحية عبر الفيسبوك

نتائج الاستطلاع…الإرادة الغائبة

أظهرَتْ نتائج الاستطلاع أنَّ 51% من المُشاركين يعتقدون أنَّ غياب الإرادة الحقيقيّة والرّسميّة هو السَّبب الأبرز في عدم إدخال منهاج الدّين المسيحيّ إلى المدارس الحكوميّة. هذه النّسبة المرتفعة تعكس، بحسب مُتابعين، شعورًا عامًّا بأنَّ القضيّة ليسَتْ أولويّةً على أجندة صانعي القرار.

في المقابل، أرجع 20% من المشاركين الأمر إلى عدم كفاية الضغط من قبل النوّاب ورؤساء الكنائس للمُطالبة بهذا الحقِّ، بينما اعتبر 16% أنَّ العقبة الأساسيّة تكمن في غياب اتّفاقٍ شاملٍ على صياغة منهاجٍ موحّدٍ يُمكن أنْ يُلائم جميع الطّوائف المسيحيّة. وقللّ 7% فقط من أهمّيّة هذا الملفّ، مُعتبرين أنَّ الطّلّاب يمكنهم تلّقي تعليمهم الدّينيّ في الكنائس مُباشرةً، فيما أرجع 6% الأمر إلى أسبابٍ أُخرى مُتنوّعة تمَّ التّعبير عنها في التّعليقات.

أصواتٌ من التّعليقات

لم تقتصر القضيّة على الأرقام فحسب، بل تفاعل معها القُرّاء في تعليقاتهم الّتي أظهرَتْ تنوُّعًا في وجهات النَّظر، فقد رأى بعضهم أنَّ عدد الطُّلّاب المسيحّيين في المدارس الحكوميّة قليلٌ جدًّا، الأمر الّذي يجعل من الصَّعب توفير مُعلّمين مُتخصِّصين لهذه المادّة، مؤكِّدين أنَّ الأمر قد يقتصرُ على مادّة “ثقافةٍ مسيحيّةٍ” بديلةٍ.

فيما ذهب آخرون إلى أنَّ إضافة مادّة الثّقافة المسيحيّة كجزءٍ من مادّة التّربية الوطنيّة قد يُشكِّلُ حلًّا عمليًّا في المرحلة الرَّاهنة، وذكَّر بعض المُعلِّقين بأنَّ القرار طُرح في حكوماتٍ سابقةٍ لكنَّه لم يُنفَّذ، مُعتبرين أنَّ هذا يعكس قصورًا في التّنفيذ أكثر منه في التَّخطيط.

كما شدَّدَتْ تعليقاتٌ أُخرى على أنَّ القضيّة تحتاج إلى إرادةٍ قويّةٍ وجادّةٍ من الدّولة، وإلّا ستظُّل محصورةً في إطار النِّقاشات دون أيِّ خطواتٍ عمليّةٍ. وأكَّد بعض المُشاركين أنَّ المناهج الدراسيّة عمومًا بحاجةٍ إلى مراجعةٍ شاملةٍ، مُشيرين إلى أنَّ إدخال الدّين المسيحيّ يجب أنْ يكون جزءًا من إصلاحٍ تربويٍّ متكاملٍ.

كتب التربية المسيحية

تغيُّر الأولويّات في المجتمع المسيحيّ

أظهرَت نتائجُ استطلاع رأيٍّ إلكترونيٍّ غير علميٍّ حديثٍ نشرته المجلّة على صفحة “العشائر المسيحيّة” على موقع “فيسبوك”، بمشاركة 109 أشخاصٍ، تغيُّرًا واضحًا في أولويّات المُجتمع المسيحيّ فيما يتعلَّقُ بمسألة تدريس المنهاج الدّينيّ المسيحيّ في المدارس الحكوميّة. وأكَّدَتِ النتائج أنَّ أغلب المشاركين يرون أنَّ السّبب الرّئيسيّ للتَّأخُّر لا يكمن فقط في غياب الإرادة الرّسميّة من الحكومة، بل في ضعف الضّغط من النوّاب ورؤساء الكنائس، بنسبةٍ بلغت 47%، وهو ما يعكس شعورًا مُتزايدًا بأنَّ المؤسَّسات المسيحيّة نفسها لم تقمْ بدورها التّمثيليّ بشكلٍ كافٍ.

في المقابل، اعتبر 21% من المشاركين أنَّ غياب إرادةٍ رسميّةٍ وجدّيّةٍ يمثِّلُ سببًا أساسيًّا للتّأخُّر، فيما أشار 15% إلى أنَّ القضيّة ليسَتْ جوهريّة، مُعتبرين أنَّ الطّلّاب المسيحيّين يُمكنهم تعلُّم دينهم من الكنائس مُباشرةً، وأكَّد 14% أنَّ عدم الاتّفاق بين الطّوائف المسيحيّة على منهاجٍ موحَّدٍ يُشكِّلُ عائقًا لكنَّه ليسَ السَّبب الرّئيسيّ، بينما لفَتْ 3% إلى أسبابٍ أُخرى مُتنوِّعة.

وأظهرَتِ التّعليقات المُصاحِبة للاستطلاع مجموعةً من التحدّيات العمليّة، فبعض المشاركين أشاروا إلى أنَّ غياب مسؤولٍ قادرٍ على اتّخاذ القرار يُشكِّل عائقًا أساسيًّا، في حين رأى آخرون أنَّ تعدُّد الأسباب يستدعي النَّظر إلى أكثر من عاملٍ معًا. كما تمَّ التَّأكيد على أنَّ طبيعة النِّظام الحاليّ لا تسمح بفصل التَّعليم الدّينيّ عن التمويل العامِّ، وأنَّ العدالة تقتضي ألّا يتحمَّل دافع الضَّرائب أعباء تعليم العقائد الدّينيّة.

التحدّيات العمليّة لتطبيق المنهاج

تناولَتِ التّعليقات أيضًا تحدّيات تطبيق المنهاج في المدارس الحكوميّة، منها قلّة عدد الطُّلّاب المسيحّيين، ممّا يجعل إنشاء حصصٍ ومدارسَ مُخصَّصةٍ أمرًا غير عمليٍّ، وعدم تجهيز المنهاج من قبل الكنائس، فضلًا عن إمكانيّة الاستفادة من طُرق تدريسٍ بديلةٍ مثل تسجيلات الفيديو والمحاضرات الرّقميّة. وأشار البعض إلى أنَّ أغلب الطُّلّاب المسيحّيين يدرسون في مدارس الطّوائف الخاصّة، الّتي غالبًا ما تكون ربحيّةً، ولا تستطيع الأغلبيّة تحمُّل تكاليفها، فيما يمكن للمدارس المسيحيّة تقديم برامجَ بأسعارٍ رمزيّةٍ لتلبية حاجة الطُّلّاب.

تحوّلٌ في وعي الرّأي العامِّ المسيحيّ

وتكشف هذه النتائج عن تحوُّلٍ في إدراك الرّأي العامِّ المسيحيّ، إذْ بدأ المُجتمع يضع مسؤوليّة المُبادرة والتّغيير على عاتق مؤسَّساته الدّينيّة والنّيابيّة أوّلًا، قبل مُطالبة الحكومة بالتَّحرُّك، ويعكس هذا الاتّجاه رغبةً مُتزايدةً في رؤية تحرُّكٍ داخليٍّ فاعلٍ من الكنائس والنوّاب لضمان تمثيلٍ حقيقيٍّ وفعّالٍ لمطالب المسيحيّين في قطاع التّعليم.

رؤيةٌ مُستقبليّةٌ وحلولٌ مُقترحةٌ

أوضحَتِ التَّعليقات وجود توجُّهٍ نحو حلولٍ عمليّةٍ تراعي الواقع الحاليّ للمدارس الحكوميّة وعدد الطُّلّاب، مثل تعزيز التّعليم في المدارس المسيحيّة بأسعارٍ رمزيّةٍ، أو اعتماد التكنولوجيا والمُحاضرات الرّقميّة لتغطية النَّقص في الكوادر والأساتذة، مع إمكانيّة توحيد المناهج بين الطّوائف المُختلفة لتسهيل العمليّة التّعليميّة وتحقيق العدالة بين الطُّلّاب.

جدلٌ مُستمرٌّ وأسئلةٌ مفتوحةٌ

تكشف هذه الآراء والنتائج أنَّ القضيّة تتجاوز حدود التّعليم، لتصبح جزءًا من نقاشٍ أوسع حول المواطنة، والحقوق الدّينيّة، والهويّة الوطنيّة ففي الوقت الّذي يُطالب فيه كثيرون بإنصاف الطَّلبة المسيحيّين عبر تدريسهم منهاجًا رسميًّا مُعتمدًا، يرى آخرون أنَّ الكنائس تقوم بالفعل بسدِّ هذا الفراغ وبين هذين الموقفين، يبقى غياب التّوافق والإرادة السّياسيّة العائق الأكبر أمام الحسم.

ومع استمرار الجدل، يبقى السّؤال مطروحًا: هل ستتَّخذ الجهات الرّسميّة خطوةً عمليّةً قريبةً لحلِّ هذه المُعضلة، أم أنَّ الموضوع سيظلُّ مؤجَّلًا إلى إشعارٍ آخرٍ، كما كان الحال في السّنوات الماضية؟.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment