Skip to content

تحية للقيادة الفلسطينية لدعم الكنائس المحلية الوطنية

رابط المقال: https://milhilard.org/h8qg
تاريخ النشر: مايو 6, 2023 3:06 م
معالريس
رابط المقال: https://milhilard.org/h8qg

داوُد كُتّاب- ملح الأرض

بعد بروز دور مهم في الشأن العام للكنائس المسيحية في الغرب، كان مفرحًا سماع أخبار نشاطات فلسطينية مسيحية بهدف التواصل مع الكنائس المسيحية في أمريكا وأوروبا وغيرها لغرض دحض التفسيرات الصهيونية الخطأ بالنسبة للشأن الفلسطيني.

ورغم أن الصهيونية المسيحية معششة في العديد من الكنائس الإنجيلية الأمريكية، إلا انها موجودة في غالبية الطوائف المسيحية. قال المطران اللاتيني جمال دعيبس خلال محاضرة في الأردن للقس الدكتور منذر اسحق: “من المؤسف أن الفكر المتصهين موجود في كل الطوائف، وليس في كنيسة أو طائفة محددة.”

ويُعد لقاء الرئيس محمود عباس يوم الجمعة بالوفد الاستشاري للجنة العليا لشؤون الكنائس إنجازًا مهمًا وتطورًا يجب التوقف عنده والإشادة بحسن التفكير في شأنه وكيفية البناء عليه بصورة عملية ذات فائدة عامة.

 فحسب وكالة أنباء وفا الرسمية “استقبل رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مساء الجمعة (5 أيار)، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، وفدا استشاريا للجنة العليا لشؤون الكنائس ضم القس متري الراهب، والقس منذر اسحق، القس جاك سارة، وفارسين شاهين. وأطلع الوفد، سيادته، على الجهود التي يقوم بها الوفد الاستشاري لتعزيز الرواية الفلسطينية في إطار التحضيرات الجارية لإحياء الذكرى الـ 75 لنكبة الشعب الفلسطيني. من جانبه، ثمّن الرئيس جهود الوفد في دعم قضايا شعبهم، حاثا إياهم على مواصلة العمل الوطني الهام الذي يقومون به لصالح تعزيز الرواية الفلسطينية. وحضر اللقاء، رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس رمزي خوري، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير زياد أبو عمرو، ونائب رئيس الوزراء وزير الإعلام نبيل أبو ردينة، ومستشار الرئيس الدبلوماسي مجدي الخالدي”.

جاء لقاء الجمعة مع الرئيس بعد قيام القس متري الراهب رئيس جامعة دار الكلمة والدكتور القس جاك سارة رئيس كلية بيت لحم للكتاب المقدس والقس منذر اسحق راعي الكنيسة اللوثرية في بيت لحم وبيت ساحور والدكتورة فارسين اغابيكان نائبة رئيس جامعة دار الكلمة بالعودة من رحلة ناجحة في الولايات المتحدة التقى خلالها مع أعضاء من الكونغرس وشارك في مؤتمرات مسيحية دعما للقضية الفلسطينية.


لقاء الرئيس محمود عباس يوم الجمعة بالوفد الاستشاري للجنة العليا لشؤون الكنائس إنجازًا مهمًا


وليس موقف الرئاسة الفلسطينية جديدًا. فمنذ سنوات يشارك كبار المسؤولين في نشاطات إنجيلية وطنية مثل مؤتمرات المسيح على الحاجز  في كلية بيت لحم للكتاب المقدس ونشاطات جامعة دار الكلمة وغيرها من النشاطات التي قامت بها مؤسسات وطنية مسيحية بروتستانتية.

وكان الرئيس أبو مازن قد كرم العديد من الشخصيات الوطنية المسيحية منهم على سبيل المثال لا الحصر الدكتور بشارة عوض والقس الدكتور متري الراهب والقس جورج عوض. وقد منح تلك الشخصيات نجمة بيت لحم عشية احتفالات عيد الميلاد حسب التقويم الشرقي. وكان الرئيس عباس قد أصدر مرسومًا رئاسيًّا رقم 9 لعام 2019 يعترف بالكنيسة الإنجيلية المحلية.

وليس بالغريب أن التطور هذا تم خلال فترة رئاسة الدكتور رمزي خوري للجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس والتي تشهد تطورًا ملحوظًا ومُقدرًا من الجميع، حيث يتم تنفيذ خطة استراتيجية طويل الأمد على تحسين العلاقات مع الطوائف المسيحية كافة من دون أي تمييز بهدف المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا.


فلا بد من أن تتسع المبادرة الرئاسية الفلسطينية لتشمل الأردن الشقيق حيث لا يوجد أي منطق في أن تبقى الأردن الوحيدة بين دول المشرق التي تستثني كنائس وطنية إنجيلية من النشاطات والحقوق في تشكيل محاكم كنسية


ومن لمهم الان بعد ان أعطى سيادة الرئيس صبغة شرعية للدور الوطني للكنائس المحلية الوطنية الانجيلية، لا بد من توسيع رقعة الاتصال بحيث يتم تشجيع الكنائس التاريخية على المشاركة مع تلك الكنائس كي يكون الموقف المسيحي الفلسطيني موقفًا موحدًا ضد الظلم والاضطهاد والذي لا يفرق بين أرثوذكسي ولاتيني، أو أرمني، أو انجيلي.

لقد حدد مجلس كنائس الشرق الأوسط ثلاث عائلات مسيحية رئيسية وهي الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية. فهل نأمل أن يتم تطبيق ذلك التصنيف في بلادنا وخاصة الأردن وفلسطين بحيث تتجاوز التقسيمات المصطنعة.

فلا بد من أن تتسع المبادرة الرئاسية الفلسطينية لتشمل الأردن الشقيق حيث لا يوجد أي منطق في أن تبقى المملكة الأردنية الهاشمية الوحيدة بين دول المشرق العربي التي تستثني كنائس وطنية محلية إنجيلية من جميع النشاطات واللقاءات والحقوق في تشكيل محاكم كنسية خاصة بأعضائها.

لقد أثبت لقاء سيادة الرئيس الفلسطيني مع هذه القيادات المسيحية الوطنية أن عصر الانفراد بالقرار المسيحي وعزل كنائس وقيادات معروفة بانتمائها الوطني، وسعيها إلى الدفاع عن الحقوق الوطنية في جميع أنحاء العالم قد انتهى.

لقد تأسست العديد من الكنائس الانجيلية في الأردن وفلسطين منذ أوائل القرن الحالي. وعلى عكس بعض الكنائس الأخرى فإن القيادة والأعضاء والتمويل والإدارة للكنائس الانجيلية المحلية وطني بامتياز. فهل يعقل استمرار عزل تلك القيادات المسيحية الوطنية على حساب الكنائس الأخرى التي لبعضها قيادات وربما أحيانا أولويات غير عربية؟

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content