
السابق خدمة الجيل التالي- فلسطين يفتتح مطبخًا غذائيًّا ثالثًا في غزّة
تجميع ملح الأرض
أغسطس 2025 – اتَّخذَت اثنتان من أكبر الطّوائف البروتستانتيّة الرّئيسيّة في الولايات المُتّحدة خطواتٍ ملحوظةً بشأن القضيّة الفلسطينيّة وإسرائيل هذا الصيف، حيثُ قرَّرَتِ الكنيسة الميثوديّة المتّحدة (UMC) سحب استثماراتها من سندات الحكومة الإسرائيليّة، واعتمدَتِ الكنيسة الإنجيليّة اللّوثريّة في أمريكا (ELCA) مجموعةً من الإجراءات الرّامية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيليّ وتوسيع نطاق مناصرتها العامّة.
الميثوديّون يتّجهون إلى سحب استثماراتهم.
في 30 أغسطس، أعلنَتْ وكالة المعاشات والمزايا التّابعة للكنيسة الميثوديّة المُتّحدة (Wespath Benefits & Investments) أنَّها ستبيع جميع ممتلكاتها من سندات الحكومة الإسرائيليّة، تنفيذًا لتوجيهٍ اعتمده المؤتمر العامُّ للطّائفة في مايو. وكان المؤتمر العامُّ نفسه قد طلب من الوكالات الكنسيّة تجنُّب شراء السّندات الصّادرة عن إسرائيل والمغرب وتركيا، مُشيرًا إلى مخاوف تتعلّقُ بحقوق الإنسان. صرَّحَتْ كنيسة ويسباث بأنَّ سنداتها الإسرائيليّة تُمثِّل جزءًا صغيرًا من محفظتها الاستثماريّة ذات الدَّخل الثّابت، ولكن سيتمُّ تصفيتها “في الوقت المناسب” امتثالًا للسّياسة الجديدة. تأتي هذه الخطوة في أعقاب تحديثٍ أوسع لسياسات الكنيسة الاستثماريّة في اجتماع شارلوت، حيث أيّد المندوبون قراراتٍ تربُط الإدارة بمعايير القانون الدوليّ.
اللّوثريّون يُصعِّدون ضغوطهم السّياسيّة
صوّتَتِ الكنيسة اللّوثريّة الأمريكيّة بنسبة 95% لقرارٍ يضمن “الدِّفاع عن حقوق الفلسطينيّين وإنهاء احتلال فلسطين”، موجِّهةً كبار القادة إلى السّعي لمزيدٍ من الظُّهور العلنيّ أمام البيت الأبيض والكونغرس، وحثِّ الولايات المُتّحدة على دعم الاعتراف بفلسطين في الأمم المُتّحدة.
كما أكّد هذا الإجراء، الّذي تمَّ في اجتماعها العامِّ الّذي يُعقد كلَّ ثلاث سنواتٍ في فينيكس، في 30 يوليو/تمّوز، مُبادرة “صمود” التّابعة للطّائفة (وهو برنامجٌ طويلُ الأمد للمُرافقة مع الشُّركاء الفلسطينيّين)، ودعتْ إلى توسيع نطاق المُناصرة الّتي “تُنهي الاحتلال وتُعزِّز حلًّا عادلًا وسلميًّا للصّراع”. في حين امتنعت الكنيسة اللّوثريّة الإنجيليّة في أمريكا مُجدّدًا عن اعتماد سياسة سحب الاستثمارات، سلَّطَتِ الجمعيّة الضّوء على إجراءات المُقاطعة القائمة ومُراقبتها للاستثمار في الأسلحة العسكريّة، وأشارَتْ إلى قرارٍ صدر عام ٢٠٠٧، والّذي نظر في سحب الاستثمارات دون أنْ يُجيزه.
جاءتْ تصويتات فينيكس بعد أشهر من النِّقاش في مجامع الكنيسة اللّوثريّة الإنجيليّة في أمريكا، ولفتَتِ الانتباه على المُستوى الوطنيّ. انتقدَتْ مُنظّماتٌ مُجتمعيّةٌ إسرائيليّةٌ ويهوديّةٌ هذه الإجراءات؛ واعتبرها مُناصرون داخل الكنيسة مُتّسقةً مع تعاليم الكنيسة الاجتماعيّة المُتعلِّقة بحقوق الإنسان وشراكاتها مع الكنيسة الإنجيليّة اللّوثريّة في الأردن والأراضي المُقدّسة.
تنضمُّ الخطوات الميثوديّة واللّوثريّة إلى قائمةٍ مُتناميةٍ من الإجراءات الرّئيسيّة المُتّخذة منذ بدء حرب غزّة:
الكنيسة المشيخيّة (الولايات المُتّحدة الأمريكيّة) – في يوليو 2024، صوّتَتِ الجمعيّة العامّة للكنيسة المشيخيّة (الولايات المٌتّحدة الأمريكيّة) على سحب استثماراتها من سندات الحكومة الإسرائيليّة، وقدّمَتْ إجراءاتٍ جديدةً لمُراقبة حقوق الإنسان لاستثمارات الكنيسة، موسِّعةً بذلك تاريخًا يمتدُّ لعقدين من مشاركة الشّركات في قضيّة إسرائيل وفلسطين.
كنيسة المسيح المُتّحدة – في يوليو 2025، أقرّ المجمع العامّ لكنيسة المسيح المُتّحدة “إعلانًا لإنهاء الإبادة الجماعيّة في فلسطين”، داعيًا إلى وقفٍ دائمٍ لإطلاق النّار، وحظر توريد الأسلحة، وتكثيف المُناصرة. أشارَتْ إلى بياناتٍ سابقةٍ لوقف إطلاق النّار من عام ٢٠٢٤.
الكنيسة المسيحيّة (تلاميذ المسيح) – اعتمد المؤتمر الوطنيُّ للطّائفة (الهيئة القضائيّة السّوداء التّاريخيّة داخل التّلاميذ) قرارًا بوقف إطلاق النّار في دورته الّتي تُعقد كلَّ عامين في يوليو ٢٠٢٤، وانضمَّ إلى الرّسائل المسكونيّة الّتي تُطالِب بوقف عمليّات نقل الأسلحة الأمريكيّة.
كنيسة كندا المُتّحدة – في أكتوبر ٢٠٢٤، أعادَتْ كنيسة كندا المُتّحدة التّأكيد على موقفها من “السّلام العادل” الّذي تضمَّن خطواتٍ حكوميّةً أقوى لدعم غزّة، وفقًا لتوجيهاتٍ طائفيّةٍ صدرَتْ لاحقًا.
بينما يُركِّزُ إجراء الكنيسة الميثوديّة المُتّحدة على سحب الاستثمارات الماليّة الملموسة من الدّيون السّياديّة، يُركِّزُ قرار الكنيسة الإنجيليّة اللّوثريّة في أمريكا على الدّعوة السّياسيّة والشّهادة العلنيّة – بما في ذلك حثّ الولايات المُتّحدة على الاعتراف بفلسطين، والضَّغط من أجل إنهاء الاحتلال – مدعومًا بمراقبة الاستثمارات القائمة. وبالإضافة إلى تصويت الكنيسة البروتستانتيّة المشيخيّة في الولايات المُتّحدة العام الماضي على إسقاط سندات إسرائيل، فإنَّ هذه التحرُّكات تُعدُّ انعكاسًا لإعادة معايرةٍ أوسع نِطاقًا بعد عام 2023 داخل الهيئات البروتستانتيّة الرّئيسيّة نحو استجاباتٍ أكثر قوّةً لحرب غزّة والاحتلال، حتّى مع اختلاف الطّوائف حول ما إذا كان ينبغي استخدام سحب الاستثمارات، أو شاشات المقاطعة، أو الدّعوة السّياسيّة في المقام الأوّل.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!