السابق المدرسة المعمدانيّة تُضيء شجرة أمنيات السَّلام: رسالة محبّة وأمل في عيد الميلاد المجيد
رابط المقال: https://milhilard.org/83ld
تاريخ النشر: ديسمبر 12, 2024 12:37 م
سامي اليوسف المدير التنفيذي لبطريركية اللاتين في القدس
رابط المقال: https://milhilard.org/83ld
سامي اليوسف -الرّئيس التّنفيذّي
عن موقع بطريركيّة اللّاتين في القدس
من الصّعب تصديق أنَّ عامًا آخر يوشك على الانتهاء، وأنّنا بالفعل في زمن المجيء. مع اقتراب عيد الميلاد، لا بُدَّ لي من الاعتراف بأنَّ روعة هذا الزّمن حاضرة وملهمة، سواء في السِّلم أو الحرب. قبل أيّامٍ قليلةٍ، أصدر بطاركةُ ورؤساءُ الكنائس في القدس بيانًا يدعون فيه المؤمنين للاحتفال بطريقةٍ متواضعةٍ، مع التّركيز على الطّقوس الدّينيّة والمعنى الحقيقيّ لميلاد مُخلِّصنا. في رأيي، ألا يجب أنْ تكون هذه رسالتنا في كلِّ عام؟ أعتقد أنَّ استمرار الحرب وتأثيرها المُدمِّر على الجميع في الأرض المُقدَّسة كان الدّافع وراء هذا البيان، حيث تجاوز عدد القتلى منذ بداية الحرب 45,000 وأكثر من 100,000 جريح.
بالتّأكيد، إنّه وقت للتّأمّل، ولكنَّ الأهمّ من ذلك، إنّه وقتٌ للتطلُّع إلى المُستقبل. ستنتهي الحرب قريبًا، ويجب أنْ نبدأ في التّخطيط، ليس فقط لإعادة بناء البنية التّحتيّة، ولكنَّ الأهمَّ من ذلك، لإعادة بناء الرّوح الإنسانيّة. نحن بحاجةٍ إلى تمهيد طريقٍ جديد للتّركيز على القيم المسيحيّة الّتي ضاعَتْ أثناء الحرب. إذا لم نتمكّن من التّركيز على التّسامح، والتّعايش، والمحبّة، والسّلام، والصّبر، واللّطف، والتّواضع، والرّحمة، والأمانة، وغيرها من القيم، فإنَّ الطّريق إلى الأمام سيكون طويلًا وصعبًا. وهذا لا يُقلِّلُ من أهمّيّة الصّلاة في قيادتنا نحو مُستقبلٍ أفضل.
المجيء هو بالتّأكيد وقتٌ للانتظار والاستعداد للاحتفال بميلاد يسوع. الاحتفال بالمجيء هو زمنٌ للصّلاة والصّوم والتّوبة، يليه الفرح والأمل. كيف يمكننا أنْ نحافظ على الأمل وسط كلّ هذا الدّمار والقتل والكراهية؟ بالتّأكيد، يعود الأمر لكلّ واحدٍ مِنّا، مُستنيراً بروح الزّمن، للمضي قُدُمًا والتّركيز على المستقبل. مستقبلٌ نَدِين به للأجيال القادمة. لن يكون الأمر سهلًا، ولكنَّه مُمكِنٌ. لا ننسى أنَّ هذه ليسَتِ الحرب الأولى في منطقتنا، ويجب أنْ يُقال إنَّ الكنيسة دائمًا حاضرة في الأوقات الصّعبة لتقديم الدّعم والصّلاة، والأهمّ من ذلك، الأمل.
على مدار الأسابيع القليلة الماضية، وبناءً على طلب غبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، عمل العديد في البطريركيّة اللّاتينية بجديّةٍ على إعداد تقرير بعنوان “تقرير النّداء العامّ” لتسليط الضّوء على عمل الكنيسة خلال العام الماضي كونها مصدر دعم ٍوأملٍ للعديد من المتألِّمين. تُشير التّقديرات إلى أنَّ أكثر من 140,000 من إخوتنا وأخواتنا قد تمَّ مُساعدتهم بطرقٍ مُختلفةٍ منذ بداية الحرب، بما في ذلك 100% من المسيحيّين في غزّة، وحوالي 30% من الضّفّة الغربيّة. لا تقتصر مساعدتنا على المسيحيّين فقط بل لكلّ محتاج. كما نلتزم بمواصلة دعمنا لجميع الفئات المذكورة في التّقرير طالما كان ذلك ضروريًّا.
أحثُّكم على قراءة التّقرير من خلال الرابط أدناه:
كما وأطلب منكم الاستمرار في الصّلاة أثناء قراءتكم للتّقرير.
بصفتنا أشخاصًا ذوي إيمانٍ وأملٍ عميقين، نودُّ أنْ نُقدِّم أطيب التّمنّيات بمناسبة الأعياد الميلاديّة، ونُصلّي أنْ يحمل عام 2025 أوقاتًا أفضل لأرضنا المُقدَّسة الجريحة والنّازفة. شُكرًا لكم على دعمِكم، ونرجو أنْ تستمرّوا بالصّلاة من أجل إخوتكم وأخواتكم المتألِّمين في الأرض المُقدَّسة. عيد ميلاد مجيد لكم ولزملائكم وأحبّائكم من الجميع هنا في الأرض المُقدَّسة!.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.