
السابق دائرة اللّاجئين في مجلس كنائس الشّرق الأوسط تُقدِّمُ الخدمات الطّبيّة في غزّة
بقلم جوناثان كُتّاب
يُسعِدُني أن أبلِّغكم أنَّه تمَّ إطلاقُ سراحِ محمَّد حلبي يوم السّبت من الاعتقال الإسرائيليّ والتقى بعائلته في غزّة!
شغل حلبي منصب مدير وكالة الإغاثة والتّنمية المسيحيّة ”وورلد فيجن إنترناشونال“ في غزّة. في عام 2016، اتُّهم زورًا وسُجن لمدّة 6 سنوات قبل صدور الحُكم عليه. وحُكِمَ على حلبي أخيرًا في عام 2022 بالسّجن 11 عامًا، وهو الحُكم الّذي يخضع الآن للاستئناف.
رفض حلبي جميع العروض الّتي قُدِّمَتْ لَهُ للتوصُّل إلى صفقةٍ لتخفيف الحُكم، والّتي كانَتْ ستسمح بالإفراج عنه، لأنَّ ذلك كان سيتطلَّبُ منه الاعتراف بأنَّهُ ومنظّمة وورلد فيجن كانا في الواقع يحوِّلان أموال التّنمية إلى حماس. ومع ذلك، أظهرَتْ عمليّتا تدقيق دوليّتان أنَّه لم تكُنْ هناك أي أموال مفقودة على الإطلاق من ميزانيّة منظّمة الرّؤية العالميّة لغزّة، وأنّ الإجراءات الدّاخليّة لمنظّمة الرّؤية العالميّة لا تسمح بمثل هذا التّحويل. وقد تمَّ احتجازِهِ كرهينةٍ للضغط عليه وعلى المنظّمة بالنّيابة عن إسرائيل.
كما اتُّهم الحلبي بتصوير معبر إيرتز في سنةٍ مُعيّنةٍ في حين أنَّه في الواقع لم يكُنْ في أي مكانٍ بالقُرب من إيرتز لسنواتٍ قبل وبعد هذا التّاريخ. كما اتُّهم الحلبي في إدخال مواد ”مزدوجة الوظيفة“ من الحديد الصّلب أو أيّ مواد أُخرى.
إنَّ ملحمته القانونيّة، الّتي تتألَّف من 163 جلسة استماع في المحكمة، مليئة بالمُخالفات الإجرائيّة والمُغالطات الصّارِخة، والافتقار التّام لأيّ دليلٍ ماديّ. ومع ذلك، لا يُسمح لمحامييه حتّى وصف أسوأ هذه الأحكام، حيث تمَّ تهديدهم من قِبَلِ المحكمة بإبقاء هذه الأمور سرّيّة ”لأسباب أمنيّة“. وقد صرَّحَ محاميه ماهر حنّا علنًا أنَّ السّبب الوحيد لهذه السرّيّة هو حماية إسرائيل من الحرج والسُّخرية من عدم كفاية القضيّة وعدم معقوليّة أحكام القاضي.
إنَّ فرحتنا بإطلاق سراحه حيثُ عانى كثيرًا في السّجن،ومن الواضح في الصّورة ما قبل وما بعد أنَّه فقدَ الكثير من وزنه لدرجة أنَّه كما ترون من الصّور أعلاه لا يُمكن التعرُّف عليه تقريبًا. حتّى الصّليب الأحمر نفسه أشار، في تصريحٍ علنيٍّ نادرٍ، إلى أنَّه غاضبٌ من الظّروف الّتي كان الأسرى الفلسطينيّون المُفرج عنهم يعيشون فيها، بما في ذلك الضّرب والتّجويع والإذلال المُستمرّ وانتشار الأمراض مثل الجرب. وهناك تقارير أُخرى عن ظروف فظيعة أُخرى لم يُسمحْ للصّليب الأحمر بالاطّلاع عليها من قبل، لكن وزير الشُّرطة والأمن الدّاخليّ الإسرائيليّ، إيتمار بن غفير، تفاخر بذلك علنًا.
ونُشير أيضًا إلى أنَّ عائلة الحلبي أُجبِرَتْ على الانتقال عدّة مرّات، كما أن َّمنزلها في غزّة أصبح رُكامًا. وكانَتْ مُنظّمة الرؤية العالميّة قد أوقفَتْ جميع نشاطاتها بعد اعتقال محمَّد الحلبي. وعلى غرار الأونروا، الّتي اتُّهمَتْ زُوراً بدعم حماس، تعرَّضَتْ أنشطةُ منظّمةِ الرّؤية العالميّة في غزّة لعرقلةٍ شديدة. لذلك اختارَتْ تعليق عملها تمامًا. ونأمَلُ أنْ تتمكَّن المنظّمة العالميّة الآن من استئناف أنشطتها الاعتياديّة وإعادة السّيّد الحلبي إلى منصبه. فهذه الخدمات مطلوبة بشدّة في إعادة إعمار غزّة.
لقد قُمنا في وقت سابق بحملة من أجل إطلاق سراحه (انظر هنا وهنا وهنا) وشارك العديد منكم في الدُّعاء لَهُ أو كتابة رسائل نيابةً عنه أو إرسال بطاقاتٍ لَهُ. نحنُ سعداءٌ للغاية بإطلاق سراح محمَّد، ونتطلَّع إلى إطلاق سراح بقيّة المُعتقلين الفلسطينيّين المُحتجزين في السّجون الإسرائيليّة.
د. جوناثان كُتَّاب محامي وحقوقي والمدير التنفيذيّ لمؤسّسة أصدقاء في شمال أمريكا لجمعيّة السّبيل للّاهوت التّحرُّريّ
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!