Skip to content

بيت لحم: متى سيعود السلام في عيد الميلاد؟

رابط المقال: https://milhilard.org/jh2q
تاريخ النشر: ديسمبر 25, 2022 10:06 ص
كنيسة المهد

كنيسة المهد

رابط المقال: https://milhilard.org/jh2q

بقلم: حنا حنانيا- رئيس بلدية بيت لحم

بيت لحم. كرئيس بلدية بيت لحم الفلسطينية يتوفر لي الامتياز ان أضيء شجرة الميلاد في ساحة المهد وحضور قداس منتصف الليل في أحد أقدم الكنائس التي بنتها الامبراطورة هيلانه في القرن الرابع. ولكن أهم مسؤوليه لدي هو توفير الامل والتشجيع لشعبنا. عندما قمت بإضاءة شجرة الميلاد في الثالث من كانون اول عبرت عن أملى ان يشع الضوء للعالم رغبتنا في السلام وصلاتنا ان يتم في العيد امل جمع شملنا.

جمع الشمل له عدة معاني للشعب الفلسطيني القاطنين تحت الاحتلال. تعني ان نقضي وقت مع العائلة والأصدقاء. ولكن كرئيس بلدية البلد التي بداءة فيها المسيحية قبل الفي عام على ان أفكر في لم شمل العائلة الفلسطينية الكبرى،

الواقع اننا نعيش منذ عقود تحت احتلال يحرمنا من الاستمتاع بان نكون معًا كما يستمتع كل الشعوب في الأعياد العامة وخاصة الأعياد الدينية. شعبنا في غزة لا يستطيع الحضور بحرية لبيت لحم. اخوتنا واخواتنا في الأردن ودول أخرى لا يستطيعوا الحصول بسهولة على تأشيرات من الاحتلال الذي يضع شروط مبالغ فيها. فلو كنت شاب او شابه اقل من 45 عام فشبه المستحيل ان تتجاوز شروط الأمنية والتي ستسمح لك بالوصول لبيت لحم. مواطنين دول عربية أخرى مثل لبنان وسوريا والتي لا يوجد لها اتفاق سلام مع إسرائيل لا يستطيع أحد منهم الوصول.

حقيقة منع مسيحيون فلسطينية او مسيحيون من دول عربية مجاورة الوصول بسهولة لبيت لحم غير مبقول كما الحائط ذات ارتفاع ثماني أمتار والذي يحيط ببيت لحم أيضا غير مقبول. هذا الحائط الذي اعتبرته محكمة العدل الدولية عام 2004 غير قانونيي يذكرنا دوما بمبدأ الفصل بدل من لم الشمل ان نكون معا.

يصادف هذا العام الذكرى 150 منذ تأسيس بلدية بيت لحم. وتحت قانون السلطة الوطنية الفلسطينية فيتم تخصيص موقع رئيس البلدية هنا وفي مدن مماثلة لمواطن عربي مسيحي. ولكن التحدي في بقاء المسيحيون ي فلسطين يزداد صعوبة بسبب الاحتلال. فرغم ان الاحتلال يسس مضايقة لكافة أبناء شعبنا الفلسطيني، ولكن الفلسطينيون المسيحيون يهاجروا بنسب أكبر بسبب علاقاتهم مع الكنائس وبسبب عملهم في المجال الحج المسيحي والسياحة بشكل عام.

رغم ذلك فقد زاد عدد سكان بيت لحم مع السنوات كما زادت الغرف الفندقية وهو امر لم يكن متوقر للبتول مريم ويوسف قبل الفي عام. ولكن التطور السكاني والفندقي يواجه تحديات ومضايقات بسبب الحائط التي بنته إسرائيل داخل أراضينا والذي يمنع من توسعنا الطبيعي والتخطيط الاستراتيجي بسبب النشاط الاستيطاني. هذه المستوطنات أيضا مخافة لقرارات مجلس الامن الدولي، ولكن إسرائيل مستمرة في مصادرة أراضينا وبناء المستوطنات الإسرائيلية في مخالفة للقانون الدولي الذي يمنع المحتل من الاستفادة من غزوه العسكري.

منذ قرون نحتفل بعيد الميلاد ثلاث مرات كل موسم بصورة تعكس طقوس ثلاث كنائس رئيسية. فالكاثوليك والبروتستانت ومن يتبع التقويم الغربي يحتفل بصلاة منتصف الليل في 24 كانون اول في حين تبدأ مراسيم العيد للأرثوذكس ومن يتبع التقويم الشرقي في 6 كانون ثاني ام الأرمن يحتفلون بصلاة منتصف الليل في 18 كانون ثاني. ومن ناحيتنا نقوم كل موسم أعياد ميلادية بتطبيق الطقوس والأمور الرسمية حسب اتفاقية الستاتس كو status quo. هذا التفاهم الذي مر عليه قرون يشمل تفاصيل دقيقة حول من يُسمح له مرافقة البطاركة والمطارنة في المواقع المختلفة لغاية الوصول لكنيسة المهد.

قبل عشر سنوات أعلنت منظمة اليونيسكو ان وضع مبنى كنيسة المهد في بيت لحم في خطر. ولكن بعد تصليحات معمقة من قبل الحكومة الفلسطينية وبدعم من جهات خاصة وعامة تم إعادة وتصليح الفسيفساء التي تضررت بسبب حريق منذ قرون. ولكننا كفلسطينيين مسيحيين القاطنين في بيت لحم بدون توقف منذ الفي عام لا نرغب ان تصبح كنائسنا متاحف. نحن نأمل ان يصل الحجاج من انحاء العالم بما فيها المسيحيون العرب لبيت لحم لكي يزوروا الحجارة الحية.

نحن مباركين هذه الأيام ان شعبنا لا يزال يصر ويطمح لمستقبل أفضل رغم غياب أي محادثات سلام جادة.

عندما نضيء شجرة الميلاد نصلي انه رغم ظلمة الاحتلال ان يشع نور بيت لحم للعالم اجمع. ايماننا غير مرتبط بتغيير راي المحتل، بل بعدالة قضيتنا. قبل الفي عام تم اضاءة سماء بيت لحم بملائكة مسبحين مولد المسيح مرنمين: “على الأرض السلام وبالناس المسرة.” وهذا العيد كلنا في مدينة ميلاد المسيح نلن استمرار تطلعنا للسلام الحقيقي.

عن موقع بروجيكت سنديكت

  • حنا حنانيا رئيس بلدية بيت لحم المنتخب

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content