
السابق الطائفة المعمدانيّة في الأردن تُحيي الذّكرى الـ1700 لمجمع نيقية بمشاركة قادة إنجيليّين من مصر والأردن ولبنان

داود كتاب- ملح الأرض
“استيقظي وأشرقي يا بيت لحم، لأن نور السلام قد أشرق من جديد”، هي دعوة للمدينة لرفع نورها إلى العالم، إلى أطفال غزة، وإلى كل الذين نزحوا وعانوا وفقدوا أمنهم، حتى يعرف الجميع أن الفلسطينيين ما زالوا يختارون الحياة ويتشبثون بالأمل”.
احتفلت بيت لحم بإضاءة شجرة عيد الميلاد في السادس من ديسمبر 2025، بعد انقطاع دام عامين، في احتفال مهيب ملأ ساحة المهد. حضر الحفل ممثل الرئيس الفلسطيني، الدكتور رمزي خوري، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس. كما حضر الحفل عدد من السفراء والقناصل، ورئيس بلدية أسيزي والوفد المرافق له، إلى جانب الشركاء والداعمين، وحشد غفير من المواطنين الذين حضروا ليشهدوا عودة هذا التقليد الوطني والروحي الفريد.

ورحّب ماهر نقولا قنواتي بالحضور الكبير، الذي يعكس المكانة الروحية والإنسانية العالمية لبيت لحم. وأكد قنواتي أن بيت لحم، مدينة المهد، لا تزال شامخة رغم المعاناة، تُجدد نورها للعالم برسالة عيد الميلاد، رسالة العدالة والحرية والكرامة الإنسانية. وأشار إلى الرسالة التي تلقاها مؤخرًا من قداسة البابا ليون الرابع عشر، والتي عبّر فيها البابا عن محبته وصلواته لأهل بيت لحم ودعمه لقضيتهم، واصفًا رسالته للشعب الفلسطيني بأنها “بارقة أمل رغم معاناتهم، وخاصة في غزة”.
قنواتي ومن خلال كلمته أكد أن إضاءة شجرة عيد الميلاد هذا العام رسالة سلام نابعة من قلب المعاناة الفلسطينية، وموجهة للعالم أجمع، مؤكدًا أن قوة بيت لحم تكمن في رسالتها وقدرتها على توحيد البشرية من خلال روح الميلاد المنبعث من مذودها. وقال: “سنواصل حمل نور الأمل… وستبقى بيت لحم دائمًا بوابة الأمل للعالم”.

شيرين عواد هلال، مديرة التوعية في كلية بيت لحم للكتاب المقدس، تحدثت لـ ملح الأرض إن فرحنا هذا العام أكثر هدوءًا ولكنه أعمق، متجذر في الوعد بأن نور المسيح يستمر في التألق في كل واد مظلم”.
استذكرت هلال “الاف الغزاويين يعيشون في ملاجئ هشة يواجه موسم الأعياد بقلقٍ أكثر من دفء. “لكن في هذه اللحظة العصيبة، نتذكر أن عيد الميلاد الأول وُلد في مكانٍ عصيبٍ أيضاً. دخل الأمل إلى العالم ليس في راحة، بل في مذودٍ متواضع، مُذكّراً إيانا بأن نور الله يشقّ طريقه حتى في أحلك الوديان.”

وأكد رمزي خوري، رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين، أن هذا العيد يحمل رسالة أمل انطلقت من مذود بسيط قبل أكثر من ألفي عام، وغيّرت وجه العالم. وفي كلمته، شدد خوري على أن ميلاد المسيح ليس مجرد حدث تاريخي، بل هو ميلاد أمل وسط الظلام، ورسالة تؤكد قدرة النور على شق طريقه مهما اشتدت المشقة. وأشار إلى أن بيت لحم صامدة، لا حصار يطفئ نورها، ولا حرب تنتقص من حقوقها، ولا احتلال يُغيّر إرادتها.
وأعرب خوري عن أمله في أن يحمل عيد الميلاد القادم سلامًا حقيقيًا يضمن لشعبنا حقوقه وكرامته ودولته المستقلة وعاصمتها القدس. ثم قُدّمت الصلوات من أجل السلام، وبارك البطاركة الأجلاء شجرة الميلاد قبل أن تتلألأ أنوارها في سماء بيت لحم، حاملةً رسالة أمل للعالم.
كمت وصرّح لـ ملح الأرض: القس جاك سارة، الأمين العام لفرع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في التحالف الإنجيلي العالمي، معجب بانضباط الفعالية رغم الإقبال الكبير. وأضاف: “كان تنظيم إضاءة شجرة عيد الميلاد ممتازًا. لقد أعجبتُ بالانضباط رغم العدد الكبير من الحضور. شعرتُ وكأن الجميع هناك يأملون ويصلون من أجل نجاح الفعالية وعودة الأمل إلى شعبنا الفلسطيني بعد العامين المظلمين”.
وتابع: من آثار الحرب على غزة توقف السياحة في الأراضي الفلسطينية، مما أثر بشدة على العائلات والشركات التي تعتمد على الزوار والحجاج في دخلها. ومع ذلك، يقول خبير السياحة توني خشرم إن المؤشرات الأولية تشير إلى أن عام 2026 قد يشهد انتعاشًا تدريجيًا.

وقال خشرم لـ ملح الأرض: “هناك حجوزات أولية لعام 2026 من ألمانيا وفرنسا وأمريكا وبريطانيا وتركيا وماليزيا وإندونيسيا، لكنها لا تزال حبرًا على ورق، في انتظار مزيد من الاستقرار للوضع”. وأضاف أن شركات الطيران بدأت بالفعل في استئناف رحلاتها عبر مطار اللد.
وأشار إلى أنه “إلى جانب الإقبال الكبير في بيت لحم، والذي عزز الفنادق والمطاعم المحلية، بدأنا نشهد حجوزات أقوى في كل من فنادق بيت لحم والقدس الشرقية”. ولذلك، لم تقدم احتفالات عيد الميلاد المتجددة تشجيعًا روحيًا فحسب، بل قدمت أيضًا قدرًا من الأمل الاقتصادي لمنطقة حريصة على إعادة بناء نفسها.

وتضمن الحفل عرضًا مرئيًا تضمن رسائل من شخصيات عالمية مختلفة. كما ظهر على الشاشة المغني العالمي أندريا بوتشيلي، بصوته الشجي، مخاطبًا أهالي بيت لحم. وشارك أيضًا رؤساء بلديات المدن التوأم لبيت لحم – أثينا، وأسيزي، وفيتشنزا، وفيرونا، وغريتشيو – معبرين عن عمق ومتانة روابطهم بالمدينة وتضامنهم مع سكانها في هذه الظروف العصيبة.
وقدمت بلدية بيت لحم عرضًا روحيًا بمناسبة عيد الميلاد بعنوان “من ظلال الحرب… يولد السلام”، من إنتاج شركة RJ للإنتاج. جاء هذا العرض ضمن احتفال إضاءة شجرة عيد الميلاد مساء السبت، 6 ديسمبر 2025، وهو الحدث الذي مثّل عودة احتفالات عيد الميلاد العامة إلى بيت لحم بعد توقف دام عامين بسبب الصراع الإقليمي.






تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!