Skip to content

بيت لحم تقرر اقتصار احتفالات الميلاد على الصلوات والشعائر الدينية تعبيرا عن رفضهم للأحداث في غزة وفلسطين

رابط المقال: https://milhilard.org/m410
تاريخ النشر: ديسمبر 21, 2024 3:01 م
WhatsApp Image 2024-12-21 at 3.46.34 PM
رابط المقال: https://milhilard.org/m410

وجه رئيس بلدية بيت لحم المحامي انطون سلمان رسالة بماسبة العيد المجيد أعلن خلالها قرار البلدية اقتصار احتفالات الميلاد المجيد لهذا العام على الصلوات والشعائر الدينية، وقال في رسالة : تأكيداً على رفضنا للظلم الواقع على شعبنا في غزة وكل فلسطين والابادة التي يتعرض لها. نعيش الألم برجاء الأمل، ونؤكد بأن جوهر الميلاد الحقيقي لا يكمن في المظاهر والمهرجانات، وانما بالتعبد والصلوات. مسؤوليتنا هي أن نُبقي نور الميلاد مشتعلاً في قلوبنا، لنحمل معاً رسالة رجاء تُنهي الألم وتُعيد الفرح إلى البشرية. ندعوكم أن تشاركونا هذه الرسالة لنكون معاً وسوياً دعاة سلام وعدل، ونعلن تضامننا مع كل من يعاني من ألم وجوع واضطهاد في هذا العالم، ويكون بذلك الميلاد مناسبة تشع فيها قلوبنا بالإيمان والمحبة”.

وفيما يلي نص الرسالة كما وصلت لـ ملح الأرض

فقالَ لَهمُ الـمَلاك “لا تَخافوا، ها إِنِّي أُبَشِّرُكُم بِفَرحٍ عَظيمٍ يَكونُ فَرحَ الشَّعبِ كُلِّه: وُلِدَ لَكُمُ اليَومَ مُخَلِّصٌ في مَدينَةِ داود، وهو الـمَسيحُ الرَّبّ”. لوقا (2: 10-11)

          بهذه العبارات المفعمة بالنوروالفرح بشر ملاك الرب الرعاة بميلاد الطفل يسوع ليكون مخلصاً وفادياً للبشرية، فبميلاد طفل المغارةٍ عَبَرت الإنسانية من عَهد الحقد والكراهية إلى عهدٍ جديدٍ سطع فيه نور الخلاص وانتقلت بذلك البشرية إلى  زمن يضيء لمستقبل مفعم بمعانٍ جديدة للحياة مبنية على المحبة والعدل والسلام.  بالميلاد تحقق وعد الله للبشرية بالخلاص وهذا ما بشر به الملائكة في سماء بيت لحم “الْمَجْدُ لِلهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ؛ وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ!” لوقا (٢ :1٤)

اقترن الميلاد بالفرح والسلام للبشرية، حيث انتقل العالم في الميلاد من عهد الظلمات إلى زمن جديد يحمل معاني العدل والسلام في ضمير الإنسانية. أصبح من واجب الإنسان التضرع والصلاة إلى الله سبحانه وتعالى وتمجيده في كل حين ليحقق في نفوسنا الأمل بالحياة والتفاؤل بالمستقبل .

          من بيت لحم عاصمة الميلاد وفي هذا الزمن الميلادي المجيد، نضيء شمعة الأمل من جديد داعين شعوب العالم الى تبني قيم الميلاد؛ السلام والعدل والمحبة. فرسالتنا واضحة جلية: رغم الألم والظلم نبقى شعباً حياً محباً للسلام ويعشق الحياة ويتمسك بجذوره في هذه الارض المقدسة، لنبقى شهوداً على الميلاد والخلاص وحاملين رسالة رجاء وسلام، ايماناً بعدالة السماء الآتية لا محال بالرغم مما يعتري زمننا من حقد وظلم واضطهاد.

مدينة بيت لحم ليست بعيدة عما يدور حولها في المدن الفلسطينية. فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، عانت المدينة من العزلة نتيجة القيود المفروضة عليها من قبل الإحتلال الإسرائيلي، فتوقفت السياحة وأُغلقت الأبواب أمام حًجاجها، وجفت الموارد وانتشرت الحواجز على مداخلها وشدد الإحتلال القيود على التنقل منها وإليها وعمّ الركود أسواقها. أثر ذلك بشكل حاد على حياة مواطنيها، وتفاقمت الأزمة الإقتصادية وزادت المعاناة على مواطنيها، وتعمق الإحساس بالعزلة.

إننا ندين وبشدة اسستمرار العدوان الاسرائيلي الغاشم على شعبنا في قطاع غزة، ونعبر عن استيائنا من صمت المجتمع الدولي أمام المجازر التي ترتكب بحق شعبنا في غزة وباقي الاراضي الفلسطينية، ونطالبهم بالتدخل الجاد والفوري لوضع حد للانتهاكات الاسرائيلية لحقوق شعبنا وحقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية.

لذلك قررت بلدية بيت لحم اقتصار احتفالات الميلاد المجيد لهذا العام على الصلوات والشعائر الدينية، تأكيداً على رفضنا للظلم الواقع على شعبنا في غزة وكل فلسطين والابادة التي يتعرض لها. نعيش الألم برجاء الأمل، ونؤكد بأن جوهر الميلاد الحقيقي لا يكمن في المظاهر والمهرجانات، وانما بالتعبد والصلوات. مسؤوليتنا هي أن نُبقي نور الميلاد مشتعلاً في قلوبنا، لنحمل معاً رسالة رجاء تُنهي الألم وتُعيد الفرح إلى البشرية. ندعوكم أن تشاركونا هذه الرسالة لنكون معاً وسوياً دعاة سلام وعدل، ونعلن تضامننا مع كل من يعاني من ألم وجوع واضطهاد في هذا العالم، ويكون بذلك الميلاد مناسبة تشع فيها قلوبنا بالإيمان والمحبة.

ندعو شعوب العالم المحبة للسلام إلى الاستلهام من قيم الميلاد، وغرسها في ضمائر الإنسانية واصحاب القرار في هذا العالم. آملين بأن تصل رسالتنا إلى قلوبهم وأن يكونوا صوتًا لوقف الفظائع التي تُرتكب بحق شعبنا الفلسطيني منذ سنوات طويلة، والتي بلغت ذروتها في هذه الأيام.

من قلب بيت لحم، حيث انطلق نور الميلاد ليضيء العالم، ندعوكم للصلاة مجددين التزامنا بنشر رسالة الأمل والإيمان بغدٍ أفضل. ندعوكم أن تكونوا صوت الحق والإنسانية، وأن تشاركونا في صنع مستقبلٍ تُزهر فيه القيم النبيلة التي جاء بها الميلاد؛ قيم الكرامة، والحرية.

لنكن جميعًا شموعًا تضيء الظلام، ورسلاً للسلام في عالم يحتاج إلى قلوب متحدة وإرادة صادقة لتحقيق العدالة والرحمة.

عيد ميلاد مجيد، وسنة جديدة ملوؤها الخير والبركات.

وكل عام وانتم بخير

بيت لحم في 21/12/2024

                                                                                              المحامي أنطون سلمان
رئيس بلدية بيت لحم

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content