Skip to content
Skip to content

بيانٌ مشتركٌ صادرٌ عن بطريركيّة الرُّوم الأرثوذكس وبطريركيّة اللّاتين في القدس: حان الوقت لإنهاء دوامة العنف هذه، وإنهاء الحرب، وإعطاء الأولويّة للصّالح العامّ للشَّعب

تاريخ النشر: أغسطس 26, 2025 12:08 م
press-realease-final_750xauto

القدس، 26 أغسطس 2025 – أصدرت بطريركيّة الرّوم الأرثوذكس وبطريركيّة اللّاتين في القدس بيانًا مُشتركًا، أعربتا فيه عن قلقهما البالغ إزاء الأوضاع الإنسانيّة المُتدهورة في غزّة، بعد إعلان الحكومة الإسرائيليّة قرارها السّيطرة على المدينة، وما تلا ذلك من تقارير عن تحرُّكاتٍ عسكريّةٍ واسعةٍ وأوامر إخلاء لسكّانها المدنيّين، بمن فيهم الجاليات المسيحيّة.

وأكّد البيان أنَّ المُجمَّعات الدّينيّة، بما في ذلك مجمع القدّيس برفيريوس للرُّوم الأرثوذكس ومجمع العائلة المُقدّسة والمجمع اللّاتينيّ، استضافَتْ مئات المدنيّين، بمن فيهم كبار السنّ والأطفال وذوي الإعاقة، وأنَّ رجال الدّين والرَّاهبات قرَّروا البقاء ومواصلة رعاية جميع المُقيمين فيها، نظرًا لما يُمثِّله مُغادرة المدينة من خطرٍ داهمٍ على حياتهم.

ودعا البيان إلى وضع حدٍّ لدوّامة العنف الحاليّة، ووقف الحرب، وإعطاء الأولويّة للصّالح العامّ للشَّعب الفلسطينيّ، مؤكِّدًا على ضرورة احترام حقوق السُّكّان المدنيّين وحقَّهم في العيش على أرضهم. كما ناشد المُجتمع الدُّوليُّ التحرُّكَ فورًا لإنهاء الحرب وضمان حماية المدنيين وإعادة المفقودين والرّهائن. واختتم البيان بالدّعوة للصّلاة والعمل من أجل السّلام والعدالة في غزّة والأرض المُقدّسة بأكملها.

فيما يلي النصّ الكامل للبيان المُشترك

“في طريق البر حياة، وفي سلوك سبيله لا موت” (أمثال ١٢، ٢٨).

قبل بضعة أسابيع، أعلنت الحكومة الإسرائيلية قرارها السيطرة على مدينة غزة. وفي الأيام الأخيرة، تناقلت وسائل الإعلام مرارًا وتكرارًا أنباءً عن تعبئة عسكرية ضخمة واستعدادات لهجوم وشيك. وتشير التقارير نفسها إلى أنه سيتم إجلاء سكان مدينة غزة، حيث يعيش مئات الآلاف من المدنيين – وحيث تتواجد جاليتنا المسيحية – ونقلهم إلى جنوب القطاع. وقت صدور هذا البيان، كانت أوامر الإخلاء سارية بالفعل في عدة أحياء في مدينة غزة. ولا تزال ترد تقارير عن قصف عنيف. وهناك المزيد من الدمار والموت في وضع كان مأساويًا بالفعل قبل هذه العملية. ويبدو أن إعلان الحكومة الإسرائيلية بأن “أبواب الجحيم ستُفتح” يتخذ بالفعل أشكالًا مأساوية. تُظهر تجارب الحملات السابقة في غزة، والنوايا المُعلنة للحكومة الإسرائيلية تجاه العملية الحالية، والتقارير الواردة إلينا من الميدان، أن العملية ليست مجرد تهديد، بل واقعٌ قيد التنفيذ.

منذ اندلاع الحرب، كان مجمع القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس ومجمع العائلة المقدسة ملاذًا لمئات المدنيين، من بينهم كبار السن والنساء والأطفال. في المجمع اللاتيني، نستضيف منذ سنوات طويلة أشخاصًا من ذوي الإعاقة، تحت رعاية راهبات الإرساليات الخيرية. ومثل غيرهم من سكان مدينة غزة، سيُضطر اللاجئون المقيمون في هذه المرافق إلى اتخاذ قرارٍ بناءً على ما تُمليه عليهم ضمائرهم. من بين من التمسوا المأوى داخل أسوار المجمعات، يعاني الكثيرون من الضعف وسوء التغذية بسبب مصاعب الأشهر الأخيرة. إن مغادرة مدينة غزة ومحاولة الفرار جنوبًا ستكون بمثابة حكمٍ بالإعدام. لهذا السبب، قرر رجال الدين والراهبات البقاء ومواصلة رعاية جميع من سيتواجدون في المجمعات.

لا نعلم تحديدًا ما سيحدث على أرض الواقع، ليس فقط لمجتمعنا، بل لجميع السكان. لا يسعنا إلا أن نكرر ما قلناه سابقًا: لا مستقبل قائم على أسر الفلسطينيين أو تهجيرهم أو الانتقام. نردد ما قاله البابا ليون الرابع عشر قبل أيام قليلة: “يجب على الأقوياء احترام هوية جميع الشعوب، حتى أصغرها وأضعفها، وحقوقها، وخاصة حقها في العيش على أرضها؛ ولا يمكن لأحد أن يُجبرها على المنفى”. (خطاب إلى مجموعة اللاجئين من شاغوس، ٢٣ أغسطس ٢٠٢٥).

هذا ليس الطريق الصحيح. لا يوجد سبب لتبرير التهجير الجماعي المتعمد والقسري للمدنيين.

حان الوقت لإنهاء دوامة العنف هذه، وإنهاء الحرب، وإعطاء الأولوية للصالح العام للشعب. لقد كان هناك ما يكفي من الدمار في الأراضي وفي حياة الناس. لا يوجد سبب لتبرير إبقاء المدنيين أسرى ورهائن في ظروف مأساوية. لقد حان الوقت لشفاء العائلات التي عانت طويلاً من جميع الأطراف.

وبنفس القدر من الإلحاح، نناشد المجتمع الدولي التحرك لإنهاء هذه الحرب العبثية والمدمرة، ولإعادة المفقودين والرهائن الإسرائيليين.

“في طريق البر حياة، وفي سلوك سبيله لا موت” (أمثال ١٢، ٢٨). فلنصلِّ أن تتوب قلوبنا جميعًا، لنسلك في دروب العدل والحياة، من أجل غزة والأرض المُقدّسة كلها.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment