
السابق “البوصلة: أربعون درسًا من أربعينَ عامًا” للمُهندس عماد حنّا
أصدر رجال الدّين المسيحيّون من بلدة الطيبة الفلسطينيّة التاريخيّة إدانةً شديدةً لما وصفوه بـ”الاعتداءات المُستمرّة والخطيرة” الّتي يشنُّها المستوطنون الإسرائيليّون على الأراضي والأماكن المُقدّسة والمُمتلكات الخاصّة في البلد.
في بيانٍ مشتركٍ بتاريخ 8 يوليو/تمّوز 2025، أشار كهنة رعيّة البلدة الثلاثة – الأبّ داود خوري (كنيسة الرّوم الأرثوذكس)، والأبّ جاك نوبير الهد (كنيسة الرّوم الملكيّين الكاثوليك)، والأبّ بشار فواضلة (كنيسة اللّاتين) – إلى نمطٍ مُقلقٍ من عُنف المُستوطنين، قائلين إنَّه يُهدِّدُ أمن واستقرار وهويّة الطيبة المُقدّسة.
يأتي هذا البيان في أعقاب حادثةٍ وقعت في 7 يوليو/تموز، عندما أشعل مُستوطنون النّار في أرضٍ بالقرب من المقبرة وكنيسة القديس جاورجيوس (الخضر) التاريخيّة، وهي موقعٌ مسيحيٌّ يعود تاريخه إلى القرن الخامس. بفضل الاستجابة السّريعة من السكّان المحلّيين ورجال الإطفاء، تمَّ احتواء النيران قبل أنْ تُسبِّبَ أضرارًا أكبر.
وأشار الكهنة إلى أنَّ حريق 7 يوليو/تمّوز المُتعمّد جزء من حملةٍ أوسع نطاقًا ومنهجيّة لمضايقات المُستوطنين. ووفقًا للبيان، كان المُستوطنون يرعون الماشية في أراضٍ مملوكة ملكيّة خاصّة بالقرب من منازل العائلات ومزارعهم، ممّا تسبَّبَ في إتلاف أشجار الزيتون وعرقلة الوصول إلى المناطق الزراعيّة. وكتب الكهنة: “تُنفّذ هذه الأعمال دون عقاب”، مُتهمين السُّلطات الإسرائيليّة بالتّقاعس عن التدخُّل.
وأشار البيان أيضًا إلى أنَّ أكثر من نصف أراضي الطيبة قد استولَتْ عليها بؤرٌ استيطانيّةٌ غير قانونيّة. وحذّر رجال الدّين من أنَّ الهجمات تهدف إلى تهجير السكّان المسيحيّين تدريجيًا ومحو هويّة آخر بلدة مسيحيّة بالكامل في الضفّة الغربيّة.
تُعرف الطيبة في الكتاب المُقدّس باسم “إفرايم” (يوحنا 11: 54)، وهي ذات أهمّيّة دينيّة وثقافيّة عميقة، بجذور تعود إلى عهد المسيح. فهي موطن لكنائس عريقة وعائلات مسيحيّة تقليديّة وتُراث روحيّ عميق. في بيانهم، دعا الكهنة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، تشمل:
وخلص البيان إلى أنَّ “الأرض المُقدّسة لا يمكن أنْ تبقى على قيد الحياة بدون سكّانها الأصليين”. “نحن ثابتون على إيماننا، ونأمل أن ينتصر الحق والعدل في النهاية”.
يأتي نداء رجال الدّين في ظلِّ تصاعدٍ حادٍّ في عنف المستوطنين في جميع أنحاء الضفّة الغربيّة المُحتلّة، الأمر الّذي أثار قلقًا مُتزايدًا لدى مُنظّمات حقوق الإنسان والزعماء الدّينيين حول العالم.
وقَّع البيان رؤساء الكنائس في قرية الطيبة.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!