السابق نشرة المغطس رقم”14″ ليوم الجمعة 4 آذار 2022
رابط المقال: https://milhilard.org/esgb
تاريخ النشر: مارس 4, 2022 9:58 ص
رابط المقال: https://milhilard.org/esgb
رنا أبو فرحه- المغطس
صَدَرَ مؤخراً عن المركزِ العربيّ للأبحاثِ ودراسة السياسات كتابٌ للباحثِ الفلسطيني أحمد عز الدين أسعد بعنوان “بِلادٌ على أهبة الفجر: العِصيان المَدَني والحياة اليوميِّة في بيت ساحور.
ويَقَع الكتاب في 528 صفحة تتناول تفاصيل حالة بيت ساحور وحياة أهاليها خلال سنوات الانتفاضة الأولى التي انطلقت عام 1987 بما في ذلك فترة العصيان المدني والأدوات والطُرق التي نَفَذها أهالي البلدة في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي وأبرزها صَدْ الهجمات الضَريبيِّة عليها ومصادرة ممتلكات أهاليها وفرض حصار ومحاولة تجويع سكانها.
ويُقدِّم الكِتاب نظرة تَحليليِّة عن السياق الفِكري والسيكولوجي الذي بُنيَت عليه فكرة العصيان المدني التي نَفَذَها أهالي بيت ساحور وانعكاس القرارات التي اتُخِذَتْ آنذاك على حياة المواطنين الأمر الذي انعكس على مفهوم الهوية الوطنية الجَمعيِّة وأبَرَزَ دور الوِحدة ونتائجها في حالات التجارب المشتركة.
التقت المغطس الباحث أحمد عز والذي أعرب عن سعادته بوصول الكتاب الى فلسطين وبدء توزيعه.
يقول الباحث للمغطس إن كتابه استغرق حوالي ٣ سنوات لينضج، توزعت ما بين أبحاث ومطالعات لأوراق وأرشيف وتسجيلات وصحف محلية وعالمية وزيارات متكررة، بالإضافة إلى مقابلات شفوية معظمها جرت مع شخصيات من بيت ساحور عاشت وعايشت فترة الانتفاضة الأولى، تجاوز عددها ٣٣ مقابلة.
يضيف الباحث للمغطس : اخترت بيت ساحور لأنها مرت بتجربة عميقة ومن خلال مطالعتي لكتب ودراسات منها للكاتب جبرا الشوملي ومشاهدة فيلم المطلوبين ال ١٨ ومطالعتي لمنشورات ودراسات كثيرة ومتعددة والتي تتناول جوانب من العصيان المدني، بالتالي شعرت أن التجربة الساحورية لم يتم بحثها معمقا بعد.
وأضاف للمغطس أنه خلال دراساته العليا واصل بحثه في قضية العصيان المدني ببيت ساحور حتى اتخذ القرار لكتابة كتابه.
يؤكد الباحث في حديثه للمغطس أيضا أن كتابه يحاول الخروج من المقارنات وحالة الانقسام التي نلمسها حاليا في الشارع الفلسطيني، حيث يمكنك أن تسمع بوضوح أصواتا تطالب بالمقاومة السلمية وأخرى بالعسكرية، وكتابي جاء في هذا الوقت للفت النظر مجددا الى تجربة العصيان المدني الذي وحد وشهد حالة إجماع تستحق الوقوف عندها ودراسة سياقها التاريخي والاجتماعي ومراحل نضوجها في بيت ساحور.
يحاجج الباحث بأن هناك سرا في بيت ساحور يجعل أهلها متمردون، ويؤكد الكاتب على ذلك من خلال عودته للعام ١٩٤٦ حيث وجد أن أهل بيت ساحور رفضوا وقتها دفع الضرائب للمجلس البلدي آنذاك (فترة الانتداب البريطاني) في حالة من العصيان المدني التي جرت حتى قبل الاحتلال الاسرائيلي، وبالتالي تجربة بيت ساحور في العصيان المدني خلال الانتفاضة الأولى لم تكن الأولى
ويقول الكاتب للمغطس إنهُ تَم توظيف نظريّات عِلم الاجتماع والفكر والفلسفة وعلم الانسان في قراءةِ يوميات العصيان المدني الساحوري خلال تلك الفترة التي يتناولها الكِتاب. ويوضح الباحث أن العصيان المدني في هذه الحالةِ ذو بُعدٍ انتفاضيّ ثَوريّ مُرتَبِط بالتَحَرُرّ وحق تقرير المصير ودحر الاحتلال وبالتالي الحُريِّة.
يُورِدُ الكاتب في كتابه مصطلحات ومفاهيم تُرَسِخ تَمَيُّز الحالة الساحورية في النضال الوطني، مثل: جماهيريِّة الانتفاضة، شعبيّتها، شموليتها، وغيرها من المصطلحات التي أكدت على وحدة الحال والقرار ضمن سياق المصلحة الواحدة دونَ تَقسيم ولا انقِسام.
يتناولُ الكِتابُ أيضاً جوانب اجتماعيِّة في بلدةِ بيت ساحور التي وَصَفها الكاتب بالقويِّة المُترابِطة والمُرتَبِطة بِقيَّم البلدة التعاضُديِّة وبالمتمردة المتكاتِفة ذات المزاج الخاص، واصفاً اياها بالروحِ الساحورية والتي يعُزي أحد أسبابها الى صغرِ مساحةِ البلدة وعدد سكانها القليل.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.