Skip to content

بكركي وبغداد والقدس وبيت ساحور في مجلس الكرادلة الكاثوليكي

رابط المقال: https://milhilard.org/fixq
تاريخ النشر: أكتوبر 10, 2024 3:25 م
كرادلة
رابط المقال: https://milhilard.org/fixq

داود كُتّاب- ناشر موقع ملح الأرض

أعلن البابا فرنسيس يوم الأحد الموافق 6 تشرين الأوّل، وعقب تلاوة صلاة التبشير الملائكي، عن عقد كونسستوار في ٨ كانون الأوّل ديسمبر القادم. والكونسستوار هو خدمة رسميّة لتنصيب الكرادلة. ومن المتوقّع رسامة 21 من الكرادلة الجدد منهم أوّل كاردينال من أصول فلسطينيّة، هو رئيس أساقفة سانتياغو تشيلي المطران فرناندو ناتاليو شوملي غريب، مواليد مدينة سانتياغو في تشيلي وهو الابن الثّالث لطبيب الأسنان خوان شوملي وفيتاليا غريب، المهاجرين الفلسطينيين من بلدة بيت ساحور الفلسطينيّة. (اقرأ السيرة الذاتيّة للمطران هنا)

وينضم فرناندو شوملي وعمره 67 إلى الكاردينال العربيّ الوحيد بطريرك الموارنة بشارة بطرس الرّاعي (وعمره 84)، والكاردينال لويس روفائيل ساكو (وعمره 76) بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق، وبطريرك القدس للّاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالّا (وعمره 59) والّذي تمَّتْ رسامته العام الماضي.

وكان البابا بندكت السادس عشر قد منح البطريرك الرّاعي لقب كاردينال وهو رابع بطريرك ماروني يتمّ منحه اللّقب التالي لقب بابا، في الكنيسة الكاثوليكيّة. يعتبر البطريرك الرّاعي أوّل عربيّ ومارونيّ في العصور الحديثة يشارك في الانتخابات البابويّة، بعد أن شارك في المجمع المغلق لعام 2013. إلّا أنَّ الرّاعي الّذي تجاوز عمر ال 80 لن يتم السماح له ولغيره من الكرادلة المشاركة في اختيار البابا القادم بسبب قرار الفاتيكان حصر المجلس ذو العلاقة باختيار البابا لمن لم يتجاوزوا عمر ثمانين.

قد يكون عنوان مقالنا الافتتاحيّ مضلّلاً قليلًا فالمطران الشوملي وهو ابن الطبيب المهاجر الفلسطينيّ يمثّل بلده تشيلي رغم أنّه من أصول فلسطينيّة وقد زار مسقط رأس أجداده مرتين حسب أقوال ابن عمّه المطران وليم شوملي ل ملح الأرض. كما والقول أنَّ الكاردينال ساكو يمثّل بغداد أيضاً غير دقيق حيث انتقل الكاردينال إلى دير في كردستان أثر خلاف مع الحكومة العرقيّة ولكنّه عاد للعاصمة العراقيّة بعد حلّ الخلاف مع الدولة العراقيّة.

مع إضافة الكرادلة الجدد سيصبح عدد الكرادلة الكاثوليك 256، ولكن يحقّ ل 142 فقط منهم للتصويت في المجمع البابويّ. ومن بين الأربع كرادلة المذكورين في هذا المقال سيكون ثلاثة منهم أعضاء في هذا المجمع الهامّ بسبب عمرهم الّذي يقلّ عن 80 عام.

في عام 2015 تم تقديس امرأتين فلسطينيّتين هما الرّاهبة “مريم ليسوع المصلوب من رهبنة الكرمل المولودة في عبلين في فلسطين عام 1846 والمتوفّاة في بيت لحم عام 1878، والرّاهبة “​ماري ألفونسين​ دانيال غطّاس من مؤسسة رهبنة الورديّة المقدّسة في القدس المولودة في القدس عام 1843 والمتوفّاة فيها عام 1927. وفي إطار “قداسة” بعض المؤمنات اللّواتي عشن حياة إنسانيّة ومسيحيّة مثاليّة، وكُنّ مثالاً في التعبّد لله وفي محبتهنّ لجميع خلائقه.

فبعد تعيّين راهبتين من فلسطين برتبة القداسة في الفاتيكان، يتم اختيار كاردينال من أصول فلسطينيّة. كلّنا أمل أن يتمَّ في المستقبل اختيار كرادلة آخرين ومنهم عرب ليكون لهم التّأثير والموقع الهامّ في رسم سياسة العائلة الكاثوليكيّة الّتي يزيد عدد المنتسبين لها عن مليار وأربعمئة مليون، موزّعين في أنحاء المعمورة و الّتي سيكون لها التّأثير الإيجابي لقضايانا وشعوبنا.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content