
السابق Rising Lion? The Misuse of Scripture in the Israel-Iran War
ملح الأرض – داود كتاب، ليث حبش
في ظلّ التصعيد غير المسبوق بين إيران وإسرائيل، وما رافقه من تبادلٍ صاروخيّ وتهديداتٍ بالردِّ والردّ المضاد، برز صوت البابا ليو الرابع عشر، رأس الكنيسة الكاثوليكيّة، ليُطلق نداءً عاجلًا دعا فيه الطرفين إلى التحلّي بروح المسؤوليّة والحكمة من أجل الحفاظ على الأمن العالميّ.
جاءت تصريحات البابا خلال خلوة دينيّة أقيمت في إطار سنة اليوبيل المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة الرومانيّة، حيث قال: “في هذه الأيام، ترد أخبارٌ مزعجةٌ للغاية. لقد أصبح الوضع بين إسرائيل وإيران أكثر توتُّرًا وفي هذه اللّحظة الدّقيقة للغاية، أناشد للتحلّي بروح المسؤوليّة والحكمة”.
هذا التّصريح جاء بعد هجومٍ عسكريّ واسعٍ نفّذه الجيش الإسرائيليّ فجر الجمعة الماضي، وأطلق عليه اسم “الأسد الصاعد”، استهدف خلاله مواقع عسكريّة ومنشآت مرتبطة بالبرنامج النّووي الإيرانيّ، إضافةً إلى تصفية عددٍ من القيادات العسكريّة.
تصريح البابا لم يمرّ مرور الكرام، بل تباينت ردود الفعل عليه في الأوساط المسيحيّة في الأردن وفلسطين، بين مَن رأى فيه دعوة إنسانيّة متوازنة، ومن اعتبره حياديًّا ومُفتقرًا للوضوح الأخلاقيّ.
المطران عطاالله حنا: القضيّة الفلسطينيّة هي مفتاح السّلام… والحرب في غزّة مُستمرّة
أكَّد المطران عطاالله حنا، رئيس أساقفة سبسطيّة للرّوم الأرثوذكس، لـملح الأرض أنَّ العالم يُخطئ حين ينشغل بالصّراع الإيرانيّ الإسرائيليّ، ويتجاهل ما وصفه بـ”حرب الإبادة المتواصلة” في غزّة، وقال في حديثه: “ما يجري في غزّة هو تطهيرٌ جماعيٌّ مُنظَّم، والشّعب الفلسطينيّ يتعرَّض لحرب إبادةٍ مُنذ شهورٍ وسط صمتٍ دوليّ غير مُبرَّر، القضيّة الفلسطينيّة هي مفتاح السّلام، وإنْ لم تُحلّْ ستبقى المنطقة رهينةً لحروبٍ ودمارٍ مستمرٍّ”.
مُضيفًا “نحن كمسيحيّين لا نؤمن بالعنف ولا الحروب، بل بالعدالة ونصرة المظلومين، دفاعي عن شعبي الفلسطينيّ هو دفاعٌ عن نفسي، عن هويّتي وجذوري، عن تاريخي ومٌقدّساتي”. وأشار المٌطران حنّا إلى أنَّ الفلسطينيّين “لا يطلبون منّةً من أحدٍ، بل يُطالِبون فقط بالعيش بكرامةٍ وحرّيّةٍ في وطنهم”، مؤكِّدًا أنَّ “الحلّ العادل للقضيّة الفلسطينيّة هو المدخل الحقيقيّ لإنهاء الحروب، لا الوقوف عند أعراضها الظرفيّة”.
الدكتور جاك سارة: الحرب لا رابحين فيها
وأوضح الدكتور جاك سارة، رئيس كلية بيت لحم للكتاب المقدس،لـ “ملح الأرض ” من منظور مسيحي مؤمن رفضًا للحرب، أن كل الأطراف خاسرة في النزاع، لا رابحة، وأكد على خطورة الهجوم الإسرائيلي الحديث “كشخص رافض للحرب، أنظر إلى الحروب دائمًا على أن حربًا لا رابح فيها، بل كلها خسران تفكّروا في الهجوم الذي شنّته إسرائيل لقد كانت قد حضّرّت له منذ زمن الفكرة أن إسرائيل منذ سنوات طويلة تحاول أن تهاجم إيران وتسقطها، لكن للأسف”.
وأشار سارة إلى أن الصراع الجديد يترافق مع حربٍ جديدة تتزايد بعد كل حرب، خاصة في غزة، وأن العالم يميل إلى نسيان هذه المأساة هذه حرب جديدة تبدأ بعد كل الحروب، خاصة في غزة والأسوأ أن العالم سينسى الآن غزة وغربتها، ويقفز إلى ما يحدث بين إسرائيل وإيران، وسيصفّون الوضع داخل بلدنا كأنه عديم الأهمية نحن قلقون أيضًا لأن الصواريخ لا تفرّق بين بريء وعسكري، وكلها مؤذية.
وعن موقفه كمعلم مؤمن، أكّد نحن كمؤمنين وكمسيحيين، نصلي لإيقاف الحرب، نصلي حتى يحقّ العدل، ونصلي أن يتدخل العالم ليخرج سلامًا بين كل هذه الدول.
نضال قاقيش: هيئة الأمم المُتّحدة لم يعدْ وجودها يعني شيئًا
م. نضال قاقيش عضو الجمعيّة الأرثوذكسيّة قال في تصريحٍ لـ ملح الأرض: “إنَّ الموقف من التصرُّفات الهمجيّة للكيان الصهيونيّ المُصطنع واستمرار الاعتداء على الشّعب الأعزل في غزّه الصامد المرابط، والاعتداء على لبنان وسوريا والضفّة الغربيّة، وصمت العالم العربيّ والإسلاميّ والغربيّ عن تلك التصرُّفات أدّى بقيادة هذا الكيان الاعتداء على إيران بحجّةِ البرنامج النّوويّ الإيرانيّ.
وتابع حديثه: “أسقط هذا الكيان المُصطنع كلَّ المبادىء الإنسانيّة والقوانين الدّوليّة، وبرأيي أنَّ هيئة الأمم المُتّحدة لم يعدْ وجودها يعني شيئًا، المطلوب منّا جميعًا الوقوف صفًّا واحدًا لحماية أردنّنا الغالي تحت قيادتنا الهاشميّة المُلهمة وكذلك الدّفاع عن فلسطين وشعبها البطل الّذي يُعاني الصِّعاب تحتَ الاحتلال العنصريّ”.
رلى السماعين: تصريحٌ يحملُ بُعدًا سياسيًّا وأخلاقيًّا عالميًّا
رلى السماعين، صحفيّة وكاتبة مُتخصِّصة في شؤون الحوارات والسِّلم المجتمعيّ، توقَّفَتْ عند عمق التّصريح البابويّ، مُعتبرةً أنّه لا يجب أن يُقرأ فقط كموقفٍ دينيّ، بل كموقفٍ سياسيّ وأخلاقيّ بالغ الأثر.
قالت السماعين في تصريحٍ خاصٍّ لـملح الأرض: “بالتمعن في التّصريح الّذي أدلى به البابا لاون الرابع عشر، لا بدّ من التّوقف عند أهمّيّته من حيث الشّكل والمضمون فالبابا، بصفته رأس الكنيسة الكاثوليكيّة وزعيم دولة الفاتيكان، لا يُمثِّلُ فقط سلطةً دينيّةً روحيّةً ذات مكانةٍ عالميّةٍ، بل يحمل أيضًا وزنًا سياسيًّا وأخلاقيًا يُعزِّزُ من تأثير كلماته على السّاحة الدوليّة.
جاءت دعوته لإسرائيل وإيران إلى التحلّي بالمسؤوليّة والعقلانيّة، وسط التّصعيد الخطير بين الطّرفين، ولا يمكن اعتبارها مُجرَّد رأي، بل هي موقف صادر عن مرجعيّة دينيّة وسياسيّة عُليا تعبِّر عن رؤية مُتوازنة تستندُ إلى مبادئ إنسانيّة وأخلاقيّة راسخة.
وتابعَتْ سماعين “حين يُشدِّد الكرسيّ الرسوليّ على ضرورة عدم تهديد أي طرفٍ لوجود الآخر، ويطالِبُ الدّول كافّة بدعم السّلام عبر دروب المصالحة والحلول الّتي تضمن الأمن والكرامة للجميع، فإنّه يوجّه نداءً يحمل أعلى درجات الاحترام والسُّلطة، ويستوجبُ الإصغاء الجاد من جميع الأطراف المعنيّة”.
ورأت السماعين في هذا النّداء محاولة زرع بذور سلامٍ حقيقيّةٍ: “في عمق هذا الخطاب يزرع الحبر الأعظم بابا لاون بذور السّلام عبر تركيزه على وجوب النّظر إلى العالم من وجهة نظر الشّعوب، وبالذّات الضحايا منهم، والعمل على كشف الظُّلم الّذي تفرضه الأنظمة الّتي تُبنى على ثقافة الإقصاء والتّهميش. وبذلك يؤكِّدُ بأنَّ بناء السّلام لا يبدأ باتفاقيّاتٍ سياسيّةٍ فحسب، بل يتطلّب قلوبًا وعقولًا مُدرّبةً على الإصغاء للآخر، قادرة على التعرُّف إلى الخير المُشترك في ظلِّ تحدّيات العصر.
وختمت حديثها لـملح الأرض: “الرّؤية المُتكاملة الّتي طرحها البابا لاون الرابع عشر تُشكّلُ نموذجًا لبناءِ سلامٍ مُستدامٍ يبدأ من الدّاخل – من القلب والعقل – ثمَّ يمتدُّ إلى السّياسات والنُّظم، في محاولةٍ جادّةٍ لفكِّ عقد الصّراعات لا تعقيدها.
رفعت قسيس: الحياد في لحظة العدوان يُضعف الرّسالة البابويّة
ومن الأراضي المُقدّسة ذهب رفعت قسيس، المُنسِّق العام لحركة “كايروس فلسطين” وائتلافها الدوليّ، في اتجاهٍ نقديّ حادٍّ، مُعتبرًا أنَّ موقف الفاتيكان لا يكفي في ظلِّ انعدام التّوازن في الواقع السياسيّ والعسكريّ، خصوصًا عندما تكون دولة الاحتلال هي المُعتدية.
وفي تصريحٍ خاصٍّ لـملح الأرض قال قسيس: “دعوة قداسة البابا ليو الرابع عشر كُلًّا من إسرائيل وإيران إلى التحلّي بالحكمة وتجنُّب التّصعيد العسكريّ، في ظلِّ التوتُّر المُتزايد بين الطرفين، أمرٌ جيدٌ ومطلوب خاصّةً في هذا الوقت من الجيّد أنْ يُسمع صوت منبرٍ أخلاقيّ عالميّ مثل الفاتيكان يُطالب بوقف الحرب، لما قد تجرّه من اتساع رقعتها وتأثيرها المُدمِّر على الأمن والسّلم الدّوليّين.
مُضيفًا: “رغم أهمّيّة هذا النّداء العام، فإنَّ التّصريح بدا حياديًّا ومُفتقرًا إلى الوضوح الأخلاقيّ المطلوب في لحظةٍ حسّاسةٍ كهذه فحين تقع اعتداءات عسكريّة غير مُبرَّرة، كما حدث مع الضربة الإسرائيليّة على إيران، لا يكفي أنْ نُطالب الطّرفين بضبط النّفس دون تحديد من يتحمَّل مسؤوليّة التّصعيد”.
مُنتقدًا قسيس تجاهل السّياق السّياسيّ الّذي رافق التّصعيد: “كان من الأجدر بقداسة البابا أنْ يُدين بشكلٍ صريحٍ الهجوم الإسرائيليّ الّذي جاء في توقيت كانت فيه إيران منخرطة في مفاوضات، وُصفت بالناجحة، مع الولايات المتّحدة بشأن ملفّها النّووي. التّغاضي عن هذا السّياق يجعل الرّسالة ناقصة، بل وقد تُفهم كنوعٍ من التّبرير الضمنيّ للعدوان”.
وأنهى قسيس حديثه: “إسرائيل، الّتي تنعم بغطاءٍ دوليّ رسميّ شبه كامل، تواصل انتهاك القانون الدوليّ ليسَ فقط تجاه إيران، بل وبشكلٍ ممنهجٍ ضدَّ شعوب المنطقة، وعلى الأخصّ الشّعب الفلسطينيّ الّذي يرزح تحت احتلالٍ عسكريّ دمويّ ونظامِ فصلٍ عنصريّ مُنذ عقود وأي خطاب دينيّ أو سياسيّ يتجاهل هذه الحقيقة، يساهم في مفاقمة الظلم بدلًا من الحدّ منه”.
الخوري جوزف سوَيد: أدعو للرب بأن يمطر عليا بالسلام ويملأ قلوبنا بسلامه
وبدأ الوكيل البطريركيّ للكنيسة المارونيّة في الأردن، الخوري جوزف سوَيد، خادم رعيّة القدّيس شربل –عمّان حديثه لـ ملح الأرض بالدعاء للرب بأن يمطر عليا بالسلام ويملأ قلوبنا بسلامه.
وقال في حديثه لـ ملح الأرض “في هذه الأيّام العصيبة، حيث تعصف ببلادنا وبلدان الشّرق الأوسط رياح الحرب والإضطراب، ومع تصاعد المخاوف من تحوّل هذا الصّراع المشؤوم إلى حرب نوويّة إقليميّة أو نزاع عالميّ شامل، نتوجّه بقلوب منكسرة، ولكن مؤمنة، إلى قلب يسوع الأقدس، ينبوع الرّحمة والسّلام، ملتمسين شفاعته الإلهيّة لوقف هذا الجنون، وعودة المتقاتلين إلى طاولة الحوار.فلنرفع قلوبنا إلى ذاك القلب المطعون بالحربة من أجل خلاص العالم، ولنصرخ إليه كما صرخ آباؤنا وأجدادنا من قبل:
وتابع حديثه ” أيّها القلب الأقدس، نذرنا لك هذا الشّرق المتألّم، وعالمنا المهدَّد بحرب نوويّة مدمّرة. نكل إليك أبناء رعيّتنا، فاحمهم من تداعيات هذه الأزمة المستعرة، وامنح بلادنا الأمن والطمأنينة والسّلام. ونسألك أن تعهد إلى أمّك وأمّنا العذراء مريم أن تبسط ثوبها المقدّس فوق سمائنا وتحرسنا من النيران الغاشمة.يا يسوع، مخلّص العالم، ارحم شعبك، وبارك ميراثك، واجعلهم أدوات سلامك في عالمٍ جريح.
خلدون السلايطة: أبناء هذه الأرض لا يمكنهم الصّمت
أمّا في الأردن، فقد عبّر المحامي خلدون السلايطة عن قلقه من تحوّل المنطقة إلى ساحة تصفية حسابات دوليّة، مؤكِّدًا أنَّ المسيحيّين العرب ليسوا مُحايدين عندما يتعلّق الأمر بالحرب والسّلام في أرضهم.
وقال في تصريحٍ خاصٍّ لـملح الأرض: “نحن لسنا مراقبين على هامش الصراع، بل أبناء هذا الشرق، ونتألَّمُ مع كلِّ ضحيّة، ما يجري هو تكرارٌ مأساويّ لدورات عُنفٍ لا تنتهي، ويجب أنْ نرفع الصّوت عاليًا لرفض تحويل المنطقة إلى مسرحٍ لصراعاتٍ عالميّةٍ”.
موضِّحًا أنَّ: “الموقف المسيحيّ يجب أنْ يكون دائمًا واضحًا في الدّفاع عن العدالة، والرّافض لمنطق الحرب مهما كانت ذرائعه لا يمكننا كمؤمنين أنْ نصمت أمام آلة القتل، أيًّا كان مشغّلها”.
يوحنّا كتناشو: عمليّة الأسد الصّاعد: استخدامٌ سيئٌ من قِبَلِ نتنياهو للنصّ التوراتيّ لأغراضٍ سياسيّةٍ
كتب المفكر اللاهوتي المسيحي الفلسطيني يوحنّا كتناشو مقالاً منشور على موقع ملح الأرض قال فيه : يرتبطُ لاهوت البركة في الكتاب المُقدّس ارتباطًا وثيقًا بسفر التّكوين والعهد الإبراهيميّ. لا يُمكن أنْ تكون بركة إسرائيل أداةً للعن الأُمم، بل يجب أنْ تكون وسيلةً لمباركة الأمم. إنّها ليسَتْ لحمايةٍ أنانيّةٍ أو لاستخدام القوّة الإلهيّة لشنِّ الحروب. علاوةً على ذلك، لن تتحقّق هذه البركة بوسائل عسكريّة. يُثير سياق العهد القديم شُكوكًا جديّةً في إمكانيّة تحقيق بركة الأُمم بوسائل عسكريّة. تضمَّنَتْ أحلام الأنبياء نهاية الحروب والأسلحة. ويُمكن رؤية هذه الرّؤية بعمقٍ في عمل ربّنا يسوع المسيح، أمير السّلام. أصبحتِ الأمم، من خلاله، إخوة وأخوات، أبناء العهد الإلهيّ، ومواطنين مُشاركين في مدينة الله (راجع مزمور 87).
باختصار، أخشى القول إنَّ السيّد نتنياهو ووسائل الإعلام الإسرائيليّة، في هذه الحالة، يُسيئون استخدام النّصّ التوراتيّ لأغراضٍ سياسيّةٍ. فالنّصُّ المُقتبسُ لا يُفسِّر البركة على أنَّها ذاتيّة فحسب، بل يبدو أيضًا أنَّه يُبرِّرُ نهجًا عنيفًا ودمويًّا للحصول على بركةٍ إلهيّةٍ. من الواضح أنَّ شُرب الدّمِ ليسَ فعلًا مقبولًا في العهد القديم (لاويين ١٧: ١٠-١٤؛ تثنية ١٢: ٢٣). بل هو في الواقع مُحرَّم صراحةً. وبينما تُشير الصورة إلى قهر العدو بطرق مُبرحة، فإنَّ السّياق الأوسع يُشكِّكُ في هذا النّهجِ العنيف، بل ويُشير إلى أنَّ النّتيجة النهائيّة للعنف ستكون معاناة جميع الأطراف المعنيّة. إنَّ أفضل طريقة للحصول على البركة الإلهيّة هي الولاء للعهد الإلهيّ. وأفضل طريقة لتحقيق هذا الولاء هي معرفة يسوع المسيح ومراقبته. لقراءة المقال في الرابط هنا
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!