السابق الكنيسة المارونية في عكا تدعو لمواجهة مخطط لا يحترم قدسية الكنيسة
رابط المقال: https://milhilard.org/77cf
تاريخ النشر: يناير 22, 2023 2:49 م
رابط المقال: https://milhilard.org/77cf
أفاد المكتب الإعلامي لبطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية أن مشروع التطوير في تلبيوت، والذي أعلنت عنه البطريركية بالعديد من الصحف ووسائل الاعلام المختلفة يوم 14-1-2023 ، وتم انجاز المرحلة الأولى من إجراءات تنظيم أراضيها، والتي كانت مُصنفة للمصادرة، هو حق كامل لها سعت البطريركية منذ ثلاثة عشرة سنة لتثبيته وحمايته.
وجاء في البيان “وعليه فإن غبطة بطريرك المدينة المقدسة وسائر اعمال فلسطين والأردن ثيوفيلوس الثالث ومعه أخوية القبر المقدس – وهم على دراية تامة بالوضع العام – يعو تماماً المسؤوليات الكبيرة التي تقع على عاتقهم، وبناء عليه ، يعملون مع اخوتهم رؤساء الكنائس من أجل الحفاظ على حقوق وإرث الكنيسة المحلية وتثبيت أبناءهم فيها بالتنسيق مع القيادتين الفلسطينية والأردنية”.
وتدين البطريركية حملات التشويه وتحريف الحقيقة للنيل من الكنيسة ومواقفها المبدأية والتاريخية للمحافظة على حقوقها وعقاراتها ومقدساتها اينما كانت وخاصة في القدس وبالوسائل والطرق التي ترتأيها مناسبة خدمةً للمصلحة العامة.
وأكد المكتب الإعلامي للبطريركية أن نجاح البطريركية في مخططاتها التنظيمية وسياساتها التطويرية على مختلف اراضيها في القدس ، سيوفر مئات الشقق السكنية للمقدسيين بشكل عام ولابناء الطوائف المسيحية بشكل خاص بالاضافة الى مشاريع تجارية تمنح فرص العمل لهم، مما يعزز صمودهم في مدينتهم.
وفي سياق مشابه، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فان البطريركية، ولغاية سنة ١٩٩٧، ملكت 643 دونما في منطقة مار الياس ولكن في حينه أقرت البلدية الاسرائيلية المخطط التنظيمي رقم 5053A والذي بموجبه تمت مصادرة 100 دونم من أرض البطريركية لصالح تعبيد شارع Sergel ، وتوالت المخططات لنهش الأرض من قبل البلدية ومنها 140 دونم إضافية لصالح تعبيد شارع Nahal Darga بلإضافة الى عشرات الدونمات لصالح مرافق عامة ومشروع القطار السريع ومواقف سيارات عامة حتى وصل مجموع ما تمت مصادرته من أراضي البطريركية في مار الياس الى 360 دونم وما تبقى منها 283 دونم فقط.
ومؤخرا تعمل البلدية من خلال تقديم مخطط لمصادرة كامل ما تبقى من الأرض لصالح حديقة عامة. هذا ومع العلم ان البطريركية لم توفر جهدا، وتعمل منذ سنوات على جميع الاصعدة القانونية والدبلوماسية لمنع مصادرة الأرض.
وعليه، تدعو البطريركية كل من نصّب نفسه للتشكيك في قرارات وانجازات البطريركية والتحديات التي تواجهها أن يتفضل بطرح خطة ومقترحات للحفاظ على ما تبقى من هذه الأرض.
جاء هذا البيان بعد ما نشرت موقع “كل هعير” الإخباري، أن رجل الأعمال اليهودي الأمريكي غاري برنيت، رئيس ومؤسس شركة التطوير العقاري”إكستيل” – التي أصدرت سندات في البورصة الإسرائيلية على مدار السنوات الثماني الماضية – أرض بطريركية الروم الأرثوذكسية في مركز المدينة بمبلغ 750 مليون شيكل. تضم الأرض حوالي 1000 وحدة سكنية وفنادق ومباني ومؤسسات عامة ومساحات مفتوحة وأكثر من اثني عشر قطعة أرض قابلة للتطوير.
وتجدر الإشارة إلى أن الأرض مؤجرة للصندوق الوطني لإسرائيل حتى عام 2051 مع خيار التمديد بموجب شروط عقد إيجار متجدد على أساس القيمة السوقية. موقع أراضي الكنيسة هو ملك لشركة “نيوت”. تم توقيع اتفاقية إيجار في الموقع منذ عقود بين الصندوق القومي اليهودي والكنيسة، ولكن من المفترض أن تنتهي في عام 2051، وبعد ذلك سيضطر عدد غير قليل من السكان للتفاوض مع المالك بشأن تجديد عقود الإيجار.
وقال برنيت بعد إتمام الصفقة: “أنا متحمس للإعلان عن صفقة كبيرة في وسط واحدة من أهم المدن في العالم”. “هذا وضع يستفيد منه الجميع: إسرائيل ومدينة القدس والسكان و”إكستيل”. لدينا سمعة طيبة مع المشاريع المعقدة في الولايات المتحدة. سوف نتعامل مع المستأجرين في القدس بنفس الاحترام والإنصاف كما نفعل في جميع مشاريعنا.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.