السابق نادي بيت الحكمة يحتفل بعيد الميلاد في خلدا
رابط المقال: https://milhilard.org/14kt
عدد القراءات: 467
تاريخ النشر: ديسمبر 17, 2022 11:30 ص
رابط المقال: https://milhilard.org/14kt
دانية قطيشات- ملح الأرض
تحتفل الطوائف المسيحية في الأردن في شهر كانون الأول الجاري بـ “عيد البربارة” وذلك إحياءً للقديسة بربارة التي تتعدد الروايات حول أسباب الإحتفال بهذا اليوم وغالبا ما يكون قُبيل عيد الميلاد المجيد.
ويعود سبب الإحتفال بهذا العيد بحسب الأب رومانوس سماوي الذي قال لـ ملح الأرض” إن المكانة الدينية لهذا العيد بسبب القصة الشهيرة للقديسة بربارة فقد كانت ابنة رجل متعصب لوثنيته، وتعرفت بربارة على الدين المسيحي من خلال خادمتها واعتنقت المسيحية وقد قام والدها بإخفاءها لتأتي العصافير محمّلة بحبوب القمح لها أو ما بعرف بالبربارة”.
وفي رواية أخرى قال الأب رومانوس سماوي إن بربارة هربت من والدها والذي أمر بأمر الجيش باللحاق بها وفي أثناء هروبها كانت قد مرت بحقل قمح أخضر وعند وصول الجيش كان القمح جاهز للحصاد فقال الناس للجنود إنها قد مرت من الحقل عندما كان أخضرا فاعتقدوا أنها مرت منذ زمن طويل”.
وفي رواية ثالثة يتحدث الأب سماوي لـ ملح الأرض أن بربارة كانت قد عاشت مع الرعاة فكانت تتناول القمح بإستمرار. وإحياءً لذكرها أصبحت الطوائف المسيحية تحيي ذكراها في هذا الشهر من كل عام بعمل وصفات القمح.
ويضيف الأب رومانوس سماوي أن هناك تقليد عند بعض المسيحيين أن الإنسان عند وضعه بالقبر حتى تزهر أعماله أمام الله وذلك تشبيهًا لحبوب القمح التي تمر بمراحل من أن تكون خضراء حتى تصبح يابسة وجاهزة للحصاد.
وحسب الأب سماي فإن الإختلاف بتوقيت الإحتفال بهذا العيد عند الطوائف هو بسبب اختلاف التوقيت الكنسي لدى كل طائفة، إذ تحتفل الكنيسة الكاثوليكية الغربية يوم 4 ديسمبر، وفي الكنائس الأورثوذكسية الشرقية والمشرقية يوم 17 من ذات الشهر.
وعن الطقوس الدينية التي تقوم بها الكنيسة في هذا العيد يشرح الأب رومانوس لـ ملح الأرض “إن الإحتفال بهذا العيد يكون بإقامة الصلوات الدينية في الكنيسة واستذكار القديسة بربارة وتضحياتها وارتبطت العادات أن تحضر الكنيسة القمح “البربارة” ضمن وصفات شعبية في الأردن”.
ملح الأرض تحدثت مع السيدة سوزان سلمان عكروش من مدينة الفحيص والتي وصفت لنا كيفية الاحتفال والإعداد لهذا العيد وتحضير طبق البربارة ” تشتهر البربارة في وصفاتها بالقمح ويحرصون على إعداد هذا الطبق في أجواء تسودها المحبة والالفة والتزاور فيما بيهم، والبربارة هي طبق القمح الذي يتم سلقه على النار مع إضافة اليانسون والشومر، القرفة، السكر، المكسرات غير المملحة والفاكهة المجففة ويتم تزينها بالمكسرات العربية”.
نفين المعايعة من محافظة مأدبا تشرح لـ ملح الارض أهمية الاحتفال بعيد البربارة ” القديسة بربارة ماتت فداء للمسيحية كما تموت حبة القمح لتأتي بأكثر، كما قال المسيح إن لم تمت حبة الحنطة فإنها تبقى وحدها ولكن إن ماتت تاتي بثمر كثير”.
وتابعت المعايعة “”فلنتمسك بمسيحيتنا كما فعلت القديسة بربارة، ضحّت بحياتها وأصبحت من أوائل الشهداء المسيحيين في عصور انتشار الديانة المسيحية، عندما نسأل أنفسنا من هي القديسة بربارة هي الفتاة الوثنية التي كانت تتسم بجمال فائق والتي جُلدت حتى سالت دماؤها لمجرد اعتناقها المسيحية وهربت متخبئة في حقول القمح”.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.