
السابق Rev. Nihad Salman, President and Rev. Jack Sara Vice President of the Palestine Evangelical Council
من مراسلي ملح الأرض في فلسطين
تطبيقًا للأنظمة الداخليّة للكنيسة اللّوثريّة في الأراضي المُقدّسة والأردن تمَّ في الأسبوع الأوّل من حزيران عمليّة نقل القس د. منذر اسحق من مسقط رأسه وكنيسته في بيت لحم وبيت ساحور إلى كنيسة الرّجاء اللّوثريّة في رام الله.
استقبال حافل في رام الله
في أجواء إيمانيّة مهيبة، وبمناسبة عيد العنصرة، يوم الأحد الموافق 8-6-2025 ترأس المُطران سني إبراهيم عازر، مطران الكنيسة الإنجيليّة اللّوثريّة في الأراضي المُقدّسة والأردن، خدمة تنصيب القس د. منذر اسحق راعيًا جديدًا لكنيسة الرّجاء اللّوثريّة في رام الله، وانتقاله من خدمته السّابقة في كنيسة الميلاد الإنجيليّة اللّوثريّة في بيت لحم. كما تمَّ خلال خدمة التّنصيب تقديم الشُّكر وتوديع القس رودني سعيد، الّذي يعود إلى القدس، مسقط رأسه، بعد خدمة رعويّة في رام الله.
وجرى الاحتفال بحضور عدد من القساوسة ورجال الدّين من مختلف الطّوائف، إلى جانب السيّد موسى أبو حديد مُمثِّل اللّجنة الرّئاسيّة العُليا لشؤون الكنائس، وطاقم مدرسة الرّجاء الإنجيليّة.
وقد استقبلَتْ رعية كنيسة الرجاء في رام الله القسيس د. منذر اسحق بحرارةٍ وامتنان، تقديرًا لدوره البارز في الدّفاع عن القضيّة الفلسطينيّة ورفع صوتها في المحافل الدوليّة، خاصّةً في الأوساط الكنسيّة. وقال رئيس بلديّة رام الله، السيّد عيسى قسيس، مُرحِّبًا به: “أهلاً وسهلاً بك. لك دور وطنيّ قبل أن يكون دينيًّا. لقد رفعتَ الصوت في وجه الإبادة الجاريّة في غزّة، وكنتَ صوتًا للعدالة في كلّ المنصّات الدوليّة.”
بدأ القسيس منذر الصّلاة بتلاوة من سفر زكريّا: “لا بالقدرة ولا بالقوّة، بل بروحي، قال ربّ الجنود”، مُعبِّرًا عن مشاعر مختلطة من الحزن على وداع بيت ساحور، والفرح ببدء مرحلة جديدة في خدمة الرّبّ، في وقت لا تزال فيه جراح فلسطين مفتوحة، من تهجير وإبادة وتطهير عرقيّ.
دمعة وابتسامة
وفي عظته، قال المُطران سني عازر إنَّ هذا اليوم يمثِّل لحظة “دمعة وابتسامة”، دمعة لوداع القسيس رودني سعيد، وابتسامة لاستقبال القس منذر اسحق، مؤكِّدًا أهمّيّة أنْ نُفسح المجال للرّوح القدس ليعمل فينا، خاصّةً في عيد العنصرة، عيد التجدُّد والانطلاق في الخدمة.
وقد امتلأت قاعة الكنيسة بالحضور من مختلف الطوائف والمجتمع المحلّيّ، الّذين شاركوا في هذا الحدث الروحيّ البارز، والّذي يجسِّدُ استمراريّة الكنيسة في أداء رسالتها وسط شعبها، مهما كانت التحدّيات.
وداع حار في كنيسة الميلاد
وكان قد ودع القسيس منذر كنيسته وعائلته وأحبّائه يوم الجمعة 6-6-2025 حيث قدَّم كلمة مؤثرة بدأها باقتباس سليمان الحكيم “لكلِّ شيء زمان ولكلِّ أمرٍ تحت السماوات وقت”. وقال لرعيّته “يأتي خادم، ويذهب آخر، ويبقى هذا المكان شاهدًا شامخًا في قلب مدينة التجسُّد، مُجسّدًا حضور الإله بين شعبه، ووسط الألم، والضيقات، والتحدّيات. وسيبقى أيضًا شاهدًا للإنجازات الكثيرة والتفوّق على الواقع – بنعمة الله.” كما ورحَّبَ اسحق بالرّاعي الجديد لكنيسة الميلاد الإنجيليّة القسيس أشرف طنوس وعائلته.
وأكَّد القسّ اسحق أنَّ الكنيسة ستبقى شاهدًا حيًّا على النّعمة والإنجازات وتجاوز الواقع الصّعب، ثم وجّه التحيّة لخليفته، القسيس أشرف طنوس وعائلته، متمنّيًا لهم خدمة مباركة ومثمرة في رحاب كنيسة الميلاد. (اقرأ كلمة الوداع الكاملة في نهاية المقال)
كلمة وداع القسيس د. منذر اسحق
بيت لحم، ٦-٦-٢٠٢٥
يقول الحكيم في سفر الجامعة “لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ.” (جامعة ١:٣)
أخاطبكم اليوم للمرّة الأخيرة من على هذا المنبر، وما أصعب هذه اللحظة، إذ أصبحت كنيسة الميلاد في السنوات الماضية حياتي وبيتي وهويّتي، وشكّلتني لما أنا هو اليوم. لقد ساهمت هذه الكنيسة، بشخوصها وتاريخها وجغرافيّتها ومعماريّتا ورمزيّتها بتشكيلي وعنونة خدمتي وكياني. تعمّقت هنا وذبت في جذور هذا المكان وهذه الكنيسة بعراقتها وإرثها الغنيّ جدًّا، حتى أصبحت جزءًا منّي، وأشعر أنّ جزءًا مني سيبقى هنا إلى الأبد. كل دقّة جرس في هذا المكان لها حكاية. لها ما تقوله، مما شهده هذا المكان. لو كان للجدران أن تتكلم، قالت الكثير. وسيبقى هذا الأرغن بصوته الخالد يحكي التسبيح والمجد لإلهنا.
هذا المكان أكبر من خادمٍ أو هويّة كنسيّة. فلن أقول بأنني سآخذه معي، لأنه ليس لأحد، هو أكبر من الكلّ. نحن نبقى هنا بذكرياتنا، نشارك في تكوين إرث هذا المكان وكتابة روايته، لكنّه يسمونا جميعًا. يأتي خادم، ويذهب آخر، ويبقى هذا المكان شاهدًا شامخًا في قلب مدينة التجسّد، مجسّدًا حضور الإله بين شعبه، ووسط الألم، والضيقات، والتحديات. وسيبقى أيضًا شاهدًا للإنجازات الكثيرة والتفوّق على الواقع – بنعمة الله.
بدأت حكايتي مع كنيسة الميلاد بحوارٍ مع القسيس متري الراهب (تحديدًا بتاريخ ١٦-١٠-٢٠٢٣). كنت حينها عائدًا من بريطانيا، منهيا دراسة الدكتوراة، وقد كنت قد انتميت للتو للكنيسة اللوثريّة في الأردن والأراضي المقدسة، في بيت ساحور تحديدًا، بعد أن وصلت أنا وزوجتي إلى قناعةٍ بأنّ هذه الكنيسة هي البيت الذي كنا دائمًا تائهين عنه، وقد وجدنا أنفسنا فيه. وأنا لن أنسى أبدًا من أحضرني إلى كنيسة الميلاد، ولا يمكنني أن أنكر فضله، لأنني تعلمّت منه الكثير، وما زلتُ أتعلّم منه الكثير. وهو جزء من قصة وإرث هذا المكان، ويشهد عن هذا أروقة الميلاد ومنبرها وشعبها. كم كنت خائفًا من أن أكون خليفته، وكم شعرت بالرهبة (وكأن رهبة المكان بحدّ ذاتها لا تكفي). ما لم أدركه هو أن لهذا المكان القدرة على تشكيل الشخص بشكل لا يمكن تصوّره. لهذا المكان هيبته؛ إرثه غني، ببشره وحجره. ولهذا المنبر القدرة والإمكانية على تشكيل وتكوين الخادم بما لا يمكن وصفه.
وهكذا بدأت رحلتنا في هذه الكنيسة، حتى أصبحت في العام ٢٠١٧ راعيًا لها. معًا عملنا على بناء ملكوت الله في كنيستنا وأرضنا، من خلال الوعظ والتعليم والسّرين المقدسين. أتذكر دروس الكتاب والنقاشات العميقة. أتذكر المؤتمرات والسهرات التي لا تنسى. معًا أكملنا مسيرة الخدمات المتعددة، من خدمة النساء والشبيبة والأطفال. أطفال وشبيبة الكنيسة لهم في قلبي معزّة خاصة جدًّا. عشنا معًا ككنيسة ظروف الكورونا الصعبة. من ينسى الصلاة من كنيسة فارغة، علّمتنا قوة التكنولوجيا، ووحدة الجسد التي تفوق المكان والبناء. وهكذا أصبحتم عائلتي، واحتضنتموني، وأكثر. أطلقتموني لخدمة لا فقط هذه الرعيّة، بل إلى ما هو أبعد من حدود بيت لحم الجغرافيّة بكثير. فلكنيسة الميلاد رسالة لكل أرضنا وحتى للعالم. هي منبر للحقّ، والصوت النبوّي، المنادي بالعدل، والبرّ، وانجيل الحريّة.
من هذا المكان ومن هذا المنبر خاطبنا العالم، وصدح صوتنا من وسط ألم الحرب والأسى إلى أقسى المسكونة. قلنا إنّ المسيح تحت الأنقاض في غزة، وأن الانجيل يشهد عن إله تجسّد وسط الألم، متضامنًا مع المتألمين والمظلومين والمقهورين. قولي لي، أي كنيسة أخرى تقدر على توصيل رسالة كهذه؟ (أو قبول عمل هذا المجسّم الأيقونة في قلب الكنيسة). وهكذا وصل صوتنا العالم، واقتبست عظاتنا في محكمة العدل الدوليّة. هو صوتكم. صوت كلّ واحدٍ فيكم. هو صوت كنيسة فلسطين. أشكركم لأنكم قبلتم هذه المسؤولية، وهذا ليس بالجديد عليكم.
عرفني الملايين حول العالم من خلال كنيسة الميلاد. ما زلتُ لا أدرك كيف استخدم الله هذه اللحظات المقدسة من العام ٢٠٢٣ ليصل صوتي إلى الملايين، ويؤثر في القلوب. المجدُ لهُ وحده، ولن أشكّ يومًا في قدرته على استخدامي على أبعد ما أتصوّر. لكنّ صدقوني، إرثي الحقيقي هنا هو محبتكم لي. هذا أثمن شيء لي، وهذا أثمن إرث. صدقوني، هذا لي أفضل من كلّ الشهرة والاهتمام العالميّ. هذا وسام شرفي الحقيقيّ: محبتكم لي، ولعائلتي رغم عدم كمالي.
أشكركم فردًا فردًا، عائلة عائلة. كلّكم أحبكم دون استثناء، وسامحوني إن أخفقت. أنا إنسان وأخطئ. ومن المؤكد أنني أخطأت. أشكر دعمكم رغم عدم كمالي. أشكر عمدة الكنيسة، السابقة والحاليّة. تعلّمت منكم الكثير. أشكر الله على حكمتكم ودعمكم لي. أشكر من خدم معي: في العزف، أخي وصديقي جبرائيل، وطبعًا نتذكر معًا أبو فراس، في خدمة الأطفال أشكر مريانا، وكلّ من ساعدني في الشبيبة، والمخيمات، والمؤتمرات. أشكر لجنة المرأة، وأشكر من عمل معي في الإدارة، هبة ثمّ نسرين. ومهما تحدثت ومهما قلت، لن أفي نسرين حقّها، وبدونها لما وصلت لما أنا عليه.
باسمكم نقدم الشكر لردينة. دائمًا أقول لها، على قدر ما أعرف محبة الكنيسة لي، أنا متأكد أنهم يحبونك أكثر منّي، وربما هذا سبب محبتهم لي. كم أنا مباركٌ بك وبكرم وزيد. وكم أشكر الله من أجلك. ثمنك يفوق اللآلئ. واليوم باسم كنيسة الميلاد كلّنا نقدم الشكر لك على كلّ ما قدّمتيه لنا جميعًا.
أيها الأحباء: “لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ.” خطّة الله لحياة الإنسان هي قبل كلّ شيء وأهم من أيّ شيء. أنا وعائلتي كرّسنا أنفسنا لخدمة مسيحنا. إلهنا هو المسيطر، وطرقه تختلف عن طرقنا. هذه على فكرة قصّة حياتي. ألم اتّجه يومًا لدراسة الهندسة، معتقدًا أن مستقبلي هناك؟ ودعاني الله إلى دراسة اللاهوت، بل وفتح لي كل الأبواب. ألم أعتقد يومًا أن مستقبلي هو في التعليم اللاهوتيّ؟ ثمّ دعاني الله لخدمة العدل والمناصرة والدفاع عن حقّ الانجيل في مؤتمرات المسيح أمام الحاجز. ألم أعد ردينة قبل الخطوبة أنني لن أصبح يومًا قسيسًا؟ ثم دعاني الله إلى هذه الخدمة المقدسة. قد نشعر أننا مسيطرين على حياتنا، لكن صدقوني أن الله هو الجالس على العرش، وهو سيّد حياتنا. أينما يدعو نذهب. واليوم أستعد لمحطّة جديدة في رحلة خدمتي وحياتي. أومن أنّ الله هو من وجّهني هناك. قد نعتقد نحن البشر أننا نخطط ونقرّر، لكن كلّ شيء بيد الله.
فمن هنا أنطلق إلى محطتي القادمة، متكلاً على نعمة الله، ومتشوّقًا للعمل مع عائلة كنيسة الرجاء، وكلّي ثقة في أخي وزميلي القسيس أشرف طنّوس وعائلته. هو أكثر من أخٍ لي. ولمسة الله على حياته واضحة. هو سبب بركة لحياتي. وأثق أنكم كما احتضنتموني، ستحتضنون القسيس أشرف وعائلته، وأتشوّق لما سيعمله الله من خلاله ومن خلالكم في الفصل القادم من كتاب كنيسة الميلاد.
أيها الأحباء: دعونا نتذكر أن الكنسية ليست مبنيّة على تعاليم إنسان، بل على تعاليم الكتاب المقدس، ويسوع المسيح هو حجر الزاوية. اليوم نتذكر أن الكنيسة ليست مؤسسة بشريّة، بل روحيّة، تعتمد على الروح القدس. تقول كلمة الله: مَنْ هُوَ بُولُسُ؟ وَمَنْ هُوَ أَبُلُّوسُ؟ بَلْ خَادِمَانِ آمَنْتُمْ بِوَاسِطَتِهِمَا، وَكَمَا أَعْطَى الرَّبُّ لِكُلِّ وَاحِدٍ: أَنَا غَرَسْتُ وَأَبُلُّوسُ سَقَى، لكِنَّ اللهَ كَانَ يُنْمِي. إِذًا لَيْسَ الْغَارِسُ شَيْئًا وَلاَ السَّاقِي، بَلِ اللهُ الَّذِي يُنْمِي. وَالْغَارِسُ وَالسَّاقِي هُمَا وَاحِدٌ، وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَأْخُذُ أُجْرَتَهُ بِحَسَبِ تَعَبِهِ. فَإِنَّنَا نَحْنُ عَامِلاَنِ مَعَ اللهِ، وَأَنْتُمْ فَلاَحَةُ اللهِ، بِنَاءُ اللهِ. حَسَبَ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي كَبَنَّاءٍ حَكِيمٍ قَدْ وَضَعْتُ أَسَاسًا، وَآخَرُ يَبْنِي عَلَيْهِ. وَلكِنْ فَلْيَنْظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ كَيْفَ يَبْنِي عَلَيْهِ. فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ الَّذِي وُضِعَ، الَّذِي هُوَ يَسُوعُ الْمَسِيح (١ كورنثوس ٣).
هذه الآيات تذكّرنا بطبيعة الكنيسة. الله هو العامل فينا في الخفاء. وبدون الله، كلّ عملنا باطل وفانٍ. وحجر الزاوية هو يسوع. أصلّي أن أكون قد وُفّقت في أن أضع المسيح قبل كلّ شيء، وأن تكون خدمتي هنا مركّزةً عليه.
نعم، لكلّ شيء تحت الزمان وقت. اليوم أتى وقت نهاية خدمتي في بيت لحم، وسأبدأ من جديد محطّة جديدة في كنيستنا في رام الله. أترك هذا المكان، لكنّه لن يتركني. سيبقى وسام شرف على صدري أنني خدمت هنا يومًا راعيًا لهذه الكنيسة.
رافقوني في صلاتكم. صلّوا لأجل عائلتي، ولكي يبارك الله في خدمتي هناك، ولكي يستخدمني لامتداد ملكوته في موقعي الجديد. الشكرُ أولاً وأخيرًا لله. حيثما يدعو نذهب. نحن عبيده، ولا يوجد في هذه الحياة شرف أعلى من أن نُدعى خدّامًا لملك الملوك وربّ الأرباب يسوع المسيح، له المجد. وأذكّركم بوصيّته الخالدة، وصيّة المحبة، أن تحبّوا بعضكم بعضًا كما أحبنا هو. فإن تذكرنا الناس بشيء، فليكن بالمحبة، أننا شعب المحبة.
أودعكم بكلمات بولس الرسول في رسالته إلى أهل كولوسي: “أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ صَلُّوا لأَجْلِنَا، لِكَيْ تَجْرِيَ كَلِمَةُ الرَّبِّ وَتَتَمَجَّدَ، كَمَا عِنْدَكُمْ أَيْضًا… أَمِينٌ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي سَيُثَبِّتُكُمْ وَيَحْفَظُكُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ. وَنَثِقُ بِالرَّبِّ مِنْ جِهَتِكُمْ أَنَّكُمْ تَفْعَلُونَ مَا نُوصِيكُمْ بِهِ وَسَتَفْعَلُونَ أَيْضًا. وَالرَّبُّ يَهْدِي قُلُوبَكُمْ إِلَى مَحَبَّةِ اللهِ، وَإِلَى صَبْرِ الْمَسِيحِ.” (٢ تسالونيكي ١:٣-٥)
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!