السابق المطران وليم شوملي يفضح التّبرير الدّينيّ لسرقة أراضي فلسطين – من نشرة ملح الأرض رقم 170
عدد القراءات: 432
تاريخ النشر: مارس 15, 2025 4:14 م

ملح الأرض- داود كُتّاب
ارتفعت الانتقادات من قبل أردنييّن مسيحييّن وآخرين لانتشار دعوة لمؤسسة غير معروفة تسمى “المجلس المسيحي العالمي للسلام” والتي يبدو أنها مؤسسة إعلامية لفرد فقط (على فيسبوك) تشجع مسيحييّ المشرق للهجرة وتدعو رؤساء الكنائس العمل على إيجاد أماكن لاستقبالهم.
وجاء في بيان لشخص يسمى طارق نصر الذي يبدو أنه مهاجر لبناني في الخارج والذي يقول إنه رئيس المجلس وغير المعروف عنه أي أمر، جاء دعوة البطاركة ورؤساء الكنائس أن يعملوا على تجهيز أماكن في العالم لإستقبال نزوح المسيحيين!، ويبدو أن البيان جاء بعد أحداث الساحل السوري والتي تم تضخيم الضحايا المسيحيين رغم أنه لا يوجد أي توثيق سوى لثلاث أشخاص مسيحيون تم قتلهم بدون أي ذنب.
وقال الناشط الأردني جمال حتر إن المسيحيّة تمثل هوية المسيحيين الأصيلة في بلادنا “المشرق؛ مهد المسيحية وأرض البشارة”…وأكد حتر أن “الاضطهاد حالة عاشها المسيحيون منذ ٢٠٠٠ عام. والسيد المسيح عاش وبارك وسار وتعمد على أرضنا -غرب وشرق الأردن- وكان أول من اضطهد، وصُلب على يد اليهود والرومان. وهنا على أرضنا عاش الرسل والقديسين واضطهدوا واستشهدوا، ومنها حملوا البشارة إلى العالم. ولم تخل حقبة من الزمن (ما قبل القرن العشرين) وفي بعض البلدان؛ حتى اليوم…دون اضطهاد وتمييز ضد المسيحيين تهديد لوجودهم وتهجيرهم المسيحية شهادة حية في العطاء والمواطنة، والمسيحيون دعاة سلام على مر العصور.
وتابع حتى لـ ملح الأرض “لا يجب أن نقف أمام دعوات غير مسؤولة من أي جهة تتجاهل هذه الحقيقة نحن جزء أصيل من هوية، وتاريخ، وأهل، وعشائر، ومكونات، وأساس، وكيانات كل دول المشرق وشمال إفريقيا. خطاب الكنيسة الجامعة الرسولية لا يقبل مثل هذه الدعوات غير المسؤولة، ويدعو دائما للسلام، ولكل المسيحيين المشرقيين أن يتمسكوا بجذورها وهويتهم وأوطانهم وأرض أجدادهم وشهادتهم الحية. وعدم الالتفات لأي دعوات غير مسؤولة من أي جهة كانت… لا تخدم إلا دعوات تفريغ المشرق والأرض من أهلها وروحها وضميرها الحي”.
ويتبين من مراجعة موقع ما يسمى بالمجلس المسيحي العالمي للسلام أنه يدعو للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي حيث جاء في مداخلة على موقعه على فيسبوك يوم الخميس 13 آذار ما يلي: “هل سيسير حقا مسيحيو سوريا ولبنان في اسبوع الالام سنة 2026 أو 2027 على درب الآلام في القدس وسيصلون بكنيسة القيامة احتفالا بعيد الفصح؟ هل حقا المنطقة ستكون على موعد مع السلام والاتفاقيات والتطبيع؟” سنستمر بالصلاة من أجل سلام كل العالم”.
وردت فيلمون نصار: ماذا يعني هذا البيان؟ وما هو رد الكنائس المحلية (على الأقل )؟ يجب التوضيح، لأننا لا نشعر هنا في الأردن (كمسيحيين) بأي اضطهاد، بل اننا نسيج أساسي في جسد هذا الوطن، حمانا الله وحمى كل البشرية من كل اضطهاد وعنف، وإقصاء، واستغلال، وإساءة”.
وتابعت حديثها “هذا بيان مسيء لكل وماذا يعني الطلب بالتوجه نحو الحكومات الغربية؟ هذا لوحده أمر فيه إساءة كبيرة. بيان مرفوض ومشبوه.
من ناحية أخرى طالب البعض تجاهل البيان وعدم إعطاءه أي أهمية وعدم نشره على المواقع والجروبات المسيحية.
وفيما يل ينص البيان كما وصل لـ ملح الأرض



تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!