Skip to content

الوجود المسيحي في فلسطين في خطر- المطلوب أن نتوحد ونخرج بعزيمة قوية لخدمة الله والنَاس

رابط المقال: https://milhilard.org/7gsj
عدد القراءات: 419
تاريخ النشر: أكتوبر 3, 2022 10:17 م
فريق تريل كلية بيت لحم للكتاب المقدس

فريق تريل كلية بيت لحم للكتاب المقدس

رابط المقال: https://milhilard.org/7gsj

 بقلم القس: بسّام بنّورة

للأسف الشّديد، وبوجعٍ في القلب أقول، أن الكنيسة في فلسطين تمر في مرحلة احتضارٍ روحي قد تقود إلى زوالها من أرض الميلاد والقيامة والصّعود والمجيء الثّاني القريب.

القس بسام بنورة- كيف نعالج خطر الوجود في فلسطين

أحاول بعواطفي أن أنكر ما تراه عيوني، وما أعرفه في عقلي، عن واقع الكنيسة في فلسطين، ولكنني لا أستطيع. فالواقع صعب ومزعج، فأعدادنا كمسيحيين فلسطينيين في تناقص متزايد. وأخاف أن تتحوّل بنايات الكنائس إلى متاحف ومزارات، كما هو الآن واقع بنايات كثيرة في ربوع فلسطين.

ولكن، ورغم الحالة المحرجة والصّعبة والمصيريّة، فإنني لا ولم ولن أفقد الرّجاء بربي وإلهي وسيدي يسوع المسيح، فهو قادرٌ أن يعمل في كنيسته الحيّة، ومن خلالها، ليعطي نهضة روحيّة مجيدة في وطننا الحبيب.

يعتمد الوجود المسيحي في فلسطين على إيماننا ومحبّتنا وطاعتنا لربنا ومخلّصنا يسوع المسيح.  يقول لنا الرّب يسوع المسيح بكل وضوح: 

اعملوا من أجل الحقّ والعدل.

ازرعوا واحصدوا وكلوا من دسم الأرض.

انصفوا المظلوم.

قاوموا الشّر واغلبوه بعمل الخير.

اخدموا بعضكم بعضًا.

اعملوا الخير لجميع النّاس.

اصنعوا السلام.

تزوَجوا وتكاثروا.

وغيرها من الوصايا المقدسة.

فأين مسيحيو فلسطين من وصايا الرب يسوع.؟

ليتذكر كلّ مسيحي أن عليه أن يكون جنديًّا صالحًا للرّب يسوع المسيح، وأن عليه أن يجاهد بالصّلاة والعمل والمحبّة والعطاء، ولا ينتظر غيره ليقوم بالعمل الّذي يدعونا الله لعمله.

للأسف الشّديد، تنتشر بين النّاس مفاهيم خاطئة جدًّا، ومشوَهة جدًا، عن معنى ومفهوم ورسالة الكنيسة، ومن هذه المغالطات أذكر:

الكنيسة ليست قيادة دينيّة تعيش بانفصالٍ تامٍ عن معاناة النّاس اليوميّة.

الكنيسة ليست مؤسّسة دينيّة أو خيريّة.

الكنيسة ليست نادٍ للقاء أعضائه في مناسبات متنوّعة.

الكنيسة ليست عمارات وبنايات ورسومات وتماثيل وأملاك وأراضٍ وأرصدة في البنوك،

الكنيسة ليست أعياد واحتفالات، ومهرجانات، وطعام وشراب.

كلّ من يقرأ كتاب تعاليم الرّب يسوع في الإنجيل المقدّس، يكتشف بنفسه ما يلي:

         •       الكنيسة هي جماعة المؤمنين بالرّب يسوع المسيح.

         •       الكنيسة هي الحجارة الحيّة.

         •       الكنيسة هي شعب الله.

         •       الكنيسة هي ابناء وبنات الله الرّوحيين.

         •       الكنيسة هي نسل إبراهيم، وورثة كل وعود الله.

         •       الكنيسة هي ملح الأرض، ونور العالم.

على جماعة المؤمنين والّذين يحبّون ربّهم، أن يتوحّدوا، وأن يبادروا إلى تكريس وقتٍ كل يوم من أجل الصلاة الله أن يبارك ويحفظ ويبني وينهض بالرَوح القدس كنيسته في فلسطين. كذلك على جماعة المؤمنين في فلسطين أن ينفضوا الغبار عن كتبهم المقدّسة، وأن يدرسوا كلمة الله كل يوم، وذلك لكي يعرفوا مشيئة الله الصالحة والمرضيَة الكاملة.

 وبعد ذلك أن يخرجوا بعزيمة قوية لخدمة الله والنَاس وعمل الخير لجميع النَاس، من حيث افتقاد الأرامل واليتامى والفقراء والأسرى والمحتاجين، والعمل من أجل نشر ثقافة المحبّة والسّلام والعدل والخير بين النّاس، ومقاومة الرّدة الرّوحيّة والأخلاقية، ورفض الفساد، والرّشوة وشراء الذّمم والكسل.

وفي النّهاية، فإن الضمان الوحيد والأكيد لبقاء المسيحيين في فلسطين هو رب الكنيسة يسوع المسيح الذي يقول لنا:

“أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ. آمِينَ.”

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content