السابق جامعة دار الكلمة تفتتح أعمال مؤتمرها الدولي الـ 26 بعنوان “الأرض والشعب والثقافة”
رابط المقال: https://milhilard.org/dmgu
عدد القراءات: 558
تاريخ النشر: أكتوبر 4, 2023 7:49 ص
الناطق باسم بطريركية الروم الارثوذكس الاب عيسى مصلح
رابط المقال: https://milhilard.org/dmgu
داود كُتّاب- ملح الأرض
أدانت مرجعيات دينية مسيحية، التصريحات التي بررّ خلالها وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، بصاق المستوطنين على المسيحيين والكنائس في مدينة القدس المحتلة، ومحاولة تقليل أثر الجريمة وحجمها، واصفين ذلك أنه تعبير عن عنصرية الاحتلال وحكومته.
وصرح الأب عيسى مصلح الناطق الرسمي باسم بطريركية الروم الارثوذكس في القدس : “حكومة نتنياهو تقود الأوضاع لحروب دينية”.
جاءت أقوال الأب مصلح أثر تصريحات لوزير الشرطة الإسرائيلي ايتمار بن غفير حيث سُئل الوزير الاحتلالي، في مقابلة تلفزيونية، هل يجب أن يتم ممارسة كل تقليد يهودي قديم؟ رد قائلاً: “إن هذا ليس هو الموضوع، الموضوع هو أنه لماذا نحول هذا لموضوع جنائي، إوجد تقليد يهودي قديم أنه عندما نمر بجانب دير أو كنيسة أو كاهن مسيحي نبصق على جهته، ولا أعتقد أن هذا الفعل الذي قام به مستوطنون أمس في القدس يعبر عن مخالفة أو جناية ما”.
“تصريحات بن غفير انعكاس لعقلية إرهاب دولة”
المطران عطالله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
ويرى رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا أن اعتداء المستوطنين وما تلاه من تصريحات لابن غفير، انعكاسا لعقلية إرهاب الدولة التي تتسم بها الحكومة اليمينية المتطرفة الحاكمة في “إسرائيل. “هذه الحكومة تمارس الإرهاب بأبشع أوصافه، عبر تبرير الاعتداءات اليومية على المقدسات الدينية المسيحية والإسلامية، في محاولة لإشعال الحرب الدينية”. وأكدّ أن هذه الجرائم الإرهابية لم تعد مدعومة من حكومة اليمين المتطرف كما كان في السابق، بل هي من تنفذها وتأييدها سواء تلك الأعمال التي تستهدف المقدسات الإسلامية أو المسيحية على حد سواء، وتعتدي عليها لصالح يهودية الدولة.”
وأوضح “حنا” أنّ هذه الجرائم هي استكمال لمسلسل الابرتهايد العنصري، الذي تمارسه حكومات الاحتلال اليمينية بحق أبناء الشعب الفلسطيني ومقدساته. وأشار إلى خطورة ما تتعرض له القدس كمدينة، في ظل الرغبة الجامحة للاحتلال بتغيير كل مظاهرها الحضارية، مضيفًا أن “هذه فرصة واجبة للنظر فلسطينيا بكل الأبعاد التي تحتم وجود إجماع فلسطيني حول الوحدة الوطنية وسبل مواجهة الاحتلال”. وأوضح أنّ هذه الاعتداءات تفرض نفسها على طاولة القرار الفلسطيني بوصفها عاملاً إضافياً الوحدة، وفهم حقيقة الصراع الذي يجب أن يكون على أساس محاكمة الاحتلال وإنهاء أي علاقة تمنحه فرصة الانقضاض على الفلسطينيين وحقوقهم.
“هذه التصريحات تعبر عن العنصرية والفاشية”
الاب عبدالله يوليو الرئيس الروحي لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في رام الله
من جهته، قال الرئيس الروحي لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في رام الله الأب عبدالله يوليو: إنّ هذه التصريحات تعبر عن العنصرية والفاشية لدى بن غفير وحكومته اليمينية المتطرفة. ووصف “يوليو” تصريحات بن غفير بـ “الوقحة”، مشيرا إلى أن سلوك الاحتلال في القدس له هدف واحد فقط، وهو عدم وجود أي شريك أو ديانة أخرى. وإعتبر ما يحدث “محاولة بائسة ويائسة لفرض السيادة الإسرائيلية اليهودية، دون احترام أي ديانة أخرى”، معبرًا عن قلقه من تنامي مشاعر الكراهية والعنصرية، ودفعها لتغذية حرب دينية في المنطقة. وأضاف الاب يوليو “أقول لابن غفير إذا طال الليل فلن يطول الاحتلال، ولا بد أن ينجلي يوما عن الأرض، وتشرق شمس الحرية على القدس”.
“ستؤدي مثل هذه الحوادث إلى إشعال معاداة السامية”
الاب فرانشيسكو حارس الأراضي المقدسة
وقال الأب فرانشيسكو باتون، حارس الاراضي المقدسة “إن الحجاج يشعرون بالقلق من زيارة إسرائيل وسط تزايد العنف ضد أعضاء الكنيسة وضد الأماكن المقدسة. وفي مقابلة نادرة مع موقع كالكاليست، شقيقة موقع واي نت، قال باتون إنه تم الإبلاغ عن مثل هذه الحوادث على الفور في جميع أنحاء العالم، وأنه يسمع ردود أفعال من الدبلوماسيين والقادة السياسيين وأعضاء الصحافة. وحذر من أن هناك خطرا حقيقيا من أن تؤدي مثل هذه الحوادث إلى إشعال معاداة السامية“.
وقال رئيس التجمع الوطني المسيحي في القدس، ديمتري دلياني: إن “ابن غفير حاول التنصل من جريمة الفكر الصهيوني، وتحميلها للإرث اليهودي، في إساءة لدينه أولا قبل الإساءة للأديان الأخرى” . أن تصريحات ابن غفير العنصرية تعبير عن غباء الحكومة المتطرفة. وشدد أن ما صرّح به ابن غفير يشير إلى أننا نحتاج النظر في الإرث اليهودي بمجمله وليس فقط في الفكر السياسي والاجتماعي لدولة الاحتلال. وبيّن أن بن غفير كان يحاول حماية الفكر الإسرائيلي، لكنّه بشّع في إرثه اليهودي، مضيفًا أن “العرف المسيحي كان ينادي بذبح اليهودي، فهل مطلوب منا استدعاء هذا العرف، أم رفضه ونبذه؟”.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.