
السابق مؤتمر الكنيسة على مفترق الطُّرق في شيكاغو: ردُّنا للنّداءات العلنيّة للمسيحيّين الفلسطينيّين- نصّ الوثيقة
أكَّد الأب منير الراعي، مدير معهد البشارة اللّاهوتيّ في مدينة الناصرة، عقب حفل افتتاحه، أنَّ المعهد، والّذي أُنشئ تحت إشراف رئيس ومجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرض المُقدّسة، يُعدُّ الأوّل من نوعه في مدينة الناصرة وسائر الجليل، والّذي يهدف إلى الدّراسة والبحث في الإيمان الكاثوليكيّ، ويهدف أيضًا إلى البحث عن إجاباتٍ للأسئلة اللّاهوتيّة والأخلاقيّة والاجتماعيّة والدّينيّة الّتي يُثيرها النّاس اليوم في ضوء الوحي والتّعليم الدّينيّ المسيحيّ.
وقال الأب الراعي لـ ملح الأرض إنَّ وجود المعهد في الأرض المُقدّسة، يولي أهمّيّةً كبيرةً لتقاليد الكنائس المحلّيّة ودورها الرعويّ في المنطقة، ومعرفة الدّيانات المُختلفة.
وتابع قائلًا في حفل افتتاح المعهد: “هذا المكان ليس مجرّد جدرانٍ فحسب، بل هو أرضٌ مُقدّسةٌ ستزرع فيك كلمة الله وتُغذّيك بالبحث الجاد والصّلاة والتأمُّل، لتصدر خدّامًا يحملون رسالة المحبّة والسّلام، ويشهدون للمسيح في مجتمعهم ووطنهم”.
وحسب المعلومات الّتي زوّد بها الراعي موقع ملح الأرض فإنَّ معهد البشارة اللّاهوتيّ في الناصرة هو تحت إشراف ورعاية الكاردينال البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا ومجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرض المُقدّسة، ويحمل رؤيةً تقوم على تجذير الإيمان والمعرفة من خلال بناء أساسٍ وجدٍّ عميقٍ راسخ، يدمج بين التَّعليم الأكاديميّ والرّوحيّ. وخدمة المجتمع والكنيسة عن طريق إعداد علمانيّين وكهنةٍ ورهبانٍ وراهباتٍ قادرين على الانخراط في الخدمة بروح المسؤوليّة. إضافةً إلى تعزيز الوحدة وحوار الأديان خلال نشر قيم التّلاقي والحوار مع مختلف مكوّنات المجتمع.
ويُدرِّس المعهد المقررات التّالية مثل: العلوم الإنسانيّة، علم الاجتماع الدّينيّ، الكتاب المُقدّس، الوحي والإلهام، العقل والدّين والعهد القديم، إضافةً إلى التوراة والأنبياء وكتب الحكمة، المزامير والعهد الجديد كالأناجيل الإزائية وأعمال الرُّسل وإنجيل يوحنّا ورسائل القدّيس يوحنّا ورسائل القدّيس بولس والرّسائل العامّة، سفر الرؤيا، رسالة يعقوب، بطرس، يهوذا.
ويتطرَّق المعهد أيضًا إلى مواضيع اللّاهوت العقائديّ، سرّ الكنيسة، سرّ الله (ثالوث، خالق)، سرّ المسيح (يسوع مُخلّص)، القضايا الخاصّة مع المسيحيّة (الإسكاتولوجيا) اللّاهوت المقارن (العمل بين ديانات مختلفة) واللّاهوت الأسراري والأدبيّ وتاريخ الكنيسة وآباء الكنيسة والقدّيسين والأديان والكثير من المواضيع الأُخرى.
وخلال حفل الافتتاح الّذي كان يوم الجمعة الماضي، عبّر غبطة الكاردينال بييرباتيستا عن سعادته الكبيرة بافتتاح المعهد اللّاهوتيّ قائلًا: “هذا يومٌ رائعٌ وحلمٌ قديمٌ تحقّق، هذا شيءٌ جديدٌ يُعبِّر عن صوت الكنيسة في الجليل”، وأضاف قائلًا: ” تحدَّثنا حول هذا الموضوع مع مجلس الأساقفة الكاثوليك وتوصّلنا إلى ضرورة وجود مركزٍ لاهوتيٍّ يخدم المؤمنين وخصوصًا البالغين، لأنَّ الأشياء الّتي نتلقّاها ونحن صغار ليست كافية، ونحن بحاجةٍ إلى أنْ نعرف وأنْ نتعمَّق أكثر عن مضمون إيماننا، فكُلّما تعمَّقت في الكنيسة والإيمان، كلّما هذا الإيمان أصبح أعمق في قلبك”.
وشارك في حفل الافتتاح المطران رفيق نهرا، النّائب البطريركيّ في الجليل، المطران بولس ماركوتسو، المطران يوسف متى، رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل للروم الكاثوليك، والمطران موسى الحاج، رئيس أساقفة حيفا والأراضي المُقدّسة للموارنة، بالإضافة للكهنة والرّاهبات.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!