أجرى المقابلة داود كُتّاب – ملح الأرض

بادر الناشط الأرمني في القدس هاكوب دجيرزنزيان ناشطًا بالعمل لإنقاذ أراضي الحي الأرمني منذ أن أصبحت صفقة الأرض السرية المثيرة للجدل علنية. واسمه مدرج على قائمة المقدسيين الأرمن الذين رفعوا في 30 تشرين الأول/أكتوبر دعوى قضائية ضد حدائق زانا وبلدية القدس. وفيما يلي مقابلة معه يوم 3 نوفمبر حول هذه القضية.

ما هو المطلب الأساسي للدعوى المرفوعة في 30 أكتوبر؟

في الأشهر القليلة الماضية، منعت شركة زانا جاردنز، وهي الشركة التي أبرمت صفقة الأرض المثيرة للجدل مع البطريركية، الناس من دخول موقف السيارات المجاور للحي الأرمني. كان أفراد الجالية الأرمنية، بما فيهم أنا، يعملون مع محامين دوليين ومحليين لبعض الوقت لإيجاد طريقة لوقف هذه الصفقة بشكل قانوني. قمنا بتعيين مكتب محاماة محلي من القدس وقمنا بإعداد القضية التي تطالب بالوصول إلى موقف السيارات. وكان من المفترض أن يتم رفع القضية أمام المحاكم الإسرائيلية يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول، إلا أن المحكمة أغلقت أبوابها بسبب الأحداث التي شهدتها غزة قبل يوم واحد. تم تأجيل الإجراء القانوني بضعة أسابيع وتم رفعه أخيرًا في 30 أكتوبر.

إذًا، في الوقت الحالي، أنت واخرون ترفعون دعوى فقط من أجل الوصول إلى موقف السيارات؟

نحن نرفع دعوى قضائية ضد المستثمر وبلدية القدس بتهمة الإضرار بحقوق المجتمع. يضطر مجتمعنا الأرمني إلى الوقوف خارج المدينة القديمة والسير لمسافة طويلة إلى الحي الأرمني. في هذه الفترات الحساسة سياسيا، تشكل الطرق خطرا على مجتمعنا. لذا، نعم، نحن نرفع دعوى قضائية من أجل حقوق مجتمعنا، من دفعوا رسوم استئجار مواقف السيارات، حيث يجب احترام حقوقهم خاصة من قبل البلدية التي لا تساعد سكان مجتمعنا الذين يدفعون ضرائب المدينة. والبلدية التزام تجاه المقدسيين بتوفير أماكن كافية لوقوف السيارات. في الوقت الحاضر، تتركز القضية الوصول إلى مأرب السيارات. القضية برمتها هي السماح للجميع بركن سياراتهم بدونها.

لذا، إذا كنت لا تطالب بإلغاء صفقة الأرض، فما الذي تتطلبه الدعوى بالضبط؟

في يوم الخميس الموافق 26 أكتوبر، وصل ممثل شركة الأراضي رجل يدعى جورج ورور، وهو مواطن عربي إسرائيلي يعمل مع حدائق زانا، إلى الحي الأرمني بالجرافات وحاول هدم الجدران والإضرار بالممتلكات. وقد دافع أفراد المجتمع المحلي بأجسادهم المادية. وكان من بين المتظاهرين أعضاء من رجال الدين الأرمن. واستمر هذا يوميا لمدة أسبوع.  حضرت الشرطة الإسرائيلية وبعد الاستماع إلى الطرفين قررت السماح بحل هذه القضية بشكل قانوني. لذلك، في حين أن القضية في الوقت الحالي تتعلق بالوصول للمآرب، فإن خطواتنا التالية ستكون فيما يتعلق بالصفقة، لكننا لسنا على استعداد للكشف عن استراتيجيتنا القانونية في هذا الوقت.

بالإضافة إلى طلب الوصول، فقد كسبنا أيضًا انضمام البطريرك لنا حيث أصدر بيانًا قال فيه إنه وافق على إلغاء الصفقة المثيرة.

ما الذي جعل البطريرك يتغير بعد رفضه ذلك لفترة طويلة؟

ليس من الواضح ما الذي دفع البطريرك الأرمني إلى تغيير رأيه والقرار من جانب واحد بإلغاء صفقة الأرض المثيرة للجدل والتي تضمنت التنازل عن حقوق ربع الأراضي التي كانت مملوكة للكنيسة الأرمنية لعدة قرون. وشملت الضغوط ضغطًا منتظمًا ومستمرًا من الجالية الأرمنية بما في ذلك الاحتجاجات الأسبوعية والمطالب المستمرة للبطريركية بإلغاء صفقة الأرض.

كما جاءت الضغوط دبلوماسيا عندما أوقفت الأردن وفلسطين الاعتراف البطريرك نورهان موناجيان حتى إعادة الأراضي المذكورة لأن هذا التغيير الواسع النطاق في الملكية يشكل انتهاكا للوضع الراهن في القدس حيث إن مدينة القدس القديمة هي تراث عالمي محمي من قبل اليونسكو. كما زادت المكالمات الهاتفية من رؤساء الكنائس ومسؤولي الحكومة الأرمنية من الضغوط.

هل تثق ببطريرك الأرمن الآن؟

 لا يمكنك خداع المجتمع الأرمني. إن حقيقة أنهم أصدروا خطابًا رسميًا يفيد بإلغاء صفقة الأرض هي خطوة أولى، ولكن هناك حاجة لمواصلة التعاون مع المحامين الدوليين والمحليين لتحقيق النجاح في هذه القضية. لقد كانت إحدى النتائج المبكرة لقرار البطريرك بإلغاء البيع من جانب واحد، هي وجود علاقة أفضل بكثير بين الطائفة الأرمنية والبطريركية. بعض النشطاء، وأنا منهم، لا يزالون لا يتحدثون مع البطريرك، ولكننا على اتصال منتظم مع العديد من موظفيه بما في ذلك رئيس عقارات الكنيسة الذي ينقل له الرسائل إلى البطريرك.

هل تريدون عودة فلسطين والأردن إلى العلاقات الطبيعية مع البطريرك؟

من المهم أن يكون هناك قرار بإلغاء العقد من جانب واحد، لكن علينا المتابعة بإجراءات محلية. وينبغي على الأردن وفلسطين احترام بيانهما المشروط والذي نص على الإبقاء التعليق حتى إعادة الأراضي الأرمنية إلى الكنيسة.

كيف تخططون لمعالجة هذه القضية في المحكمة؟ وما هي فرصك لإلغاء الصفقة قانونيا؟

نأمل أن نتمكن من كسب هذه القضية في المحكمة، لكننا لن نشارك أي شخص استراتيجيتنا القانونية، وخاصة في هذا الجزء من العالم. لقد أمضينا الكثير من الوقت في السفر والبحث عن جميع المستندات ذات الصلة واكتشفنا المزيد حول كيفية عمل السياسات الحكومية والبلدية وما يجب القيام به لإلغاء الصفقة. أنا لا أناضل إذا كنت لا أعتقد أن لدينا فرصة جيدة للفوز.  لدينا أيضًا خطط لرفع دعاوى قضائية حول العالم. لقد بدأنا بالفعل الاستعداد لاتخاذ خطوات في الولايات المتحدة ضد الأشخاص المتورطين وقدموا الدعم لهذه الشركة. القضايا ليست فقط ضد المستثمر وشركته، ولكن ضد العديد من الأشخاص الذين لديهم علاقات بهذه الصفقة. لن نتحدث عن استراتيجيتنا القانونية، ولكننا سنكون سعداء بمشاركتها بمجرد أن نتحرك في هذا الاتجاه.

كيف يمكنكم تحمل كافة الرسوم القانونية؟

هذا المشروع، وخاصة بالنسبة لرسوم المحامين المحليين، سيكلف الكثير من المال. لقد أنشأنا صندوقًا للإجراءات القانونية وفتحنا حسابًا مصرفيًا لذلك. لقد نجحنا في جمع الأموال محليًا ومن الأرمن من الولايات المتحدة مما يساعد في تعويض جميع تكاليفنا. يقدم محامون الأرمن الدوليون خدماتهم الكاملة لهذا المشروع مجانًا دون أي تكلفة. لقد جمعنا لغاية الآن 57,000 دولار من التبرعات ونأمل ان نصل الى 75,000 دولار. يمكن لأي شخص مهتم بدعم عملنا الضغط على صندوق الدفاع القانوني للأرمن في القدس هنا.

ما هو الدرس الرئيسي لنشاطك؟

الوحدة. أثبتت الوحدة بين المجتمع ورجال الدين في وقف البناء غير القانوني لشركة التطوير أن السبيل الوحيد للنجاح هو توحيد الجهود. ولذلك نحث البطريركية على التعاون الوثيق معنا لمعالجة هذه الأزمة كجبهة موحدة.

المقابلة الأصلية باللغة الإنجليزية هنا