Skip to content
Skip to content

الملك عبدالله: نفخر بكوننا موطِناً لموقع عُمّاد السيّد المسيح وبلُدنا المُسلم هو موطنٌ لمجتمعٍ مسيحيٍّ تاريخيٍّ- فيديو

تاريخ النشر: يونيو 17, 2025 7:43 م
1750168807964

الملك عبداﷲ الثاني أمام البرلمان الأوروبي

ألقى الملك عبداﷲ الثاني، يوم الثلاثاء، خطابًا أمام البرلمان الأوروبيّ في مدينة ستراسبورغ الفرنسيّة، تحدَّث فيه عن العديد من المواضيع الّتي تخُصُّ الوضع السياسيّ في الإقليم.

وأشار الملك في حديثه إلى أنَّ إيمان الأردن الرّاسخ بالقيم المُشتركة بين الأديان السّماويّة الثلاث “مُتجذِّرٌ في تاريخنا وتراثنا، وهو ما يدفع مبادئنا الوطنيّة المبنيّة على التّسامح والاحترام المُتبادل”. 

وحسب خطاب الملك “لقد سعيت من هذا المنبر، ومن العديد من المنابر الأخرى على مرِّ العقدين الماضيين، إلى تسليط الضوء على القيم الّتي تجمعنا، فالعديد من هذه القيم متجذِّرة في أدياننا: الإسلام والمسيحيّة واليهوديّة، كقيم الرّحمة والعدل والمُساواة، والتّعاليم الأخلاقيّة الّتي توارثناها عبر الأجيال، مثل احترام الجار، وحماية الأطفال والأبرياء، ومُساعدة الفقراء والمُصابين، وحماية أرضنا، وغيرها من القيم”.

وقال الملك أمام الحضور في البرلمان الأوروبيّ: إنَّ إيمان الأردن الراسخ بهذه القيم المشتركة متجذر في تاريخنا وتراثنا، وهو ما يدفع مبادئنا الوطنيّة المبنيّة على التّسامح والاحترام المُتبادل. نحنُ نفخر بكوننا موطنًا لموقع عُمّاد السيّد المسيح عليه السّلام (المغطس)، وبلدنا المُسلم هو موطنٌ لمجتمعٍ مسيحيٍّ تاريخيٍّ، وجميعُ مواطنينا يتشاركون في بناء وطننا. 

وهذه القيم تقع في صلب الوصاية الهاشميّة على المُقدسات الإسلاميّة والمسيحيّة في القدس، والّتي تعهّدنا بحماية هويّتها التّاريخيّة مُتعدِّدة الأديان من أيّ اعتداء. ويعود تاريخ هذا الالتزام إلى وعدٍ لأهل القدس مُنذ قرونٍ عديدةٍ، فقد أمرَتِ العهدة العمريّة المسلمين باحترام كنائس مدينة القدس وحمايتها، وعدم إيذاء أيّ كاهنٍ ولا قتل طفلٍ أو امرأةٍ أو شيخ، وبعد مرور ألف عامٍ، جعلَت اتفاقيّات جنيف هذه المبادئ نهجًا عالميًّا، إلّا أنَّ الأحداث الأخيرة قد وضعت هذه القيم والمبادئ في موضع الشّك، وعلينا أنْ نعمل جاهدين لنضمن صمودها على مر الزّمن والأزمات”.

في نفس السياق كتب القس سامر عازر مقالا بعنوان “فخر بكوننا موطنًا لموقع عمّاد السيد المسيح، وبلدنا المسلم موطنًا لمجتمع مسيحي تاريخي” قال فيه “حين وقف جلالة الملك عبدالله الثاني في قلب البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ يوم الثلاثاء ٢٠٢٥/٦/١٧، لم يكن فقط يُقدّم خطابًا سياسيًا، بل شهادة حيّة عن الأردن، وطن الرسالة والكرامة، حين قال: “نفخر بكوننا موطنًا لموقع عمّاد السيد المسيح، وبلدنا المسلم موطن لمجتمع مسيحي تاريخي… “. هذه الكلمات تختصر هوية وطننا، وتنبض الحقيقة التي نحياها يوميًا في هذا الشرق المتعب، بأنَّ أرضنا المقدسة ما زالت تحمل في عمقها جذور اللقاء، لا الصراع، ورسالة الرجاء، لا اليأس

وجاء في المقال :نحن، أبناء هذا البلد المبارك، نعرف أنَّ مياه نهر الأردن لم تكن مجرد مجرى مائي، بل حبلًا سريًا يربط الأرض بالسماء، حين جاء السيد المسيح ليعتمد من يوحنا المعمدان في بيت عنيا عبر الأردن، فتقدّس الماء، وانفتحت السماوات، وامتلأت الأرض من مجد الرب. هذا الموقع، الذي نعتز به كأردنيين، ليس مجرد شاهد على حدث تاريخي، بل هو مرآة تعكس هوية بلدنا الروحية، ومكانة الأردن الدينية، وحالة الوئام الديني والعيش المشترك.

ونغمة هذا الخطاب تتجلّى بأنَّ التعددية بأبعادها هي ثروة وغنى، ففي أردنّنا نُصغي لصوت الأذان ونرنّم للميلاد في آنٍ واحد. نحتفل معًا بالأعياد، ونحزن معًا حين يُصاب الجسد الوطني، وننهض معًا لأننا نؤمن أننا عائلة واحدة في وطن واحد، لا تفصلنا المذاهب ولا تقسمنا الأديان، بل يجمعنا حبّ الله، ووحدة المصير، وكرامة الإنسان.

والمسيحيون في الأردن، كما يؤكد الملك دومًا، ليسوا ضيوفًا، ولا أقليّة، ولا هامشًا. إنهم جزء أصيل من نسيج هذه الأرض، شركاء في بناء الدولة، وفي حفظ القيم، وفي الدفاع عن العدالة. إنهم شهود للعيش المشترك، ومواطنون يعملون في الخدمة العامة، والتربية، والرعاية الصحية، والدفاع عن الوطن، حاملين مع إخوتهم المسلمين أمانة الوطن، وراية المحبة.

وحسب المقال “وفي عمق هذا الخطاب نجد الدعوة لمواجهة خطاب الكراهية والتطرّف الذي يفتك بالعالم، فالصراع ليس بين المسلمين والمسيحيين، بل صراعا بين قوى الإعتدال والتطرف، وبين من يقيمون ورنا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني من جانب وبين من يتبعون ازدواجية المعايير من جانب آخر. وها نحن في الأردن نؤكد، بالفعل لا بالقول فقط، أن التلاقي بين الأديان ممكن على قاعدة المحبة والقيم المشتركة، وأن الاحترام المتبادل ليس شعارات، بل ممارسة نعيشها ونورثها لأبنائنا.”

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment