Skip to content

الملك عبدالله الثاني: تفريغ المنطقة من الوجود المسيحي سيكون أمراً كارثيا للجميع

رابط المقال: https://milhilard.org/qgbn
تاريخ النشر: ديسمبر 29, 2022 10:42 ص
320783294_1328050067975456_7306132835761241242_n
رابط المقال: https://milhilard.org/qgbn

بثت قناة سي إن إن الأمريكية، يوم الأربعاء، مقابلة مع الملك عبدالله الثاني، كانت قد أجرتها الإعلامية بيكي أندرسون قبل نحو أسبوعين، ضمن تقرير لتسليط الضوء على موقع عمّاد السيد المسيح عليه السلام (المغطس)، وجهود الأردن لتطوير المنطقة المجاورة للموقع.

وركز الملك في المقابلة، التي تم تصويرها في منطقة المغطس، على جهود حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وحماية الوجود المسيحي بمنطقة الشرق الأوسط، ومكانة القدس كمدينة تجمع ولا تفرق، إضافة إلى مساعي المملكة لحماية موقع المغطس وتطوير المنطقة المجاورة له.

وأكد الملك أن المغطس له أهمية بالغة للأردن، وهو من منظور تاريخي ديني، يعد واحدا من أقدس ثلاثة أماكن للديانة المسيحية. مشددا على أن الموقع يروي قصة أوائل اللاجئين إلى الأردن، المسيح عيسى عليه السلام، وهي قصة تمتد إلى موجات اللجوء التي شهدناها في عصرنا هذا، مضيفا “هنا كانت البدايات، وهذه رواية تحكي قصة الأردن عبر الزمان”.

وقال جلالة الملك في المقابلة إننا حريصون على الحفاظ على موقع المغطس لقرون قادمة، باعتباره واحدا من مواقع اليونسكو للتراث العالمي التي يجب علينا حمايتها.

وتابع جلالته إن ما سيحدث في المنطقة المجاورة للمغطس سيدعم هذا الموقع التاريخي المهم، إذ سيتم إنشاء متحف لتسليط الضوء على تاريخ المسيحية، وحدائق للزهور والأعشاب والنباتات القديمة من المنطقة، ومراكز تدريب لمختلف الكنائس.

اقرأ ايضا: ملح الأرض” تنشر مخططات تطوير الأراضي المجاورة” للمغطس

وبين جلالته أن الموقع له مكانة مهمة للجميع، ويؤمه الزوار من المسلمين والمسيحيين، ما يعزز الروابط بين المسيحية والإسلام، ويحافظ على الإرث المسيحي التاريخي في الأردن.

وردا على سؤال حول خطاب الملك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام، والإشارة التي تضمنها إلى القدس، جدد التأكيدعلى أن المدينة المقدسة يجب أن تكون مدينة تجمعنا، محذرا من محاولات استغلالها من المتطرفين لإذكاء الصراع والعنف. وأضاف “نحن الأوصياء على المقدسات المسيحية كما الإسلامية في القدس، وما يقلقني هو وجود تحديات تواجه الكنائس بسبب السياسات المفروضة على الأرض، وإذا ما استمر استغلال القدس لأغراض سياسية، يمكن أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة بسرعة كبيرة”.

وردا على سؤال عن المخاطر التي تواجه الوجود المسيحي بالمنطقة، قال جلالة الملك إن في الأردن وفي القدس أقدم مجتمع عربي مسيحي في العالم، “وهم هنا منذ ألفي عام، وعلى مدى الأعوام الماضية، بتنا نلاحظ أنهم كمجتمع يتعرضون لضغوطات، وبالتالي فإن أعدادهم في تناقص، وهذا باعتقادي ناقوس خطر لنا جميعا”.

وفي معرض إجابته على سؤال حول مخاوف اندلاع انتفاضة ثالثة، قال لا بد أن نشعر بالقلق حيال قيام انتفاضة جديدة، وإن حصل ذلك، فإنه قد يؤدي إلى انهيار كامل، وهذا أمر لن يكون في صالح الإسرائيليين ولا الفلسطينيين، مبينا أن الجميع في المنطقة قلقون للغاية، ومنهم موجودون في إسرائيل ويتفقون على ضرورة الحيلولة دون حصول ذلك.

وفي إجابته على سؤال فيما إذا كان الوضع الراهن ودوره بصفته الوصي على الأماكن المقدسة في القدس مهددين بسبب التوقعات المرتبطة بالحكومة الإسرائيلية الجديدة، قال الملك إن هناك دوما أشخاصا يحاولون الدفع باتجاه ذلك، وهذا مصدر للقلق، ولكن لا أعتقد أن هؤلاء الأفراد تحت أنظار الأردن فقط، بل هم تحت أنظار المجتمع الدولي.

وتابع قائلا “وفي المقابل، لدينا خطوط حمراء، وإذا ما أراد أحد تجاوز هذه الخطوط الحمراء، فسنتعامل مع ذلك، ولكن ندرك أن الكثير من الجهات في إسرائيل تشاركنا القلق”.

اقرأ ايضا: مدير موقع المغطس رستم مكجيان يتحدث لـ ملح الأرض:  الأردن متحف مفتوح للسياحة الدينية

وفيما يتعلق بدور الأردن في تعزيز الاستقرار في المنطقة، قال جلالته إن الأردن كان الملاذ للمسيحيين الأوائل وللسيد المسيح عيسى عليه السلام بنفسه.

وأضاف الملك بهذا الصدد “أعتقد أن هذا أمر في صلب تراثنا، وجدي الشريف الحسين بن علي، رحمه الله، وفر ملاذا آمنا للمسيحيين الأرمن في الأردن حين كانوا يبحثون عن الأمن والأمان”.

ولفت إلى أن الأردن وفر الملاذ للمسيحيين العراقيين والسوريين في السنوات القليلة الماضية، الذين لجؤوا إلى المملكة إثر أفعال داعش في سوريا والعراق.

وحذر الملك من أن تفريغ المنطقة من الوجود المسيحي سيكون أمرا كارثيا بالنسبة للجميع، مؤكدا أن المسيحيين جزء من ماضينا وحاضرنا، ويجب أن يكونوا جزءا من مستقبلنا.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content