Skip to content

المقدسيّون ينعون الطّبيبة الحنونة “أدرينه كاركشيان” والّتي خدمَتْ أطفال فلسطين بتفاني وإخلاص

رابط المقال: https://milhilard.org/wbj4
تاريخ النشر: أكتوبر 15, 2024 10:12 ص
49d03b0c-682d-43d5-a9ee-e14baa4aac38
رابط المقال: https://milhilard.org/wbj4

الوزيرة فارسين أغابكيان لـ ملح الأرض: أحبَّ الأطفال كاركشيان.. كانَتْ ماهرة في تخفيف آلام الأطفال المرضى وقلق والديهم

داود كُتّاب

نعى أهل القدس رحيل أحّد أبرز أعضاء الجّالية الأرمنيّة في القدس. حيث ستظلّ الدكتورة أدرينه كاركشيان (1927-2024) تُذكَر كطبيبة أطفال بارزة، خدمَتْ مجتمع اللّاجئين الفلسطينيّين والفلسطينيّين لأكثر من 60 عاماً. وعلى الرّغم من أنَّها خدمَتْ في منطقة القدس على وجه التحديد، إلّا أنَّ شهرتها نمَتْ خارج حدود القدس.

تقول وزيرة الدولة الفلسطينيّة للشؤون الخارجيّة، فارسين أغابكيان-شاهين لـ ملح الأرض: “كان تفاني كاركشيان في خدمة الأطفال المرضى والأصحّاء في الزّيارات الروتينيّة لا مثيل له. خدمَتْ كاراكاشيان جنباً إلى جنب مع الأرمن الفلسطينيّين المقدسيّين البارزين في مجال الرّعاية الصحيّة: الأطباء وأطباء الأسنان والممرّضات والقابلات والصيادلة وغيرهم ممن خدموا فلسطين والمهنة الطبّيّة في القرن الماضي، والّذين سيظلّون في الأذهان إلى الأبد كجزءٍ من التّاريخ الفلسطينيّ في القدس”.

جاءتْ الدكتورة أدرينه كاركشيان من لبنان كطبيبة أطفال شابّة، وعملَتْ في مستشفى أوغستا فكتوريا (AVH) في القدس، ومع نظام الرّعاية الصحيّة التّابع للأونروا، أثناء خدمتَها مع الأونروا. 

عالجَتْ كاركشيان الأطفال، وأعدَّتِ الممرّضات والأطباء الممارسين الآخرين، و الممرضات اللّواتي أشرفن على مئات العاملين أو المتدرّبين في جناح الأطفال في مستشفى أوغستا فيكتوريا، وكانَتْ من بين الطّبيبات القليلات إن لم تكن الوحيدات في القدس في الخمسينيّات. كما كان لديها عيادتها الخاصّة حيث خدمَتِ الآلاف من الأطفال -الأرمن والعرب- غالباً مجّاناً. قد أحبَّتْ فلسطين واختارَتِ البقاء في القدس.

وتقول الوزيرة أغابكيان بثقة :”كلّ أسرة في القدس كانَتْ تعرف كاركشيان وزارَتْ عيادتها سعياً للحصول على استشارة طبّيّة لأطفالها، بما في ذلك والداي، حيث تلقّيتُ أنا وإخوتي العلاج بشكلٍ متكرّرٍ على يد الدكتورة كاركشيان وكذلك أطفالنا. كانت طبيبة أطفال مطلوبة بشدّة في القدس منذ حوالي 50 عاماً”.

أحَبَّ الأطفال كاركشيان، فقد كانت تتمتَّع بجسدٍ نحيف وصوتٍ مميَّزٍ يطمئّن الأطفال له. كانَتْ ماهرةً في تخفيف آلام الأطفال المرضى وقلق والديهم. واصلت خدمتَها الطبّيّة دون انقطاع حتّى بلغَتْ الثمانينيّات من عمرها، على الرّغم من انخفاض ساعات الخدمة اليوميّة في السنوات الأخيرة.

سيبقى ذكرها أيضاً باعتبارها الطّبيبة الّتي كانَتْ حنونةً تجاه مهنتها و مكرّسة لرعاية الأطفال وخاصّة المحتاجين، ونموذجاً يحتذى به للتّسامح والتّفاهم، والّتي أعطَتْ للآخرين بروح الهدف. سيتذكَّرها النّاس أيضاً لأعمالها الخيريّة، وخاصّةً تجاه التّعليم الّذي ساهمَتْ فيه بمئات الآلاف من الدولارات.

شعبيا تم تسمية تقاطع عيادتها في شعفاط ب “مفرق كاركشيان”

النّاشطة المقدسيّة سلوى هديب تتذكّر دكتورة الأطفال أنَّها خدمَتِ المقدسيّين لعقود طويلة: “كانَتْ طبيبة لكلّ طفل مقدسيّ لسنوات طويلة حتّى أصبح موقع عيادتها بوصلة طريق في شعفاط. الدّكتورة كاركشيان لروحك سلام القدس وأهلها”.

يقول جورج سحار ل ملح الأرض: عندي قصّة شخصيّة مع الدكتورة كاركشيان. في طفولتي كانَتْ والدتي تأخذني للعلاج عندها. وبعد أن مرَّتْ سنوات طويلة، وكبرنا، إلتقيتُ بها. المفاجأه كانَتْ أنَّها تذكّرتني فوراً بمجرّد أن قلت لها إسمي! وذلك بعد ٣٠ سنة على الأقل! وقالَتْ لي تفاصيل وذكريات عن طفولتي بمنتهى الدّقة! حتّى الآن مندهش كيف تذكّرتني فوراً بمجرّد سماع الإسم”.

ونعى مجلس إدارة جمعيّة الإغاثة الأرمنيّة في القدس وأعضاؤها فقدان الدّكتورة أدرينه كاركشيان الّتي توفّيت يوم السبت 12 أكتوبر 2024. ولِدَتِ الدّكتورة كاركشيان عام 1927 في لبنان. تلقَّتْ تعليمها الابتدائي في مدرسة نشان بالانجيان، وتعليمها العالي في كليّة الطّب. في عام 1951 كانت واحدة من أوائل الأطباء وأطباء الأطفال المتميّزين الّذين انضمّوا إلى منظّمات وكالة الأمم المتحدّة لإغاثة وتشغيل اللّاجئين الفلسطينيّين “الأونروا” حيث خدمَتْ في المنظّمة لأكثر من عشرين عاماً. في عام 1967، افتتحت عيادتها الخاصّة لمواصلة خدمتها المخلصة لجميع الأطفال المحتاجين. كانَتِ الدّكتورة كاركشيان أكثر من مجرّد طبيبة. كانَتْ شخصاً قويّاً ومخلصاً وعطوفاً، وقد لامست خدماتها ورعايتها ودعمها حياةً لا حصر لها من الأطفال المحتاجين في مجتمعها.

آخرون قالوا عنها:

  • عُرِف عنها علاج الأيتام مجّاناً .. وارتبط اسمها بأحّد أشهر مفارق مدينة القدس …
  •  لروحها السلام، مع خالص تعازينا لأهلها في القدس وبيروت …
  • وفاة الطّبيبة المقدسيّة ”أدرينه كاركشيان” ذات الأصول الأرمنيّة، وهي صاحبة عيادة كاركشيان للأطفال الّتي كانَتْ سابقاً في قرية شعفاط بالقرب من تقاطُع التلّة الفرنسيّة.
  • اشتهرَتْ كأحّد أفضل أطبّاء الأطفال في مدينة القدس.
  • أهل القدس كرّموها بحياتها، بتسمية مكان العيادة (بيتها) باسم “مفرق كاركشيان”

تمَّ دفن كاركشيان بسلام الإثنين 14 تشرين الأوّل 2024 في المقبرة الأرمنيّة على جبل صهيون في القدس، المدينة الّتي أحبّتها، وسيظلّ النّاس يتذكّرونها إلى الأبد كطبيبة أطفال حنونة ومخلصة أحّبَّتِ الجميع.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content