
السابق نبيل غيشان لـ ملح الأرض: الصّحافة مهّدت الطّريق للنّيابة… وتراجُع الحضور المسيحيّ في وظائف الدّولة هو انسحابٌ طوعيٌّ لا إقصاء
ملح الأرض– داود كُتّاب
بعد أنْ انتقلَتْ إلى الأمجاد السماويّة، تمَّ في مراسمٍ دينيّةٍ دفن جثمان آيلين كولمان مُؤسِّسَة مصحّة المفرق للأمراض الصدريّة والمعروفة ب “الرّيسة”. والّتي توفّيَتْ يوم الأربعاء عن عمرٍ يناهز 94.
وقد شارك في مراسم الدّفن عددٌ من رُعاة كنيسة الاتحاد الإنجيليّة في الأردن القسّ مُنذر شحاتيت، القسّ جليل معايعة، القسّ يوسف حشوة والقسّ نور سهاونة.
كما حضر المراسم أعضاء كنيسة الاتحاد في المفرق و رئيس المجمع الإنجيليّ الأردنيّ الباشا عماد معايعة الّذي قدَّم كلمة تعزيةٍ باسم المجمع الإنجيليّ وعددٌ من الأصدقاء المحلّيين والأجانب وعددٌ من وجهاء المفرق وجمهور من أهل المفرق مسيحيّين ومُسلمين وقدامى المرضى من الأردن وفلسطين كما حضر العزاء السّفير الأستراليّ في الأردن.
والمعروف أنَّ آيلين كولمان عملَتْ في مستشفى العروب في فلسطين قبل أنْ تأتي للأردن عام ( 1965 ) حيثُ كرّسَتْ حياتها لخدمة المحتاجين والمرضى في الأردن، وخاصّةً في محافظة المفرق وبين أبناء وبنات المُجتمع البدويّ.
بدأتْ مراسم الدّفن بكلمة ترحيبيّة من الأخ هرب كلاسن الرّئيس الحالي لمصحّ النور وثمَّ قدَّم الأخ نصري خوري نبذةً عن حياة الأخت المُنتقلة وعن بدايات مصحّ النور. كما وقدَّم مجموعة من موظّفي مصح النور ترنيمة باللّهجة البدويّة.
وقد حظيَتِ الأخت آيلين وهي استراليّة الأصل بتكريمٍ رسميّ من الدّيوان الملكيّ الهاشمي العامر:
*ففي عام 1989، منحتْها جلالة الملكة نور الحسين وسامًا تقديريًّا لجهودها في المجال الطبيّ.
*وفي عام 2000، منحها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وسام الاستحقاق من الدّرجة الأولى وسام الحسين، عرفانًا بدورها الإنسانيّ البارز.
*سنة 2024 وسام من قِبَل جلالة الملك عبدالله الثاني في احتفالٍ خاصّ في مدينة المفرق.
*وسام من الملكة اليزابيث ومنحتها لقب سيدة.
ومن المقرر إقامة خدمة خاصّة للأخت آيلين يوم الاثنين في مصحّة المفرق.
وأرسل القسّ داني عوض راعي الكنيسة المشيخيّة في بيت لحم رسالة تعزيةٍ حارّة. كما وجاء على موقع فيسبوك الكنيسة “أنَّ الأخت آيلين من أوائل الشخصيّات البارزة الّتي خدمَتْ في مشفى البركة العروب ، والكنيسة المشيخيّة بيت لحم في بداية الستينات .وبعدها توجَّهَتْ إلى المملكة الأردنيّة الهاشميّة برفقة دكتورة اليانور سولتو ، وقاموا بتأسيس مشفى المفرق في الأردن.. شخصيّة أحبَّتِ الشّعب الفلسطينيّ والشّعب الأردني .الرّبُّ أعطى والرّبُّ أخذ فليكن اسم الرّبّ مباركًا.”
واعلن القس عصام رعد انه تقديرًا لأثر إيلين العميق، أطلقت منظمة هومhome على معهد التمريض المستقبلي في مستشفى هوم بالقاهرة اسم إيلين كولمان. وقال ان تلك التسمية للمعهد تعكس شغفها بتدريب الممرضات المسيحيات اللواتي يخدمن بمهارة وتعاطف.
كما ونشر القس فارس ابو فرحة كلمة رثاء بعنوان السماء ترحب بك جاء فيها: “كان لي شرف التعرف عليها والتعلم منها في الأردن. لن أنسى أبدًا حبها وتضحياتها، وكيف وهبت شبابها وحياتها وكل شيء لشعوب الشرق الأوسط.”
كما قام بإرسال رسالة تعزية القسّ ديفيد أيوب الريحاني الّذي صرَّحَ لـ ملح الأرض أنَّ آخر لقاء له مع الرّاحلة كان في أيلول 2013 حيثُ كان في رفقة الدُّكتور جيف تَنِكليف، رئيس التّحالُف الإنجيليّ العالميّ، في زيارة خاصّة لها في مستشفى النور – المفرق، في أيلول 2013. حيثُ قال: “حين رافقتُ الدّكتور لزيارتها لمسنا مُجدَّدًا روحها الإيمانيّة، ومحبّتها العميقة للنّاس، وشجاعتها في مواصلة خدمتها رغم التحدّيات الصحيّة والجغرافيّة والإنسانيّة”.
وقدَّمَ الريحاني في الرسالة “أحرّ التّعازي إلى عائلة آيلين كولمان. . نودِّعُ اليوم إنسانةً عظيمةً، خادمة الرّبّ وأيقونة للرّحمة والتضحية والشجاعة، وقد دخلَتْ إلى فرح سيّدها، بعد أنْ تركَتْ لنا جميعًا إرثًا من المحبّة والخدمة والإيمان العميق. ونقدم التّعازي لأهلها وذويها في استراليا، وإلى العاملين في مستشفى ومصحّ النور، وإلى جميع الدّاعمين لهذه الخدمة المُباركة، وفي مُقدِّمتهم عائلة غراهام وقيادة منظمة Samaritan’s Purse، الّذين وقّفوا بجانبها لسنوات طويلة في دعم رسالة المحبّة والشّفاء. “الرّبُّ أعطى والرّبُّ أخذ، فليكن اسم الرّبِ مباركًا”
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!