
السابق وفد نيابي أردني يلتقي بطريرك الروم الأرثوذكس للإسكندرية وسائر أفريقيا
ملح الأرض – ليث حبش
في إنجازٍ جديد يعكس الأهمّيّة التّاريخيّة والدّينيّة لموقع المغطس، حصد الموقع جائزة “جيست أكتا” العالميّة للسّياحة الأثريّة والثّقافيّة لعام 2025، ليؤكِّد بذلك مكانته كواحد من أبرز المواقع الدّينيّة والتّراثيّة في العالم.
مكانة دينيّة وتاريخيّة فريدة
يقع موقع المغطس، المعروف باسم “بيت عنيا عبر الأردن”، في وادي الأردن شمال البحر الميت، ويضم منطقتين أثريتين رئيسيتين تل الخرار (تل مار إلياس) ومنطقة الكنائس، التي شُيّدت تخليدًا لذكرى عماد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان.
المهندس رستم مكجيان، مدير عام هيئة موقع المغطس، أوضح في حديث خاص لـ”ملح الأرض” أن هذا الموقع ليس مجرد معلم أثري، بل يحملُ قيمةً روحيةً وإيمانية عميقة، إذ يُعدُّ المكان الذي بدأت منه المسيحيّة وانتشر منه تقليد المعمودية لدى مختلف الطوائف المسيحية. وأضاف “الموقع شهد حضور العديد من الأنبياء عبر التاريخ، وهو اليوم وجهة رئيسية للحجاج من مختلف أنحاء العالم”.
جائزة عالمية تعزز السياحة الدينية
حصول المغطس على جائزة “جيست أكتا” العالمية، التي تمنحها مجموعة الصحافة السياحية الإيطالية GIST، يُمثل دفعة قوية للسياحة الدينيّة في الأردن، خاصة أن الجائزة تُمنح لأفضل المواقع التراثية في العالم التي تُساهم في الحفاظ على الإرث الثقافي والترويج للسياحة المستدامة.
وأكد مكجيان لـ”ملح الأرض” أن هذا التقدير الدولي سيُعزز من جهود الأردن في استقطاب المزيد من الحجاج والسياح، داعيًا الزوار من مختلف أنحاء العالم لاكتشاف الموقع المقدس والاطلاع على الإرث الديني والثقافي الذي يحتضنه.
إلى جانب أهميته الدينية، يحمل المغطس رسالة إنسانية تتمثل في تعزيز التفاهم بين الأديان وبناء جسور المحبة والسلام وتابع مكجيان حديثه بالقول “المغطس ليس مجرد موقع أثري، بل هو شاهد على التاريخ الحي الذي يجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل، ويعكس روح التسامح الديني الذي لطالما ميّز الأردن”.
اهتمام ملكي وحماية دولية
منذ اكتشافه، حظي المغطس برعاية خاصة من العائلة الهاشمية، حيث أُنشئ مجلس أمناء برئاسة سمو الأمير غازي بن محمد للحفاظ عليه وتطويره وفي عام 2015، أُدرج الموقع رسميًا على قائمة التراث العالمي لليونسكو، ليحظى بحماية دولية تؤكد أهميته الاستثنائية.
وأشار مكجيان لـ”ملح الأرض” إلى أن عملية التسجيل تطلّبت جهودًا كبيرة من فريق متخصص، عمل على توثيق المكان وإثبات أصالته التاريخية والدينية عبر الأدلة الأثرية والوثائق التاريخية، مؤكدًا أن المغطس يتميز بأسلوبه التقليدي في ممارسة طقوس التعميد، وهو ما جعله موقعًا محوريًا للحجّ المسيحي.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!