السابق غياب الحوكمة الرشيدة عن مؤسساتنا المسيحية
رابط المقال: https://milhilard.org/vvmp
عدد القراءات: 632
تاريخ النشر: سبتمبر 6, 2021 6:26 م
رابط المقال: https://milhilard.org/vvmp
للاهمية تعيد “المغطس” نشر تحقيق قامت به عمان نت حول قضية مرفوعة ضد بطريركية اللاتين وجامعة مادبا والفاتيكان
*تكشف القضية (السرياني ضد الفاتيكان وآخرين) التي تم إيداعها في مقاطعة سان برناردينو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية في 23-8-2019 وتشمل 87 صفحة، صراعات داخلية وما يبدو أنه تخبط وسوء إدارة إضافة إلى إقامة العديد من الشركات الموازية للتهرب، على ما يبدو، من المسؤولية واستخدام كبار المسؤولين في بطريركية القدس لحساباتهم الخاصة في الأردن والولايات المتحدة.
*بطريركية اللاتين تواجه في السنوات الأخيرة عجزاً مالياً كبيراً يبلغ حوالي ١٠٠ مليون دولار أمريكي، سببه سوء الإدارة التشغيلية السابقة
*بطريركية اللاتين تبيع قطعة أرض في منطقة رؤوس الجبال بالناصرة تبلغ مساحتها نحو 300 دونم، لتسديد ديونها.
علمت “عمان نت” بوجود دعوى قضائية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية للمطالبة بـ 31 مليون دولار من بطريركية اللاتين في القدس وحاضرة الفاتيكان بصفتهم مالكين للجامعة الأمريكية في مدينة مأدبا الأردنية. فيما يقول مصدر مطلع من أبناء الرعية اللاتينية في الأردن إن “القضية مبنية على معلومات مغلوطة وخاطئة وتفتقر للوثائق”. وليس واضحا إذا كانت المطالبة القانونية جزءا أم إضافة للديون التي اعترفت فيها بطريركية اللاتين ولأول مرة، في بيان لها في 12 حزيران الحالي.
وكان البيان قد أعلن “أن بطريركية اللاتين تواجه في السنوات الأخيرة عجزاً مالياً كبيراً يبلغ حوالي ١٠٠ مليون دولار أمريكي، سببه سوء الإدارة التشغيلية السابقة، الذي يرتبط مباشرة بالجامعة الأمريكية في مأدبا.” ويضيف البيان أنه “تم تعيين سيادة رئيس الأساقفة المطران بيير باتيستا بيتسابالا مدبراً رسولًياً من أجل التوصل إلى حل لهذه المشاكل. في السنوات الأربعة الماضية، تم القيام بعمل هام لإعادة تنظيم الإدارة، رافقه وضع ضوابط وقيود داخلية مناسبة. مع تراكم الديون الهائلة، وبالرغم من الجهود العديدة المبذولة لجمع المال، فقد اتضح لنا أن الحل الوحيد يتمثل في بيع بعض الممتلكات، ويتم النظر أيضًا في بيع عدة ممتلكات في الأردن من أجل سداد بقية الدين.”
وأفاد المصدر من أبناء الرعية لـ”عمان نت” بأن البيان يعبر “ضمنيا عن اعتذار البطريركية عن الممارسات الخاطئة التي اقترفها البعض بحق الكنيسة ممن خانوا ثقة السلطات الكنسية في البطريركية وعاثوا فسادا إداريا أو ماليا، معتبرا أن العجز المذكور في البيان مترتب في جزء كبير منه على بناء جامعة مرموقة.”
أسباب العجز المالي
كما أفاد نفس المصدر بأن “العجز المترتب على مالك الجامعة جاء نتيجة لفوائد القروض والمصاريف التشغيلية للجامعة خلال السنوات الأولى من انطلاقتها بما رافقها من سوء إدارة في بعض الأحيان والمواقع في وضع الخطط والبرامج ودراسة الأولويات والإمكانيات المتاحة خلال إنشاء الجامعة وبعض التصرفات غير المسؤولة من قبل البعض. “ويؤكد المصدر على “محاسبة كل المقصرين والذين خانوا الثقة التي أعطيت لهم بممارسات سلبية في أدوارهم ومهامهم والتي هي في عهدة حكم القضاء والمحاكم، حيث تم إصدار قرارات بخصوص بعضها، فيما لا يزال البعض الآخر أمام القضاء النزيه.”
ورغم تبرع البابا يوحنا بولس الثاني بتكلفة الأرض المقامة عليها الجامعة في آذار عام 2000 وتبرع البابا بندكتس ب 15 مليون يورو لإقامة الجامعة عند زيارته لمأدبا في حزيران 2009، إلا أن تكلفة البناء والتشغيل تجاوزت بكثير المبالغ المرصودة لذلك. وقد بدأت ديون الجامعة الأمريكية تتراكم بالأساس من خلال مجموعة قروض للسنوات 2009-2012 من خمس بنوك أردنية تصل قيمتها الإجمالية إلى 37 مليون دينار، والتي يبدو أنه تم سدادها من قبل قرض من بنك سويسري بـ 50 مليون يورو، بضمان الفاتيكان في أواخر عام 2015.
بيع أراض في الناصرة
وكان المدبر الرسولي بيير باتيستا بيتسابالا قد حاول لمدة سنتين التعاون مع الحكومة الفلسطينية لبيع أراض للبطريركية في منطقة تياسير شمال غرب الضفة الغربية، إلا أن المحاولات باءت بالفشل. ويقول د. رمزي خوري رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين لـ “عمان نت” إن العمل لم يتوقف لإيجاد بائع مؤتمن. “للأسف فإن الوضع المالي للحكومة الفلسطينية لم يمكنها من شراء تلك الأرض ونحن الآن نعمل مع القطاع الخاص لإيجاد جهات معينة مؤتمنة لشرائها”. وقد تسبب عدم بيع الأرض في الضفة بإجبار البطريركية على بيع أراض غير وقفية وبعيدة عن وسط مدينة الناصرة لمستثمر عربي معروف في الداخل.
وشارك العشرات في وقفة أمام كنيسة البشارة للاتين في مدينة الناصرة، صباح الأحد 21 حزيران، احتجاجا على نية بطريركية اللاتين بيع قطعة أرض في منطقة رؤوس الجبال بالناصرة تبلغ مساحتها نحو 300 دونم، لتسديد ديونها. كما تم توزيع ملصق يقول “أرض البشارة مش للتجارة”. وطالب عدد من الناشطين بـ”تشكيل لجنة استشارية موازية للجان البطريركية، لمتابعة السبل الكفيلة بوقف صفقات بيع أراضي وقف اللاتين”. فيما تقول الكنيسة إن الأراضي المباعة ليست أوقاف كنسية، وأنها مضطرة لبيعها لسداد القرض من البنك السويسري، وأنه عرض على أبناء الرعية شراء الأراضي ولكن لم يتقدم أحد منهم لشرائها، رغم الوعود بذلك.وقد تم تخصيص قطعة ارض بحدود 30 دونم لابناء الرعية في الناصرة حاليا والاحتفاظ بقطعة ارض بحدود 100 دونم للاحتياجات المستقبلية للرعية.)
ويقول المصدر في الرعية إن “الكنيسة هي أبرشية واحدة ممتدة في أربع دول هي: فلسطين والأردن وقبرص وإسرائيل، تقوم بالشراء والاستثمار حينما تتوفر الإمكانيات في كل مواقع البطريركية، كما تقوم بالبيع حينما تضطر لهذا في مرحلة من المراحل، وعلينا أن لا ننسى أن الكنيسة وفي الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا تحت الاحتلال قامت بعشرات المشاريع السكنية للكثيرين من عائلاتنا في عدة مناطق في القدس وبيت لحم والناصرة وبيرزيت بالإضافة إلى المشاريع الاستثمارية التشغيلية الأخرى في كثير من المناطق لتشغيل شبابنا ورعايتهم وتثبيتهم في أرضنا المقدسة والمحافظة على بقائهم وصحتهم واستقرارهم ومستقبلهم.”
قضية بنيامين السرياني ضد الفاتيكان
وتكشف القضية (السرياني ضد الفاتيكان وآخرين) التي تم إيداعها في مقاطعة سان برناردينو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية في 23-8-2019 وتشمل 87 صفحة، صراعات داخلية وما يبدو أنه تخبط وسوء إدارة إضافة إلى إقامة العديد من الشركات الموازية للتهرب، على ما يبدو، من المسؤولية واستخدام كبار المسؤولين في بطريركية القدس لحساباتهم الخاصة في الأردن والولايات المتحدة.ويقول المصدر إن “المدعي محكوم عليه في الأردن بالإضافة إلى وجود قضايا أخرى كثيرة في المحاكم الأردنية من جهات متعددة رسمية كالضمان الاجتماعي وعدد من البنوك.”
وقد قرر قاضي المحكمة العليا في مقاطعة سان برناردينو في ولاية كاليفورنيا الثلاثاء 23 حزيران أحقية رجل الأعمال بنيامين السرياني بالمطالبة بشهادة مسبقة deposition من ممثلي الفاتيكان و بطريركية اللاتين في القدس والجامعة الأمريكية في مأدبا، إلا أن المصدر في الرعية قال لـ”عمان نت: إن “الأمر محصور في موضوع الاختصاص القانوني للمحكمة الأمريكية في كاليفورنيا، حيث لا يوجد أي صلات قانونية تثبت صلاحية الاختصاص القانوني للمحكمة الأمريكية. “
ويطالب بنيامين السرياني وشركته Synergy One بمبلغ 31 مليون دولار بدل مصاريف إدارة مشاريع وديون وفقدان عقود كافيتيريا وباصات جامعة للفترة ما بين 2012-2014 في حين يرد مصدر من الطائفة الكاثوليكية في الأردن بأن شركة تدقيق درست الموضوع ووصلت إلى قناعة بأنه لا يوجد أي دين على الجامعة.
ويقول المصدر من أبناء الرعية “إن شركة “سينرجي سيلكت ون” قد تم إلغاؤها وشطبها في عام 2014 بينما يطالب المدعي بمبالغ غير مستحقة له خلال أعوام لاحقة من تاريخ الإلغاء، مع العلم بأن المدعي بنيامين السرياني قد قام بالتوقيع على مخالصة نهائية وقبض كافة مستحقاته المالية نتيجة لعقود الخدمات المبرمة مع الجامعة.”وحسب المصدر في الرعية فإن “شركة تدقيق معتمدة قامت بدراسة كافة المطالبات وراجعت كافة الوثائق وقانونيتها وصلاحيتها وتوصلت إلى عدم وجود حقوق بهذه المطالبات.” كما اكد المصدر ان القضية ترفع للمرة الثانية من نفس المدعي، “حيث رفعت قضية مماثلة سابقا في ولاية نيو هامبشاير”
وشملت قضية المطالبة لبنيامين السرياني ضد الفاتيكان وبطريركية اللاتين في القدس ومؤسسات كاثوليكية ذات علاقة بالجامعة الأمريكية في مأدبا، اتهاما للفاتيكان والبطريركية ومسؤوليها “بعدم الالتزام بعقود قانونية والمشاركة في عمليات غسيل أموال والتلاعب في حجة حصر إرث لأحد رجال الدين المتوفين.”
وجاء في دعوة بنيامين السرياني قوله إنه “تم معاقبته لأنه رفض المشاركة في أمور غير قانونية الأمر الذي تسبب بفصله من الجامعة” . ويرد المصدر من ابناء الرعية بأن “العقود المذكورة غير قانونية.”
وقد بقيت مشاكل الجامعة الأمريكية في مأدبا خلف الكواليس حتى إعلان البطريركية عن حجم الدين الضخم المتراكم عليها منذ نشأة الجامعة والتي وضع حجر الأساس لها البابا بندكتوس في حزيران عام 2009.
هذا ورفض بنيامين السرياني التعليق على الموضوع معربا عن ثقته بعدالة المحاكم الأمريكية، وأنه ملتزم بعضويته في الكنيسة الكاثوليكية. كما تواصلت “عمان نت” مع الناطق الرسمي باسم بطريركية اللاتين في القدس إلا أنه رفض التعليق على الموضوع مكتفيا بالقول إنه سيتم نشر المواقف الرسمية للبطريركية على موقعها عند الحاجة.
وتعتبر الكنيسة اللاتينية أن الجامعة الأمريكية في مأدبا من “أهم الجامعات الواعدة والمنطلقة نحو تحقيق أهدافها ورؤيتها في خدمة المجتمع والوطن والكنيسة حيث تحتضن الأبناء والأخوة من الأردن وفلسطين وكثير من الدول العربية والجنسيات الأجنبية في رسالة قامت بها البطريركية اللاتينية في حقل التربية والتعليم منذ أكثر من 150 عاما في رعاياها وحيث وجدت.”
لمعلومات اضافية ومراجعة الوثائق المختصة بالقضية ممكن متابعتها هنا
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.