Skip to content

المطلوب: ثورة حقيقية لدعم وحدة الاعياد

رابط المقال: https://milhilard.org/4vp4
تاريخ النشر: ديسمبر 5, 2021 7:51 ص
اضاءة شجرة الميلاد في بيت لحم من قبل رئيس الوزراء ورئيس البلدية

رئ

رابط المقال: https://milhilard.org/4vp4

بقلم: رنا ابو فرحة

لقد فاجأنا التعميم البطريركي الصادر عن غبطة بطريرك الروم الارثوذكس ثيوفيلوس الثالث والذي يدعو فيه القيادات الكنسية وأبناء الرعية الارثوذكسية الى “الامتثال لتوصياته بعدم إعتبار يوم ٢٥ ديسمبر يوم الميلاد ولا إعطاءه أي طابع ديني”…وبالمعنى العملي فإنه يدعو لالغاء توحيد الأعياد والذي تسير عليه كثير من المناطق في فلسطين مثل رام الله وفي الاردن والادهى انه يدعو لعدم معايدة الإخوة في الطوائف الاخرى بهذا اليوم بل الاكتفاء بالزيارات ذات الطابع الاجتماعي.

يأتي هذا التعميم الذي يساهم ويرسخ الانقسام الطائفي اولا ويرسخ مفاهيم “النبذ” ويعمل ضد جسد الكنيسة الواحدة التي يدعو اليها الكتاب المقدس بتعاليمه. لا بل لا اخجل من القول انه يعيدنا الى الوراء …الى عصور الكنيسة المظلمة والتي يبدو ان بطريركيتنا الموقرة تتوجه لتوزيع صكوك غفران! حيث نعم يأتي هذا التعميم في حين يعاني الفلسطيني المسيحي من ويلات الاحتلال والانقسام الفلسطيني، ومن ويلات الوضع الاقتصادي والاجتماعي وتحديات كثيرة أخرى…حقيقةً كثيرة جدا؛ دفعت هذا المواطن للهروب والهجرة.

فنحن اليوم أمام أرقام مرعبة للواقع والحضور المسيحي حيث لا تزيد نسبة المسيحيين في الضفة وغزة والقدس عن ١% في أحسن تقدير. مؤسف أن الكنيسة لم تعد فقط تقف مكتوفة الأيدي اتجاه هذا الواقع المسيحي بل واصبحت تعمل على تكريسه بمثل هذا التعميم بالإضافة إلى قضايا “السيطرة اليونانية على الكنيسة الفلسطينية” وما يتبعها من تداعيات وعلى رأسها قضية “بيع الاراضي”.في حين كان عشمنا من الكنيسة العمل على تثبيت الفلسطيني المسيحي في أرضه ووطنه وكنيسته!

المطلوب الان نهضة روحية وثورة حقيقية من أبناء الرعايا من كافة الطوائف وعدم الانصياع لمثل هذا التعميم ..فابناء الكنيسة ينادون بالوحدة…حين تقرر “القيادة” التقسيم!

رنا ابو فرحة صحفية من بيت لحم

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content