السابق نادي بيت الحكمة ينظم رحلة في ربوع زي
رابط المقال: https://milhilard.org/msjq
عدد القراءات: 438
تاريخ النشر: يونيو 13, 2022 12:27 م
الكاتب د. امجد جميعان
رابط المقال: https://milhilard.org/msjq
خاص لـ ملح الأرض
خصّ اللواء الطبيب المتقاعد أمجد عدنان الجميعان موقع ملح الأرض بإجابات وتحليلات خاصة به حول مصير المسيحي الأردني خصوصا بعد المقال الذي نشره منذ عدة أيام تساءل خلاله عن مصير المسيحي الأردني وهل فعلا هي مسألة وقت وسيذوب؟
وتواصل موقع ملح الأرض مع د. أمجد جميعان الذي أجاب على استفسارنا حول : المسيحي الاردني إلى أين:
لاحقاً لمقالي السابق المسيحي الأردني إلى أين ؟ وعن أسباب كتابتي لذلك المقال:
جاء محصلة مشاعر المي وعتبي ورغبتي بالتغيير هي امور تراكمت مع مرور الوقت منذُ سنوات دراستي الجامعية الأولى ، وخلال عملي بالقطاع العام فقد رايت ان هذه الخبرات تستحق التوقف عندها واخذ الدروس والعبر منها :
الأمر الأول .
نحن الآن كمسيحيين نعيش ضمن واقع يفرض نفسه علينا في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والمملكة الأردنية الهاشمية بشكل خاص يشير الى أن أعداد المسيحيين في تناقص مستمر بسبب ارتفاع نسبة المهاجرين ، وانخفاض نسبة الانجاب ، واختلاط الأديان بالزواج ، وحالات الطلاق، وهذه الظاهرة بازدياد مضطرد ، فتأثير الاقلية يتناقص مقابل ازدياد أعداد الاغلبية حسب الانظمة الاجتماعية السائدة .
الأمر الثاني .
بعد هزيمة حزيران عام 1967م فقدت الشعوب العربية الأمل بقيادة الأحزاب القومية العربية نحو النصر والتي كانت الملاذ الأساسي لمسيحيي الشرق الأوسط في ان يصبح راي الاقلية المسيحية الراي القائد والمبدع والمؤثر في اقناع الاغلبية المسلمة لتبني تفكير الاقلية المسيحية الامر الذي ادى الى بروز التيار الاسلامي السياسي واستقطاب عنصر الشباب وتراجع تأثير الأحزاب القومية بشكل كبير وصاحبه ايضا تغيير في الشعارات التي بدات تنادي بالتحرير ، واخذت الحركات الإسلامية تحرض الشباب على مقاومة الاحزاب الشيوعية و اليسارية .
رافق ذلك موقفا رسميا من الحكومات العربية والدولية مناهضا للمد الشيوعي والاحزاب اليسارية القومية ، ادى ذلك كله الى ازداياد قوة الحركات الاسلامية في المنطقة وخاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي على حساب ضعف وتأثير الحركات القومية في الشارع الاردني.
الأمر الثالث .
لم يعد الشارع المسيحي قادراً كما في السابق على تبني تأثيره الاجتماعي من خلال تقديم المعلومات التي تفتقر اليها الاغلبية ولا تستطيع توقعها او الحصول عليها فما عادت المعلومة حكرا على الشارع المسيحي فقد ازداد اعداد المتعلمين بشكل متسارع في الشارع الاسلامي مما اهلهم لاستلام معظم المواقع القيادية واماكن صنع القرار في معظم اجهزة الدوله اضافة الى تضاعف تأثير التيارات الاسلامية على فئة الشباب من ناحية التشكيك بدور المسيحيين وولائهم خلال فترة خمسينيات وستينيات القرن الماضي وخاصة القوميين منهم .
الأمر الرابع .
تضاؤل حجم وتأثير القيادات المسيحية في الشارع المسيحي بسبب الانقسامات في الرأي والتنافس والصراع على الزعامه للاستحواذ على مناصب الكوتا في مجلسي الاعيان النواب وغيرها من المناصب العامة التي تخضع في الاصل الى شروط ومواصفات للمعينين مما زاد في ضعف دورهم القيادي داخل جماعاتهم وفي التأثير على الاغلبية لصالح الشارع المسيحي .
الأمر الخامس .
التغيرات التي طرأت على مناهج التعليم خلال السنوات الاخيره من القرن الماضي أدت بقصد او بغير قصد وبشكل كبير الى اقصاء الاخر واظهرت شريحه واسعه من شباب الاغلبية لا تعرف ولا تعترف بوجود الاخر، اضافه الى عزوف الشباب المسيحي عن الالتحاق بوظائف الدوله مما ادى الى تضائل تأثير المسييحيين وفي الوقت نفسه ازداد عدد سكان المملكه من الفلسطينيين والعراقيين بعد حرب الخليج الاولى والثانية ولجوء السوريين والليبيين بعد الربيع العربي وازدياد اعداد العماله المصرية في الاردن حيث تجاوز عدد السكان العشرة ملايين مقابل مئتي الف مسيحي من مختلف الطوائف .
الأمر السادس .
المادة السادسة من الدستور الاردني تنص على ان المواطنين الاردنيين متساويين في الحقوق والواجبات وان اختلفوا في العرق او اللغة او الدين، ومن جهة اخرى فان
دين الدولة الاسلام حيث يدين اكثر من 99 % من سكان الدولة بالاسلام ويمكن التاكيد هنا انه لم تحدث اي مخالفه للدستور بقصد فيما يتعلق بحقوق المواطنين ومساواتهم ببعض فالدوله الاردنية ومنذُ تاسيسها اعتمدت على مبدأ المحاصصه في توزيع مناصب الدوله وقد كان للمسيحين الحظ الاوفر خلال القرن الماضي الا انه وللاسباب المذكورة اعلاه ومع مرور الوقت حدثت تغيرات جذرية سياسية واجتماعية وثقافية ودينه فرضت على الدوله هذا النمط من التعامل مع المسيحيين .
الامر السابع .
تسارع التغيرات حول العالم خلال العشرين سنة الماضية وخاصة مشاريع العولمة ، وثورات الربيع العربي ، وانشغال الحكومات العربية بها والذي تزامن مع تناقص اعداد المسيحيين في الاردن،أدى بشكل او باخر الى استثناء الشارع المسيحي ولم تعد لها الاولوية كما في السابق .
الخلاصه.
المسيحي الاردني سوف يذوب ويتلاشى دوره في قيادة الراي العام في المجتمع العربي بشكل عام والاردني بشكل خاص اذا استمر بالتعاطي مع المتغيرات المحلية والدولية بنفس نهج وطريقة تفكير الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي .
نعم نحن احفاد الغساسنه وعرب اقحاح وقدمنا الكثير الكثير لهذا الوطن ولسنا بأقلية ،الا ان المنافسه على المناصب الحكومية والعسكرية يجب ان تتلاشى.
وما فائدة عقد المؤتمرات والشكوى بدون عمل ، وعدم قدرتنا او رغبتنا في مواكبة متغيرات العصر وعدم سعينا نحو ثقافة التميّز في الانجازات والعلم والابتكار ، انها مجموعة عوامل بلا ادنى شك ستؤدي الى ذوبان دورنا في التغيير والتطوير والمساهمة في قيادة المجتمعات.
فنحن شئنا ام أبينا سائرون نحو التغيير والعولمه تشق طريقها بسرعة كبيرة ويشترك المسيحي والمسلم على حد سواء بالمطالبة بدولة القانون التي تحافظ على الحقوق والواجبات لكافة القاطنين على ارض هذا البلد الصامد الرابض.
عاش الاردن وعاشت القيادة الهاشمية .
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.