Skip to content

المحاكم الكنسيّة في الأردنّ: مساعٍ لتحقيق التّوازن بين القانون والقيم الرّوحيّة

رابط المقال: https://milhilard.org/u7h0
تاريخ النشر: يناير 27, 2025 4:30 م
231559
رابط المقال: https://milhilard.org/u7h0

ملح الأرض – ليث حبش
في حديثٍ خاصٍّ مع القاضية نور كفوف لـ “ملح الأرض“، تمَّ تسليط الضوء على دور المحاكم الكنسيّة في الأردنّ وكيفيّة تعامُلها مع القضايا المتعلِّقة بالأحوال الشّخصيّة للمجتمع المسيحيّ.

القاضية كفوف، الّتي تشغل منصبًا مُهمًّا في القضاء الكنسيّ، أكَّدَت في المقابلة على أهمّيّة المحاكم الكنسيّة ودورها البارز في حلّ النّزاعات الأسريّة، وذلك بالتّوازي مع القوانين الأردنيّة المعمول بها.


دور المحاكم الكنسيّة في النّظام القضائيّ الأردنيّ
المحاكم الكنسيّة في الأردنّ هي جزءٌ من النّظام القضائيّ الّذي يُتيح للأفراد من الطّوائف المسيحيّة الحصول على حلول قانونيّة ودينيّة لقضاياهم الشّخصيّة. القاضية نور كفوف أكَّدَت لـ ملح الأرض أنَّ هذه المحاكم تتمتَّع بصلاحيّات واسعة في قضايا الأحوال الشّخصيّة، حيث يتمُّ التّعامل مع القضايا وفقًا لقوانين خاصّة بكلّ طائفة، مثل “قانون العائلة المسيحيّة” لعام 2023 ولكن هذه المحاكم تخضع في النّهاية للقانون الأردنيّ، ممّا يضمن تحقيق العدالة للأطراف المعنيّة
العمل الوقائيّ في حلّ النّزاعات الأسريّة
القاضية كفوف تناولت أيضًا موضوع “بيت العائلة المسيحيّ”، وهو برنامج يهدف إلى تسوية النّزاعات الأسريّة قبل أنْ يصلَ الأمر إلى المحاكم. وقالَتِ القاضية إنَّ المحاكم الكنسيّة تحرصُ على أنْ يكون هناك محاولة لحلّ الخلافات قبل اللّجوء إلى القضاء من خلال جلسات يتمُّ خلالها الاستماع للأطراف المعنيّة، وذلك بمساعدة مختصّين في علم النّفس والاجتماع إضافةً إلى التّوجيه الرّوحيّ من قِبَل الكهنة. وهذا البرنامج يُعدُّ خطوةً أوّليّة تهدف إلى تحقيق الوفاق بين الأطراف دون الحاجة إلى إجراءات قانونيّة مُعقّدة.

إجراءات المحاكم الكنسيّة وحماية حقوق الأطفال
أمّا بالنّسبة للقرارات الصّادرة عن المحاكم الكنسيّة، فقد أوضحَتِ القاضية كفوف لـ ملح الأرض أنَّها تتمتّع بسلطة تنفيذيّة مُشابهة لتلك الّتي تَصدر عن المحاكم النّظاميّة. وأكَّدَت أنَّ القرارات الّتي تصدرُ باسم جلالة الملك عبدالله الثّاني بن الحسين، تعتبر ملزمة وقابلة للتّنفيذ بشكلٍ فوريٍّ. في حالاتٍ مثل قضايا النّفقة، يمكن إصدار قرارات عاجلة في غضون أيّام، ممّا يعكس استجابةً سريعةً لمتطلّبات الأفراد.
كما أشارَتِ القاضية إلى أنَّ المحاكم الكنسيّة تولي اهتمامًا خاصًّا لقضايا الأطفال، إذ أنَّ مصلحتهم تأتي على رأس أوّلويّات المحكمة، وأضافت أنَّ المحاكم الكنسيّة في حالات النّزاع الأسريّ تتّخذ جميع التّدابير اللّازمة لضمان عدم تعرُّض الأطفال لأيّ أذى، وتعمل دائمًا على إيجاد حلول تحمي حقوقهم النّفسيّة والاجتماعيّة، رغم أنَّ الجانب الرّوحيّ يظلُّ المهيمن في البداية.
التحدّيات المستقبليّة للمحاكم الكنسيّة
وفيما يتعلَّق بالتحدّيات الّتي قد تواجه المحاكم الكنسيّة، أوضحَتِ القاضية كفوف لـ ملح الأرض أنَّ من أبرز الصّعوبات هي التّعامل مع القضايا الّتي تشمل أطرافًا مُتعدّدة قد لا تكون مُستعدّة للتّوصل إلى حلول سلميّة. وقالَتْ إنَّه في مثل هذه الحالات، تُتّخذ الإجراءات القانونيّة بشكلٍ أكبر لضمان حقوق جميع الأطراف ورغم ذلك، تظلُّ المحاكم الكنسيّة دائمًا تسعى إلى توفير حلول ودّيّة وتحقيق التّوازن بين القانون والقيم الرّوحيّة.
نظرة مستقبليّة على المحاكم الكنسيّة في الأردن
خلال المقابلة، تحدّثَتِ القاضية كفوف عن التّوجّه المستقبليّ للمحاكم الكنسيّة، مُشيرةً إلى أنَّها ستظلُّ تلعب دورًا محوريًّا في المجتمع الأردنيّ وأكَّدت أنَّ المحاكم الكنسيّة تعمل على تحسين وتطوير إجراءاتها بما يتماشى مع تطوّرات المجتمع الأردنيّ، لضمان تقديم حلول قانونيّة وشرعيّة فعّالة، وأضافَتْ أنَّ المحاكم الكنسيّة ستستمرُّ في حماية حقوق الأفراد وتقديم العدالة مع الحفاظ على التّوازن بين القيم الرّوحيّة والقانونيّة.

من خلال هذا الحوار، يتّضح أنَّ المحاكم الكنسيّة في الأردنّ تمثِّل نموذجًا مُميّزًا في الجمع بين القانون والرّوحانيّة، وتسعى دائمًا إلى تقديم حلول عادلة ومنصفة للمجتمع المسيحيّ، ممّا يُعزِّز استقرار الأُسر ويحافظ على حقوق الأفراد في إطار احترام القيم الدّينيّة والقانونيّة.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment

Skip to content