Skip to content
Skip to content

الكَرَاهيَة حَتّى مَتَى؟

تاريخ النشر: يونيو 26, 2025 12:15 م
images

بقلم: الخوري جوزف سويد.

” ثَورةُ حُبٍّ في وَجْهِ البَصَمَاتِ الإِرهَابِيَّة…
إلى العالَمِ الَّذي تُـمَزِّقُهُ الكَرَاهِيَة…
إلى مَن لا يَزالُ يَزرَعُ الحِقدَ في ساحاتِ الأَبرِياء…
إلى مَن صَمُّوا آذانَهُم عن بُكاءِ الأَطفالِ وَأَنينِ الأمَّهاتِ…
إلى مَن اتَّخَذُوا الطّائِفَةَ دِرعًا، وَالمَذْهَبَ سَيْفًا، وَالدِّينَ تَبرِيرًا لِلحَربِ أَو لإِغرَاقِ المُدُنِ بِسَائلٍ دَمَوِيّ…
إلى مَن طَعَنُوا ٱلرَّبَّ أَلفَ طَعنَةٍ وطَعنَة، وطَعَنُوا الإنسانيّةَ، ودَفَنُوا الأخلاقَ تحتَ الأنقاضِ…
نَصرُخُ في وُجوهِهِم: كَفى!
كَفى ٱنحدارًا في الأخلاقِ،
كَفى خُطَبًا طائفيّةً تُـمَزِّقُنا،
كَفى انهِيارًا في القِيَم، في التّعليم، في السّياسة، في الإيمان…
كَفى عَبَثًا في روزنامةِ حياةِ النّاسِ وَالشّعوبِ، وَتَهشيمًا لِلحَقِّ واستبدَالِهِ بِالحِقدِ.
لِماذا هَذا الغَضَبُ المُزمِن؟
لِماذا هذِهِ الكَراهِيَةُ تُجاهَ المُؤمنين، تُجاهَ الشّعُوب، تُجاهَ المُختَلِفين؟
هَل خُلِقْنا لِنَتَقاتَل؟
هَل دُعِينَا لِنَحقِد، لِنُقصِيَ، لِنُهِينَ، لِنُكَفِّرَ الآخَرين، لِنَخُونَ دَعوَتَنا؟
اللّهُ مِنكُم بَرَّاء!
إِعلَمُوا يا أَيُّها الإرهَابِيُّونَ الكارِهُون:
المسيحيُّونَ ليسوا ضُعَفاء، إنَّهُم مُؤمنُونَ بتعلِيمِ مَسِيحِهِم:
“أحبُّوا أَعدَاءَكُم، بارِكُوا لاعِنِيكُم، صَلّوا لِمُضطَهِديكم”… و ” إِن جَاعَ عدوُّك فأَطعِمْه، وإِن عَطِشَ فٱسقِه، لأنَّكَ بِفِعلِكَ هذا تَركُمُ على رأسِهِ جَمرَ نارٍ…”
المسيحيّونَ يُؤمِنُونَ بِثقافةِ ٱلمحبّة،
المسيحيّون أقوِياء، لأنّهُم لا يُشبِهُونَ أَحَدًا إلَّا مَسِيحهم.
نحنُ لَسنَا حِجَارةً في آلةِ التَّحريضِ،
نحنُ حِجَارةٌ حيّةٌ في بُنيانِ هذا الصّرحِ البَشريّ الكَبيرِ الّذي هَزَّ العَالَم…
والّذي نَدعُوهُ: “مَلَكوتُ اللّهِ على أَرضِنَا…”
نحنُ صَخرٌ في وجهِ العواصِف، وعلى هذه الصُّخورِ سَتُبنى حَضَارَةُ الَمحَبّة.
” لا، لَن نَكُونَ ضَحَايَا خُطَبِكُم، وَلَن نَنزَلِقَ إلى حيثُ تَجُرُّونَنا، فَقُلُوبُنا محصَّنَةٌ بِالمحبّة، وعُيونُنا شاخصةٌ إلى النُّور.
“لا، لن نَنزَلِقَ إلى مستنقَعِ الكراهيةِ، بل سنَعلُو عليها بِالرَّجاءِ والغُفرَان.”
“لا، لن نُلوِّثَ قلوبَنا بِمادّةِ الحِقدِ النَّوَوِيّ”…
سَنكونُ دومًا أَبدًا، شُهُودًا لِلمسيحِ ولِكَلِمَةِ الحَقِّ الَّتي لَا وَلَن تَمُوت.
سَنُقاوِمُ بلا رَصاصٍ وبلا سَواطير،
سَنَنتَفِضْ بلا سِلاح، وسَننفُضُ غُبارَ عُقولِكُم عَن جُدرانِ كَنائِسِنا…
سَنُواجِهُ الشَّرَّ الّذي يَغمُرُ قلُوبَكُم بِالمحبّةِ، والعَدلِ، والخَير.
وسَنَعتمدُ على الدَّولةِ التي تَحمِي، وتَسهَرُ، وتُصَوِّبُ المَسار.
رَبِّي، نَعودُ إليكَ مَحزونين،
نَعودُ إليكَ تائبين،
نَعودُ إليكَ مِن جديدٍ، عَلِّمنا أَن نَكُونَ إِخوَةً، وَبَشَرًا، ورُحَمَاء.
وها أنا أَصرُخُ مُجَدَّدًا: “إلى متى؟”
وأَقُولُ: “الآنَ”…
عَلَينا أَن نُبادِرَ الآنَ لإطلاقِ ورشةِ “صَحوَةِ الضَّمير”،
عَلَينا أَن نُبادِرَ ونُعلِنَ الآنَ عن ثَورةِ حُبٍّ، ورجاءٍ، ورَحمة تَغمُرُ عالَمنا.
عَلَينا أَن نُبادِرَ ونُعلِنَ الآنَ عن ثَورةِ إِنجيلِ الحياة،
عَلَينا أَن نُبادِرَ ونُعلِنَ الآنَ عن ثَورةِ بِناءِ الإِنسَان.
الوَكيل البَطريركيّ للكَنيسة المارونيّة في الأردُنّ

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment