
السابق مبادرة “تنظيم الظّواهر الاجتماعيّة” تحظى بتأييدٍ واسعٍ بين الأردنيّين رغم بعض التحفُّظات
داود كٌتّاب- ملح الأرض
أقامَتِ الكنيسة المعمدانيّة المحلّيّة في مدينة النّاصرة، يوم الجمعة الموافق 10 أكتوبر، خدمة فرز وتكريس الأخ بطرس منصور، أحد مؤسِّسي الكنيسة للخدمة كسكرتيرٍ عامٍّ للتّحالُف الإنجيليّ العالميّ الّذي يُمثِّل 600 مليون شخص حول العالم.
وقد شملَتِ الخدمة صلاةً افتتاحيّةً من القسِ بطرس غريب، رئيس مجمع الكنائس الإنجيليّة وتَبِعَهُ فريقُ الكنيسة بعددٍ من التّرانيم الرّوحيّة المُناسبة الّتي تُركِّز على دعوة الله للخدمة.
وكان لافتًا النَّسيج العامّ للحضور الّذي اشتمل القسّ الدُّكتور فرانك هينكلمان نائب رئيس المجلس الدُّوليّ للتّحالُف الإنجيليّ العالميّ الّذي أتى خصيصًا من النمسا للاشتراك في خدمة الصلاة الخاصّة.
اقرأ أيضًا: انتخاب المحامي بطرس منصور أوّلَ عربيٍّ سكرتيرًا عامًّا للتّحالف الإنجيليّ العالميّ
كما حضر المطران رفيق نهرة، مطران اللّاتين في النّاصرة والقسّ حاتم شحادة والقسّ نائل أبو رحمون نيابةً عن مطران الأنجليكان حسام نعوم، والقسّ بطرس غريب رئيس مجمع الكنائس الإنجيليّة في البلاد، والقسّ هاري تيس السّكرتير العام للمجمع الإنجيليّ الإسرائيليّ، والأبّ بشارة ورور من كنيسة البشارة للروم الأرثوذكس، والأبّ مجدي هاشول من كنيسة الموارنة، وعددٌ من قسوس كنائس مسيحيّةٍ يهوديّةٍ، ولفيفٌ من قسوس الكنائس الإنجيليّة من كُلّ الطّوائف.
كما حضر الاجتماع السيّد سيزار مرجية مسؤول الطّوائف المسيحيّة في وزارة الدّاخليّة.
وفي كلمةٍ مُتلفزةٍ، عبّر القسّ الدُّكتور جاك سارة عن حرصه على المشاركة في هذا الحدث التّاريخيّ، قائلًا: “سيامة أخي الحبيب بطرس منصور وتعيينه سكرتيرًا عامًّا للتّحالف الإنجيليّ العالميّ ليسَتْ لحظةً شخصيّةً أو عائليّةً فحسب، بل هي لحظةٌ تخصُّ الكنيسة الإنجيليّة في منطقتنا.”
وأضاف القسّ سارة: “عرفتك من خلال أعمالك، ويمكنني أنْ أشهد بأمانةٍ أنّك خادمٌ أمينٌ وصوتٌ صادقٌ للكنيسة ولشعب المسيح. رأيتُكَ تحمل الهمَّ الرّسوليّ بروح الصّلاة والتّواضع، وكان لك دورُ مؤسّسٍ ومؤثّرٍ في ولادة التّحالف الإنجيليّ للشّرق الأوسط وشمال أفريقيا.”
وخاطب الحضور قائلاً: “بطرس لم يدّخر جهدًا ولا وقتًا في سبيل أنْ يكون لنا، ككنائس إنجيليّةٍ عربيّةٍ، مظلّةً تجمعنا وتوحِّد أصواتنا وتقوّي شهادتنا في مستقبلنا المُشترك. واليوم نحتفل بهذه الأمانة الّتي منحك إيّاها الله، والّتي تملأ قلبي فرحًا، خاصّةً وأنَّك عربيٌّ فلسطينيٌّ تتسلّم موقعًا عالميًّا بهذا الحجم.”
واختتم بالقول: “هذا ليس مجرد تعيينٍ إداريٍّ، بل هو شهادةٌ حيّةٌ أنَّ الله يرفع من وسط الشُّعوب المهمّشة شهودًا له على مستوى العالم. من أرضٍ مليئةٍ بالتحدّيات، لدينا اليوم صوتٌ في التّحالف الإنجيليّ العالميّ، يُعبّر عن الإنجيل من قلب أرض الإنجيل، ليصل إلى العالم أجمع.”
وبصفته السّكرتير العامّ لتحالف المجامع الإنجيليّة في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، قدّم القسّ سارة تهنئته للأخ بطرس، مُعبّرًا عن تطلُّعه إلى مستقبلٍ من الشّراكة والخدمة المُشتركة.
كما قدّم القسّ عازر عجاج والقسّ الدُّكتور حنّا كتناشو فقرة التّكريس، مرفقةً بآياتٍ كتابيّةٍ وصورٍ عائليّةٍ، وجاء فيها: “نحتفل اليوم بفرحٍ وامتنانٍ بسيامة أخينا الحبيب بطرس منصور وتكريسه لخدمةٍ جديدة كسكرتيرٍ عامٍّ للتّحالف الإنجيليّ العالميّ. هذه لحظةٌ كنسيّةٌ تاريخيّةٌ تعبّر عن نعمة الله الّتي رافقته منذ بداياته حتّى هذا اليوم المبارك.”
وأضاف: “بطرس ليس مجرَّد خادمٍ، بل أخٌ عزيزٌ ورفيقُ دربٍ منذ أيّام المدرسة والشّباب. عرفناه عن قربٍ، وشهدنا ثمار الرّبّ في حياته. بدأ مشواره الرّوحيّ عام 1979 خلال حملةٍ تبشيريّةٍ، حيث اختبر خلاص الرّبّ يسوع، وانضمَّ بعدها إلى الكنيسة المعمدانيّة، مُشاركًا في اجتماعات الشّباب ومدارس الأحد، ثمَّ خدم في الجامعة وترأّس لجنة الطُّلّاب المسيحيّين.”
وتابع: “في عام 1996، كان من المؤسِّسين الفاعلين لكنيسة النّاصرة المعمدانيّة، وساهم في بنائها مع فريقٍ رائعٍ. وفي عام 2001، رسمته الكنيسة شيخًا، ومنذ ذلك الحين وهو يخدم في الوعظ والتّعليم والرّعاية والإدارة، بكلِّ أمانةٍ واتّضاع.”
وقد خدم بطرس الكنيسة المحلّيّة والمجمع الإنجيليّ في إسرائيل، حيث تولّى رئاسته عام 2018، وقاده بروح الوحدة والرؤية. كما مثّل المجمع في تحالف المجامع الإنجيليّة في الأراضي المُقدّسة، وكان له دورٌ بارزٌ في تطوير التّعليم المسيحيّ وتأسيس شبكة دعمٍ محلّيّةٍ وعالميّة. كتب مقالاتٍ ومحاضراتٍ بثلاثة لغات، ناقلًا رؤية الإنجيل من أرض الميلاد إلى العالم. خدم في مجالس مُتعدِّدةٍ، وكان صوتًا أمينًا للكنيسة، وشاهدًا حيًّا لنزاهة الخدمة، كما قال صموئيل: “سرت أمامكم من صباي إلى هذا اليوم، فاشهدوا عليّ أمام الرّبِّ.”
ثمَّ قامت مجموعةٌ من قسوس الكنيسة ومُمثِّل التّحالف العالميّ بالصّلاة من أجل الأخ بطرس وتبعه صلواتٌ من عدّة أفرادٍ للعائلة.
قدّم القسّ عازر عجاج والدُّكتور حنّا كتناشو لمحةً عائليّةً مؤثِّرةً، مُرفقةً بصورٍ شخصيّةٍ، عبّرَتْ عن الامتنان والدّعم العائليّ لمسيرة الشيخ بطرس منصور. إلى جانبه، ظهرَتْ زوجته الأخت عبير، رفيقة الدّرب وشريكة الخدمة، الّتي خدمَتْ في مجالاتٍ مُتعدّدةٍ، من مدارس الأحد إلى خدمة النّساء وتنظيم مؤتمرات الكنيسة. كما تمَّ توجيه الشُّكر لأولاده: الدُّكتور عطاالله، والدُّكتورة لمى، ومي، الّذين ترعرعوا في الكنيسة ويخدمون فيها، بالإضافة إلى الكنّة الدُّكتورة شادن إضافةً للحفيد الصَّغير بطرس، امتدادًا مباركًا لهذا الاسم.
وجاء في فقرة التَّكريس: “اليوم، نكرِّس أخانا بطرس لخدمةٍ جديدةٍ، ونضع عليه الأيادي، طالبين من الرّبِّ أنْ يستخدمه ليكون صوتًا أمينًا للإنجيل، وجسرًا للوحدة والمحبّة بين المؤمنين حول العالم. نُصلّي أنْ يُباركه الرّبّ، ويمنحه القوّة والحكمة، ليكون شاهدًا أمينًا، ويقدّم حياته ذبيحةً حيّةً مُقدّسةً مرضيةً عند الله.”
كلمة بطرس منصور
بعد خدمة الفرز والتّكريس ووضع الأيادي، قدّم بطرس منصور كلمةً مؤثّرةً، عبّر فيها عن امتنانه العميق للحضور والدّاعمين، قائلًا: “شُكرًا لحضوركم ودعمكم لدعوة الله الخاصّة الّتي دعاني إليها. وشكرٌ خاصٌّ لكنيستي، وخاصّةً القسيس عازر، صديق العمر، والقسيس حنّا، حبيب القلب، الّذي دعمني في مسيرتي.”
وأوضح سبب اختيار مكان اللّقاء، قائلًا: “اخترنا أنْ يكون اللّقاء في هذه القاعة، وليس في الكنيسة الكبيرة، لأنّها تحمل ذكرياتٍ طويلةً منذ عام 1995، حيثُ كانَتْ تجمعنا ككنيسةٍ، وهي أيضًا قاعة المدرسة الّتي خدمت فيها 22 سنة. هذا المكان له رمزيّةٌ خاصّةٌ في حياتي، وفي خدمة الرّبّ.”
وتابع: “كان الرّبُّ واضحًا في دعوته لي، رغم شعوري بعدم الاستحقاق والضّعف، لكنَّ الرَّبَّ هو الّذي يختار ويؤهِّل.”
واستشهد بكلماتٍ من سفر الرؤيا: “الّذي يفتح لا أحد يغلق، ويغلق لا أحد يفتح. أنا عارف أعمالك، وها أنا قد جعلت أمامك بابًا مفتوحًا لا يستطيع أحد أن يغلقه” (رؤيا 3).
وأشار إلى خصوصيّة الدّعوة قائلًا: “هذه الدّعوة جاءت لشخصٍ إنجيليٍّ، عربيٍّ، فلسطينيٍّ، يعيش في واقعٍ إسرائيليٍّ، وفي أسبوعٍ مليءٍ بالأحداث. الرّبُّ يُعينُنا، ونحن أبناء أمير السّلام، فلنصلِّ من أجل السّلام، ونتضرّع لإنهاء الحرب، ونخدم في عالمٍ مليءٍ بالهويّات المُختلفة، لعلّها دعوةٌ خاصّةٌ من الرّبِّ.”
وشارك منصور بخمس صور روحيّة، كلٌّ منها تحمل رسالةً مُهمّةً في حياة كلِّ خادم:
وفي ختام كلمته، قال: “أشكركم جميعًا، وأطلب منكم أنْ ترفعوني بالصّلاة. الرّبّ يبارككم جميعًا، ويقودنا في هذه الدّعوة المباركة.” وقد شارك الحضور في نهاية الاجتماع بترنيم الصّلاة الرّبانيّة.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!