السابق بطريرك اللّاتين يُصرِّح بأنَّ الكنيسة تستطيع أن تقوم بالأكثر في نهج النزاهة والتّكامل في المنطقة
رابط المقال: https://milhilard.org/196g
تاريخ النشر: يناير 13, 2025 11:46 م
بطريرك القدس للروم الأرثوذكس ثيوفيولس يقطع كعكة "الڤاسيلوبيتا"
رابط المقال: https://milhilard.org/196g
ليث حبش* – خاصّ لـ ملح الأرض
تستعدّ الكنائس الشرقيّة في الأردن وفلسطين للاحتفال برأس السّنة الشرقيّة، الثلاثاء، في مناسبة دينيّة وثقافيّة تحمل في طيّاتها معاني التّفاؤل والأمل، حيث يعتبر هذا اليوم من أهم المناسبات في التّقويم المسيحيّ الشرقيّ. ومن المتوقّع أن تشهد الكنائس العديد من الفعاليات الرّوحيّة والاحتفالات الّتي تعكس الفرح والرّجاء بمناسبة بداية عام جديد.
ومن أبرز العادات الّتي ترافق هذه الاحتفالات تقليد تقطيع “كعكة الڤاسيلوبيتا”، وهو تقليد يعود إلى العديد من الأجيال ويجسّد التّفاؤل بمستقبل مشرق يتمّ تحضير الكعكة في الكنائس، وتعدّ هذه الخطوة رمزيّة حيث يقوم الكاهن بوضع عملة معدنيّة صغيرة داخل الكعكة، ثمَّ يتمّ تقطيعها وتوزيعها على الحضور ويُعتقد أنّ الشّخص الّذي يحصل على القطعة الّتي تحتوي على العملة سيكون محظوظًا ويحظى ببركات السّنة الجديدة.
تقليد تقطيع “كعكة الڤاسيلوبيتا”، وهو تقليد يعود إلى العديد من الأجيال ويجسّد التّفاؤل بمستقبل مشرق
تعود قصّة “الڤاسيلوبيتا” إلى القرن الرّابع الميلاديّ، وتحديدًا إلى مدينة نيقوميدية (في تركيا الحاليّة)، حيث كان القديس باسيليوس الكبير، أسقف مدينة قيصريّة في كابادوكيا، اشتهر القديس باسيليوس بعطفه واهتمامه بالفقراء، وكان يسعى دائمًا لإيجاد طرق لمساعدتهم، وفي إحدى المرّات، وعندما كان السكّان يعانون من ظروف ماليّة صعبة بسبب الضرائب الثقيلة المفروضة من قبل السُّلطات الرومانيّة، قرّر القديس باسيليوس تنفيذ عمل خيريّ لمساعدتهم.
جمع القديس باسيليوس الأموال من أهل المدينة لشراء الأطعمة والملابس للفقراء، لكنّه لم يكُن يمتلك المال الكافي لتوزيع الهدايا على الجميع فقرّر خَبز كعكة ووضع قطعة نقديّة داخلها (يُعتقد أنّها كانت ذهبيّة أو فضيّة)، ثم قام بتوزيع الكعكة على الفقراء وعندما تناول كل شخص حصّته، اكتشفوا قطعة نقديّة داخلها، مما جلب لهم الفرح والسّرور وأعطاهم الأمل في المستقبل. ومنذ ذلك الحين، أصبح تقليد “الڤاسيلوبيتا” جزءًا من احتفالات رأس السّنة في العديد من الكنائس الشرقيّة.
تُعدّ “الڤاسيلوبيتا” رمزًا للأمل والخير، وتعبّر عن روح التّضامن والمساعدة في الأوقات الصّعبة، بالإضافة إلى تكريس ذكرى القديس باسيليوس الّذي يُعتبر نموذجًا للعطاء والتّفاني في خدمة الآخرين.
تُعدّ احتفالات رأس السّنة الشرقيّة مناسبة لتجديد الأمل في قلوب المسيحيّين الشرقيّين الأردنيّين
وفي الأجواء الروحانيّة لهذه المناسبة، يتجمّع المؤمنون في الكنائس للاحتفال، حيث تقام الصّلوات والتسابيح، مُعربين عن شكرهم على النِّعَم الّتي منّ بها عليهم، سائلين أن يكون العام الجديد مليئًا بالسّلام والازدهار كما تتبادل الأسر التّهاني وتقديم التّبريكات في جو من الحُبّ والفرح.
تعدّ احتفالات رأس السّنة الشرقيّة مناسبة لتجديد الأمل في قلوب المسيحيّين الشرقيّين الأردنيّين، ممّا يعكس عراقة تقاليد الشّعب الأردنيّ المسيحي الشّرقيّ وارتباطه العميق بموروثه الثّقافي والدينيّ.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.