السابق اللاهوت المسيحي من منظور فلسطيني يتألق عربيًا- من نشرة ملح الأرض رقم 134
رابط المقال: https://milhilard.org/0x8i
تاريخ النشر: يونيو 21, 2024 4:20 م
رابط المقال: https://milhilard.org/0x8i
عن موقع ابونا
أحيت الكنائس الكاثوليكيّة في المملكة، صباح اليوم الجمعة، يوم الحج السنوي، إلى المزار المخصص للسيدة العذراء ’سيدة الجبل‘ في بلدة عنجرة، بمحافظة عجلون، والذي يُعد أحد المواقع الرئيسية للحج المسيحي في المملكة منذ العام 2000، وقد ابتدأ الحج إليه منذ عام 1990 حين أقرّ عيدًا سنويًّا في الرزمانة الدينيّة.
وترأس القداس الاحتفالي الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، في باحة المزار، بمشاركة السفير الفاتيكاني المطران جيوفاني دال توزو، والنائب البطريركي الأب جهاد شويحات، ولفيف من الكهنة الراهبات، وحشد من المؤمنين الذين قدموا من مختلف كنائس المملكة لإكرام السيدة العذراء.
وفي عظة القداس، قال الكاردينال بيتسابالا بأنّنا اليوم نحتفل بانتظار حلول الروح القدس (العنصرة) ونطلب من الله تعالى أن يرسل الروح القدس لكي نرى المحبّة والخير والطيبة في جميع الناس، معربًا عن أنّ الكراهيّة تنبع من النفوس العطشى إلى الإيمان بالله. وقال بأنّنا بحاجة إلى أن نرى بعين الرجاء والأمل المستقبل الذي ينتظر أبناء الكنيسة، وأبناء هذه المنطقة بشكل عام.
واستذكر غبطته الزيارة التي قام بها إلى غزة الشهر الماضي، وأمضى فيها ثلاثة أيام مع النازحين الملتجئين إلى كنيسة العائلة المقدسة للاتين والقديس بروفيروس للروم الأرثوذكس. وقال بأني شاهدت الألم، وشاهدت نقص الماء والغذاء، ولكنني لم أشاهد اليأس، ولم أر الغضب في عيون وقلوب الأطفال والرجال والنساء، وإنما كان هنالك الأمل بانتهاء هذه الحرب، والنظر نحو المستقبل بعين التفاؤل والأمل.
وكان مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب رفعـت بدر قد رحّب في مستهل القداس بالكاردينال بيتسابالا والذي يترأس الاحتفال لأوّل مرة منذ تنصيبه كاردينالاً في الكنيسة الكاثوليكيّة. كما رحّب بالمشاركين في يوم الحج الوطني والمسيحيّ من كهنة وشمامسة وراهبات ومؤمنين قدموا من مختلف المحافظات، وهنأ باسم الكنيسة الكاثوليكية والمجتمعين الأخوة المسلمين بعيد الأضحى المبارك.
وقدّم الأب بدر الشكر لرهبنة الكلمة المتجسّد المشرفة على المزار المريميّ، معربًا عن الفخر بما تقدّمه محافظة عجلون، بجهاتها الرسميّة والكنسيّة دعمًا للسياحة والتي هي العصب الأساسي لاقتصاد الأردن، سواء في العناية بهذا المزار أو الموقع الجار – مار الياس (النبي إيليا) والذي يحتفل بعيده في العشرين من تموز المقبل، أو لمختلف المواقع السياحيّة على امتداد رقعة الوطن الحبيب.
هذا وأحيت جوقة ينبوع المحبة، بقيادة السيّد طعمة جبارة، ترانيم قداس الحج. وفي ختامه، وجّه كاهن الرعيّة الأب يوسف فرنسيس، كلمة شكر باسم أبناء كنيسة عنجرة، مترئس الاحتفال وجميع الجهات الحكوميّة من محافظة عجلون ووزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة، والفعاليات الكنسيّة، وكلّ من ساهم في إنجاح يوم الحج.
وكان باستقبال نيافة الكاردينال محافظ عجلون الدكتور قبلان الشريف، ونائب مدير شرطة عجلون العقيد عبد الرحمن خريسات، ونواب المحافظة، وكافة رؤساء الأجهزة المدنيّة والأمنيّة. وقال عطوفة المحافظ إنّنا نعبّر عن سرورنا الكبير بهذا الاحتفال الذي يحلّ علينا في غمرة احتفالات الوطن باليوبيل الفضي لجلالة الملك عبدالله الثاني، ويدلّ على وحدتنا الوطنيّة التي نعتزّ بها في هذا الوطن الحبيب بين المسلمين والمسيحين. بدوره، عبّر الكاردينال عن شكره وتقديره لكلّ الجهود التي بذلت في أجل إنجاح هذا اليوم الذي يأتي، كما قال، في ختام الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، وكأنّ العناية الربانيّة تريدنا أن نواصل الاحتفالات الدينيّة بتشاركيّة ووحدة وطنيّة غاليّة تجمعنا بهذه الأرض الواحدة والملك الواحد والأم الواحدة مريم المكرّمة في الإنجيل والقرآن.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.