السابق Remembering Rachel Corrie
رابط المقال: https://milhilard.org/kjzi
تاريخ النشر: مارس 17, 2024 10:51 ص
من اليمين: البطريرك باللباس الاردني ومع الجهات الامنية وفي زيارة المرضى
رابط المقال: https://milhilard.org/kjzi
داود كُتّاب
لوحظ في الأسابيع الماضية نشاط رعوي وشعبي غير مسبوق لبطريرك اللاتين في القدس الكاردينال بيتسابالا. فقد بدأ نشاطه منذ تنصيبه كاردينال بزيارات رعوية مطولة للكل من قريتي عابود وعين عريك وقبلها لبيت ساحور وغزة في فلسطين وحي الجبيهة في عمان و مدينة الفحيص في الأردن ومن المتوقع زيارات إضافية ستشمل مادبا في شهر أيار وغيرها من مواقع تواجد عدد لا بأس به من المسيحيين.
المميز في هذه الزيارات طابعها الاجتماعي الواسع والذي تجاوز فقط الزيارة الرعوية التقليدية. فقد زار غبطته، على سبيل المثال لا الحصر الجامعة الأردنية، والتقى مع رؤساء بلديات ومدراء مدارس ومراكز اجتماعية وثقافية ورياضية، إضافة الى لقاء ممثلين عن الجهات الأمنية المحلية والعشائر. وقد قام بزيارة العائلات المريضة برفقة رعاة الكنيسة اللاتينية حيث تم تقديم القربان للمرضى.
التقى الكاردينال بالأطفال في المدارس واجتمع مع عدد من رؤساء الكنائس الكاثولكية و مطران الروم الارثوذكس، إضافة إلى تقوية العلاقة مع رعيته ورعاة الكنائس اللاتينية. وقد وصف ل ملح الأرض الاب عماد الطوال راعي كنيسة اللاتين في الفحيص الزيارة بأنها “مفخرة وطنية” وهذا وصف صحيح ودقيق ونأمل ان تستمر القيادات المحلية في اللقاءات القادمة، كما فعل الاب عماد، بترتيب لقاءات موسعة تشمل كافة مكونات الفسيفساء المحلي.
قد يقول البعض ان هدف الزيارة من قبل المسؤول الكنسي الإيطالي، وهو ابن الابرشية، لطبيعة المجتمع الفلسطيني والأردني وحاجته الخاصة جاءت لقرب استحقاقات كنسية لملء الفراغ الوظيفي في مواقع عليا للكنيسة، ولكن مهما يكون السبب فقد رسم الرئيس الروحي لطائفة اللاتين خارطة الطريق لكل من يرغب ان يكون في موقع القيادة الروحية.
فكما قال أحدهم إن الصفة الضرورية للمطران القادم في عمان والقدس يجب أن تكون لمن له ارتباط وتواصل حقيقي مع الشعب وليس فقط من له شهادات عليا.
ولكن مع تقديرنا الكبير لما يقوم به غبطة الكاردينال نود أن نهمس في اذنه بعض الأمور. فمثلًا اللقاءات مع الكنائس الأخرى يجب أن تتوسع. لماذا لم يلتقي، كما يفعل البابا فرنسيس، مع ممثلين عن كنائس أخرى منطوية في مجلس الكنائس. فهناك ممثلين للعائله الارثوذكسية الأخرى مثل الاقباط والسريان والأرمن وهناك ممثلين عن العائلة الانجيلية مثل الانجليكان واللوثرية والمعمدانية وغيرهم. كما نعيد طلبنا كمؤسسة إعلامية مسيحية عربية بضرورة أن يفتح غبطته للإعلام المسيحي العربي ويوفر فرص لإجراء مقابلات صحفية يوضح للجمهور المسيحي بشكل خاص والعربي بشكل عام رؤيته لدور الكنيسة خاصة في هذه الأيام الصعبة.
رغم هذه الملاحظات البسيطة فلا بد من الاعتراف بأهمية وفعالية ما قام به غبطة البطريرك وضرورة أن نقوم بتقديم التحية الصادقة والشكر للكاردينال بيتسابالا على أمل أن تستمر الزيارات المعمقة لكافة المناطق في شرقنا الحبيب.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.