السابق معمودية جماعية في غزة خوفا من الموت بدل من امل في الحياة والمستقبل
رابط المقال: https://milhilard.org/okl0
عدد القراءات: 561
تاريخ النشر: نوفمبر 2, 2023 8:10 ص
القس فائق حداد في كنيسة الفادي الاسقفية جبل عمان
رابط المقال: https://milhilard.org/okl0
ننشر عظة الأحد الحادي والعشرون بعد عيد الثالوث للقس الكنن فائق حداد 29/10/2023 في كنيسة الفادي الاسقفية في جبل عمان
احبائي في الرب يسوع
أقف أمامكم اليوم ورُغم ما أرى من صراعِ وألم وعُنف ورُغم ما أرى من بطشِ وقتلِ وتدمير أكد “ايماني” وصيةٌ الهية سماوية “تُحبُ قريبك كنفسك” هذه هي الوصية الثانية والعظمة بعد أن تُحب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك وفكرك. والثانية أيضا: تحب قريبك ومن هو قريبي سأل الرب يسوع المسيح الذي صنع ويصنع ويستمر في صنع الرحمة. الرحمة والتحنن وليس الحرب. لم أستطع تجاوز هذه الكلمات، وفكرت وبدلاً من أفقد سلامي وإيماني ومحبتي على أن أنادي ساندي بالمحبة والسلام والوئام والإيمان وانشرها وانشر الصلاح والخير -الإيمان اقوى من الحرب.
يقول لي اليوم القديس بولس، بَلْ كَمَا “اسْتُحْسِنَّا مِنَ اللهِ أَنْ نُؤْتَمَنَ عَلَى الإِنْجِيلِ، هكَذَا نَتَكَلَّمُ، لاَ كَأَنَّنَا نُرْضِي النَّاسَ، بَلِ اللهَ الَّذِي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا ” (1 تسالونيكي 2: 4) وانا لي ولإيماني والمؤمنين لا اريد ان اتعود لغة الحرب والقتل والتميز العُنصري والابادة الجماعية والتدمير، والتسلح، والكراهية، والمُحاباة.
اريد ان احيي لغُة السلام والمصالحة والمحبة. اريد ان أتغنى بما تعلمت في صغري وأنشد كمؤمن في بلادي.
سأغني واعلم: بلاد العرب اوطاني من الشام لبغدان
ومن نجدن الى يمن الى مصر فتطوان
سنعود يوماً وشوارع القدس القديمة
لا اريد ان اناشد اخوتي العرب اريد ان يهموا هم بنخوتهم وعزتهم وعزة أنفسهم لدعم اشقائنا لدعم الانسان المكلوم والمتألم … ولجميع الثكالى.
نريد أن ننصر إخواننا (مظلومين اليوم) نريد أن ندعم وننصر أهلنا في فلسطين وفي غزة.
اريد ان احيي لغُة السلام والمصالحة والمحبة. اريد ان أتغنى بما تعلمت في صغري وأنشد كمؤمن في بلادي
اليوم نناشدُ الجميع بعد استنكارنا لجميع أشكال العنف الذي يقعُ على أهلنا.
لنقول: إن الحرب هي العاصفة التي لا هوادة فيها تترك في أعقابها ندوباً في الأرض وفي قلوب الذي يعانون من غصتها وأسوأ ما قد يحدث أن يغدو المشهد مألوفا فنقبله.
لذلك اليوم انادي فلننهى هذه الحرب والانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني … لنوقف أعمال العنف واستهداف المدنيين والأبرياء في غزة وفلسطين وإسرائيل لنصرخ للحق لكي يتحقق.
سأنادي بالمحبة والسلام والوئام والإيمان وانشرها وانشر الصلاح والخير -الإيمان أقوى من الحرب
لندعو لوقف ِفوري للحرب على غزة ومن غزة لننادي لكل من له ُاذانا للسمع فليسمع ننادي/الدعم الكامل الإنساني من أجل الإنسان: من غذاء ودواء ووقود.
لننادي من أجل إبقاء أهل الأرض في بيتهم … وعد تهجير الشعب.
لننادي لشفاء المنكسرين القلوب والمأسورين بالإطلاق وللعمى بالبصر ولإرسال المنسحقين في الحرية (لوقا 4: 18).
دعونا نصرخ معا ليُسمع صوتنا وان كان خافتنا، ولكن ليكن هذا الصوت صوت حق ونحن ندعو للسلام والوئام وتحقيق العدل لجميع الأطراف.
اخوتي واخواتي سمعنا ونسمع وفي كل مقابله هل تدين وتدين؟ وسأقول نعم إذا اردتم ان نُدين فلندين….
وانا سادين
أدين العُنف بكل اشكاله
أدين القتل أدين الحرب والبطش
أدين الظُلم و أضئ شمعة لكيلا العن الظلام
أدين كل من يصنع السلاح
وأدين كل من يحمل السلاح بغير حق
أدين كل من لا يسعى للمصالحة والحوار وصنع السلام
أدين من يحمل السلاح ويستخدمهُ على من لا يحمل السلاح وعلى المدنيين الأبرياء
او من يحمل السلاح باسم الدولة وباسم العدل
ويقتل الطفل والشيخ والمرأة والمريض والمُسالم والصحفي والطبيب والعاملين بالإغاثة والممرضين والممرضات وأدين كل من يقطع شجرة ويهدم منزل
وسأدُين كل من يهدم
*كنيسة
*ومسجد
*وملجأ ومئوي
*ومدرسة
إذا اردتم الادناء سأدين من لا يصنع السلام ولا يسعى في أثره ولا يريد أن يعرف الحق ومن يُحابي بالعدل ومن يكيل بمكيالين
أدُين ولا اكُفر الآخرين
أدين كل انسان لا يعرف معنى الإنسانية
وادعوا الى الحوار
والمصالحة
والمغفرة
والعيش بوئام
ونبذ الحقد
ان الحرب مثل العاصفة تختبر قدرة الروح البشرية على الصمود، ولكن من بين الأنقاض يمكن أن تنبت بذور الرأفة…
في سطور الزمن حكايات الحرب محفورة بحبر المعاناة ويتحتم علينا ان نقف كشهود ليس فقط للدمار، ولكن للروح التي لا تقهر التي تنهض من الرماد. وان إرثنا من ويلات الحرب هو ما يطلب ومن عالمنا أن ينكوا مهندسين للسلام بناة للجسور.
القديس توما الاكويني يقوم: لا يوجد ألم على الأرض لا تستطيع السماء شفائه.
الحرب مثل العاصفة تختبر قدرة الروح البشرية على الصمود، ومن بين الأنقاض يمكن أن تنبت بذور الرأفة…
وفيما نبحر في التضاريس الخبيثة للصراع فليرشدنا رهبة الحرب إلى الدبلوماسية والتفاهم والسعي إلى أرضية مشتركة انه يا اخوتي نداءٌ من أجل إسكان طبول الحرب.
وترك سيمفونية السلام تتأرجح عبر وديان الخلاف…
يا شعب الله المؤمنين المسيحيين والمسلمين واليهود/هلم نبني هلم نبني أوطاننا وابناءنا هلم نعلم ونحمي أطفالنا والشيوخ والنساء لا أن نقتلهم /جسدا وروحاً وعزيمة.
يكفينا شرٌ للإنسانية أيها الإنسان
يكفينا محاباةٌ وكيلاً بمكيالين
ويكفينا أن نضع الإنسان بدلا من ان يكون أغلى ما نملك أن يمسي أرخص ما يملك العالم.
ليكن السلام التعبير البليغ المكتوب بالحبر الملوث بدموع المصالحة لأنه في تألق الحرب. توجد أيةٌ غير مكتوبة/ايةٌ تدعونا الى تسجيل سرد الوئام والوحدة على ورق وجودنا.
(سلامي أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم أنا) هذا هو إيماني هذه هي رسالتي هذه هي مناشدتي وهذا ما اطلب.
سلامٌ لشرقنا الغالي وفلسطين، وغزة، والأردن، وللعالم.
امين
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.