السابق المحامي سلايطة ل ملح الأرض: “ادعو دائرة قاضي القضاة عدم قبول اشهار تم لغايات دنيوية”
رابط المقال: https://milhilard.org/28sg
عدد القراءات: 1585
تاريخ النشر: أغسطس 29, 2024 11:34 م
رغم قيام القس سامح موريس بتوضيح كتابي للبيان الا ان التنمر لم يتوقف
رابط المقال: https://milhilard.org/28sg
المقال التالي نشر اصلا في موقع Word@Way الانجيلي الامريكي (ترجمة غير رسمية)
بقلم: داود كٌتّاب
ألقى القس سامح موريس راعي كنيسة قصر الدوبارة في وسط القاهرة عظة نبوية يوم الجمعة 23 أغسطس، و استقبله الحاضرون بحفاوة بالغة حيث أصر على اتباع أوامر يسوع بمحبة أعدائك.
غير القس موريس موضوع كنيسته الشهري وركز على شرح موقفه من بيان شارك في التوقيع عليه والذي دعا البعض في الكنائس الغربية إلى الحوار. وقد وقع على بيان 5 أغسطس، بعنوان “دعوة جماعية من الإنجيليين في الشرق الأوسط”، 21 من قادة الكنائس في مصر وفلسطين وإسرائيل والأردن وسوريا ولبنان والعراق ودعا الكنيسة العالمية إلى الحوار. لقد جاء ذلك في وقت الحرب على غزة، والتي تسببت في الموت والدمار لعشرات الآلاف بما في ذلك المسيحيين والكنائس الفلسطينية، في حين كان بعض القادة الغربيين يبررون العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
ولكن العظة القوية لم تأت بسبب انتقاد قادة الكنيسة الغربية، بل جاء من بعض المسيحيين العرب، ومعظمهم من المعلقين التلفزيونيين، يتحدثون من استوديو تلفزيوني مسيحي مقره الولايات المتحدة. لقد هاجموا بشدة وحتى أهانوا الموقعين على البيان لانتقادهم الإسلاموفوبيا والصهيونية المسيحية. وجاء في الفقرة التي تم انتقادها: “نحن نرفض بشكل لا لبس فيه جميع أشكال العنف ضد المدنيين لتحقيق العدالة (إرميا 22: 3؛ رومية 3: 15-18)، وندين بشدة جميع الأيديولوجيات الدينية والسياسية والاجتماعية التي تعوق السلام الدائم بما في ذلك معاداة السامية والإسلاموفوبيا والصهيونية المسيحية”.
باستخدام اللوح استعرض القس المصري البيان وقدم خلافات لاهوتية واضحة مع اليهود والمسلمين من منظور الإيمان. ومع ذلك، أصر القس على حب اليهود الذين كانوا أول المؤمنين، والمسلمين الذين يعيش معهم المصريون. وروى القس موريس علاقته باليهود كما وأخبر قصة كيف قامت الكنائس المسيحية المصرية بعد أن قتلت داعش عمالاً مصريين في ليبيا بتعليق لافتات تدعو إلى المغفرة.
كما تعمق موريس في اللاهوت رافضًا نظرية التدبير وأصر على أن المسيحيين، وفقًا للعهد الجديد، هم المستفيدون من نعمة الله.
رفض القس الانتقادات القائلة بأن البيان المكون من 1200 كلمة هو وثيقة سياسية. تحدث باقتناع لكنه تردد في بعض الأحيان حتى لا يسبب ضررًا للكنيسة من السلطات والمجتمعات المحلية. وأعرب عن قلقه بشأن ما كان على وشك قوله بينما كان ينظر إلى شيوخه وينتظر سماع صوت جماعته الذين دعموه مرارًا وتكرارًا بالتصفيق لدعم تصريحاته الشجاعة. وأصدر مجلس الكنيسة لاحقًا بيانًا قويًا لدعم موقفه.
وقال إن الكنيسة تدعم ثلاثة مبادئ هي الحرية والمساواة والعدالة (التي تبدو قريبة من بعض شعارات الربيع العربي المصري التي أدت إلى استقالة حسني مبارك).
بدأ القس موريس حديثه بالإصرار على أهمية الحرية الدينية في بلد يضم المؤسسة الدينية الرائدة في الإسلام، الأزهر، حيث يجب أن يكون لكل مواطن دين معلن وأن المسلمين غير مسموح لهم بتغيير عقيدتهم. وقال إن المسيحيين يجب أن يتمتعوا بالحرية في تغيير دينهم إذا اختاروا ذلك وأصر على أنه لا ينبغي لأحد أن يتدخل ويمنعهم. لكنه أعقب هذه الدعوة بتكملة شجاعة وهي أن الآخرين، بما في ذلك المسلمين، يجب أن يتمتعوا بنفس الحق في تغيير دينهم إلى المسيحية.
تحدث القس موريس عن أهمية المساواة في بلده ، قائلاً إن المصريين مواطنون متساوون في الدستور، وأن شهادة المرأة يجب أن تكون مثل شهادة الرجل وأن المساواة تعني أن جميع الناس مسلمين أو مسيحيين، أغنياء أو فقراء يجب أن يعاملوا على قدم المساواة من قبل الحكومة. تعتبر الشريعة الإسلامية أن شهادة امرأتين تعادلان شهادة رجلاً واحدًا في التصريح أمام المحكمة في الأمور المالية.
مستشهدًا بآيات من العهد القديم والعهد الجديد، تحدث القس موريس عن العدالة مؤكدًا أن صوته هو صوت نبوي وأنه إذا تردد أو رفض التحدث عن العدالة، فسيكون جبانًا. تحدث بشغف عن الحاجة إلى العدالة الاجتماعية في بلده ثم انتقل إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قائلاً إنه لا يمكننا الصمت عندما يموت الناس جوعًا. أصر على أن الدعوة إلى إنهاء إراقة الدماء والحق في جلب الطعام إلى غزة من واجب الكنيسة مؤكدًا أن هذا ليس سياسة بل المهمة الأساسية للكنيسة.
كما أدان عنف حماس وعنف رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.
روى أنه خلال الانتخابات المصرية، استخدم المنبر لتشجيع رعيته على التصويت لكنه رفض بشدة أي تدخل. قال: سألني الناس لمن يصوتون له، ولكنه أكد بحزم أنه الكنيسة، رفضت تأييد أي شخص بما في ذلك أعضاء الكنيسة المرشحين. وقال مازحا إنه كان بإمكاننا إحضار مرشح وطلب من الناس الصلاة من أجله وسيلة للالتفاف على القضية. ومع ذلك قال،” رفضنا لأي تدخل أصررنا على أن الكنيسة من أجل الحرية والمساواة والعدالة ولكن كيف ومن هي السياسة ورفضت الكنيسة الخوض في ذلك.
بدأ القس سامح موريس حديثه باقتباسات طويلة من عظة الجبل وانتهى بدعوة يسوع في متى 5 “أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، وأحسنوا إلى مبغضيكم”. استجابت رعية كنيسته بأكملها بحفاوة بالغة له بالتصفيق والوقوف دعما لكلامه الشجاع.
*************************************************ّ
داود كٌتّاب صحفي فلسطيني وناشر Milhilard.org وهو موقع مخصص للمسيحيين في الأردن وفلسطين. تابعوه على X @daoudkuttab و Threads @daoud.kuttab
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.