
السابق Dibbeen Baptist Church Launches Expansion and Restoration Project
عمّان
شهدَتِ العاصمة الأردنيّة يوم الخميس 25 أيلول 2025، حدثًا تاريخيًّا على صعيد المجتمع المعمدانيّ، حيث أصبح الدُّكتور شارلي قسطة أوّل شخصٍ من الشَّرق الأوسط يُنتخب رئيسًا للاتّحاد المعمدانيّ الأوروبيّ (EBF)، خلال احتفال الاتّحاد بمرور 75 عامًا على تأسيسه.
وفي كلمته أمام الحضور، أكَّد القس شارلي قسطة على الأثر الاستراتيجيّ لهذا الانتخاب على المجامع المعمدانيّة في الشّرق الأوسط، قائلًا: “صلاتي أنْ أتمكَّن، مع بقية قيادة الاتّحاد وطاقمه، من خدمتكُم بأمانةٍ وفاعليّة، وقبل كلِّ شيء بروح الصّلاة.”
وأشار قسطة إلى أهمّيّة الشَّراكات الدُّوليّة في الاتّحاد، مُعبّرًا عن امتنانه لعدد من الشَّخصيّات القياديّة في الاتّحاد: “أنا مدينٌ لأشخاصٍ مثل الدُّكتور كارل هاينز فالتر من ألمانيا، والدُّكتور ثيو أنجيلوف من بلغاريا، والدُّكتور ديفيد كوفي من بريطانيا العظمى، وغيرهم ممَّن أظهروا لي القيمة الحقيقيّة لهذه الشَّركة الرّائعة.”
واستعرض الرَّئيس الجديد تاريخ الاتّحاد وأهدافه، مُستشهدًا بكلمات الأمين العام السّابق توني بيك: “إنَّ دستور الاتّحاد منذ عام 1949 يصفه بأنَّه ‘اتّحادٌ من أجل التّعاون’… لكنّنا نأتي معًا على أساس هويّةٍ معمدانيّةٍ مُشتركةٍ لنتمِّم دعوة الله من خلال التَّركيز على: الإرساليّة والتَّبشير وزرع الكنائس؛ اللّاهوت والتّعليم؛ الحرّيّة والعدالة؛ النّساء والشّباب والأطفال؛ ومساعدة المُحتاجين والمتألّمين.”
وشدَّد على أنَّ رسالة الاتّحاد للـ75 عامًا القادمة ستظلُّ مركزة على القيم الأساسيّة للإنجيل، مؤكِّدًا: “في الـ75 عامًا القادمة، ليتنا لا نحيد عن إنجيل النِّعمة، الرَّجاء، المحبّة والرَّحمة، الحقّ، والسَّلام.”
كما أبرز الدُّكتور شارلي قسطة الدّور الّذي تلعبه المملكة الأردنيّة الهاشميّة في تعزيز الأمن والسّلام وحرّيّة المُعتقد: “تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك عبد الله الثّاني، يُعدّ الأردن واحةً للأمن والحرّيّات المكفولة لجميع مواطنيه وساكنيه… سلامٌ قائمٌ على الكرامة والرَّحمة والأمن للجميع.”
واختتم كلمته بالدَّعوة إلى الوحدة في مواجهة التحدّيات، قائلًا: “التحدّي الّذي أمامنا، حتّى عندما نختلف في أمور لاهوتيّة أو معايير اجتماعيّة أو استراتيجيّات خدمة، هو أن نبقى مُتحدين في تركيزنا على إنجيل المسيح ومسيح الإنجيل.”
يُذكر أنَّ الاحتفال شهد حضور قادةٍ وروّادٍ من أكثر من 45 دولة، وأكَّد على أهمّيّة الدَّور الرّياديّ للأردن في المنطقة ودعمه للسَّلام وحرّيّة المُعتقد.
فيما يلي نص كلمة القسّ شاري قسطه:
الضيوف الكرام، سيّداتي وسادتي،
يشرِّفني في هذا المساء، أنْ أكون أوّل شخصٍ من الشَّرق الأوسط يُنتخب رئيسًا للاتّحاد المعمدانيّ الأوروبيّ (EBF). وكجزءٍ من هذا الاتّحاد، أصبحَتِ المجامع المعمدانيّة في الشّرق الأوسط أكثر نشاطًا على مختلف المستويات. صلاتي أنْ أتمكَّن، مع بقية قيادة الاتّحاد وطاقمه، من خدمتكُم بأمانةٍ وفاعلية، وقبل كلّ شيءٍ بروح الصَّلاة. وأنا على يقينٍ بأنَّكم تُدركون الأثر الاستراتيجيّ الّذي يمكن أنْ يُحدثه هذا الأمر على الوجود المعمدانيّ في هذه المنطقة.
أنا مدين لأشخاصٍ مثل الدُّكتور كارل هاينز فالتر من ألمانيا، والدُّكتور ثيو أنجيلوف من بلغاريا، والدُّكتور ديفيد كوفي من بريطانيا ويان سايثري من النرويج، والدُّكتور توني بيك من بريطانيا، وغيرهم كثير ممَّن أظهروا لي القيمة الحقيقية لهذه الشّركة الرّائعة المُسمّاة بالاتّحاد الأوروبيّ المعمدانيّ. كما أنَّني مُمتنٌّ جدًّا لسلفي الدُّكتور ماتيوش فيكاري على قيادته المتواضعة لاتّحادنا على مدار العامين الماضيين.
هذا المساء، نحتفل بأمانة الله. لقد أظهر لنا مراحمه طوال حياة الاتّحاد. فعلى مدى ٧٥ عامًا، كانت مراحمه جديدةً كلّ صباحٍ، وحتّى يومنا هذا.
هذا المساء، نحتفل بالسبب: ٧٥ عامًا للاتّحاد. يُمكننا حقًّا أنْ نقول بكلمات الكتاب المُقدّس: «إلى هنا أعاننا الرّبّ». لقد كانَتْ رحلةً طويلةً وصعبة، لكنّها كانت ممكنة بسبب أمانة الله وأمانة رجال ونساء أتقياء حملوا الرّاية عبر السّنين.
وأقتبس هنا كلمات أميننا العام السّابق توني بيك (في تقرير تالين): “إنَّ دُستور الاتّحاد منذ عام ١٩٤٩ يصفه بأنَّه ‘اتّحاد من أجل التَّعاون’. هذا يعني أنَّنا لا نتّفق على كلِّ شيءٍ، ولا نفعل كلَّ شيءٍ معًا (وأنا أضيف: ولا نفعل كلَّ شيءٍ بالطَّريقة نفسها) … لكنَّنا نأتي معًا على أساس هويّةٍ معمدانيّةٍ مُشتركةٍ لنتمِّم دعوة الله من خلال التَّركيز على: الإرساليّة والتَّبشير وزرع الكنائس؛ اللّاهوت والتَّعليم؛ الحرّيّة والعدالة؛ النّساء والشّباب والأطفال؛ ومساعدة المحتاجين والمتألِّمين.”
هذا المساء، نحتفل بالمكان: المملكة الأردنيّة الهاشميّة. تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك عبد الله الثّاني ابن الحسين، يُعدّ الأردن واحةً للأمن والحرّيّات المكفولة لجميع مواطنيه وساكنيه. إنَّ جهود جلالته المتواصلة لإحلال السَّلام في غزّة والمنطقة جديرةٌ بالاهتمام ونموذجٌ يُحتذى. سلامٌ قائمٌ على الكرامة والرَّحمة والأمن للجميع. في خطابه بالأمس أمام الجمعيّة العامّة للأمم المُتّحدة، أعلن جلالته بوضوح: “في الأردن، نحن عازمون على العمل من أجل عالمٍ يشعر فيه النّاس بالأمان في بيوتهم، ويكونون أحرارًا في ممارسة عقائدهم الدّينيّة، وقادرين على العيش والازدهار بكرامة.” لهذا السَّّبب نحتفل بالأردن: بسبب القيم الّتي نتشارك بها للسَّلام وحقوق الإنسان والازدهار للجميع، بغضِّ النَّظر عن الدّين أو العقيدة أو القوميّة. حقيقة وجودنا هنا اللّيلة لنحتفل، رغم العواصف الّتي تعصف بالمنطقة، تقول الكثير عن الأردن وقيادته الحكيمة والمُتبصِّرة. ومن خلال احتفالنا هذا، نعبِّر عن امتناننا لجلالة الملك والحكومة الأردنيّة وجميع الأجهزة الأمنيّة الّتي جعلت هذا اللّقاء مُمكنًا وآمنًا. ونُصلّي كجماعة إيمان أنْ يحفظ الله الأردن وقيادته وشعبه.
هذا المساء، نحتفل بدعوةٍ مُتجدِّدةٍ لنكون رسل سلام. يدعونا الرَّسول بولس في رسالته إلى أهل أفسس ٦: ١٥ ويقول “… حَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِٱسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ ٱلسَّلَامِ.” هل أقدامكم مستعدّة؟
ونحن نتطلَّع إلى ٧٥ عامًا أخرى، إنْ أبطأ مجيء المسيح …
في الـ٧٥ عامًا القادمة، ليتنا لا نحيد عن إنجيل النِّعمة، الخبر السارّ، إعلان أنَّ الله أحبَّ العالم، الإعلان أنَّ كلّ من يجتذبه الآب إلى المسيح سيخُلّص وينال حياةً أبديّة.
في الـ٧٥ عامًا القادمة، ليتنا لا نحيد عن إنجيل الرَّجاء، مُصلّين بحرارةٍ ودون انقطاع أنْ يأتي اليوم الّذي يستطيع فيه عالمٌ يائسٌ وضائعٌ ومُتخبّطٌ أنْ يُنشد الكلمات:
هللويا، مجدًا قد أعتقتني
هللويا، غلبتَ الموتَ الدني
كسَّرت قيدَ الهوان صِرت سَعدي والضمان
أنت (يسوع) لي رجائي الحيّ
في الـ٧٥ عامًا القادمة، ليتنا لا نحيد عن إنجيل المحبة والرحمة الذي يلمس حياة الكثيرين من المتألمين والمهجرين والذين بلا مأوى أو كرامة.
في الـ٧٥ عامًا القادمة، ليتنا لا نحيد عن إنجيل الحقّ، مُدافعين عن حقِّ الكتاب المُقدّس، وعن الحرّيّات المبنية عليه، ومنادين بالوقوف إلى جانب إخوتنا المُضطهدين.
في الـ٧٥ عامًا القادمة، ليتنا لا نحيد عن إنجيل السَّلام. لدينا رسالةٌ لشعوب أوروبا والشّرق الأوسط وآسيا الوسطى، بل وللعالم أجمع: أنَّ يسوع هو رئيس السَّلام. هو سلامنا. ونحن كمعمدانيّين في هذه المنطقة نسير على خطاه كوسطاء للسّلام – وكما قال أميننا العام آلان دونالدسون في أكثر من مناسبة – “لنواصل خدمة المصالحة (نسج السّلام – الّذي يتطلَّب وقتًا وجهدًا) والعمل من أجل التّماسك الاجتماعيّ في المنطقة.” وهذا ما نتطلَّع إليه بمساعدة جميع الاتّحادات وطاقم الاتّحاد وقيادته.
ومع إبحار سفينة الاتّحاد، ستثور العواصف: تحدّياتٌ لاهوتيّةٌ، مُعضلاتٌ أخلاقيّةٌ، إشكاليّاتٌ اجتماعيّةٌ، وصراعاتٌ سياسيّةٌ. في مواجهة هذه القضايا، أمامنا خيارٌ: إمّا أنْ نصاب بالذُّعر، أو أنْ نتشاجر فيما بيننا، أو أنْ نجلس على سطح السّفينة المتأرجحة نُطلق النَّظريّات. نعم، والرّبُّ وحده يعلم كم مرّةً اخترنا واحدًا من هذه الخيارات عبر السنين. أو يمكننا أنْ ننظر إلى يسوع، رئيس إيماننا ومُكمِّله، الّذي يمشي على المياه الهائجة ليُهدّئ العاصفة. عندها، ما يقوله يسوع سنفعله … لا ما يقوله المجتمع، أو ذوي المصالح، أو علماء الاجتماع، أو أصحاب الأيديولوجيّات السّياسيّة، بل يسوع. دعوتنا هي أنْ نرضي المسيح، لا الأجندات الاجتماعيّة أو الأخلاقيّة أو السّياسيّة المُتقلِّبة في العالم. نعم، إنَّ التَّحدّي الّذي أمامنا، حتّى عندما نختلف في أمورٍ لاهوتيّةٍ أو معايير اجتماعيّةٍ أو استراتيجيّات خدمةٍ، هو أنْ نبقى مُتّحدين في تركيزنا على إنجيل المسيح ومسيح الإنجيل … عندها فقط سنسمع صوته يأمر الرّيح والعاصفة: «إهدأ، أسكت».
عيد تأسيس سعيد يا اتّحاد EBF. امضِ قُدمًا وانسُج السّلام.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!